إيلي كوهين بعد إثارته للجدل.. لماذا تحرص دولة الاحتلال على استعادة رفاته؟

أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن جلب 2500 وثيقة وصورة وأغراض شخصية من سوريا لعميل جهاز الموساد الإسرائيلى إيلى كوهين فى عملية سرية.
وإيلي كوهين هو جاسوس إسرائيلي وصل إلى دمشق أول مرة في عام 1962 بأوامر من الموساد الإسرائيلى مع هوية مزورة، وقُبض عليه في يناير 1965 ثم أُعدم في 18 مايو 1965، في ساحة المرجة وبقيت جثته معلقة هناك نحو 6 ساعات بعد إعدامه، واعتبر رئيس الموساد ديفيد برنيع أن جلب أرشيف الجاسوس كوهين يُعد "إنجازا كبيرا وخطوة في دفع التحقيق لتحديد مكان دفنه في دمشق"، في ظل مطالبة إسرائيل باستعادة جثته.
عقيدة البعث والدفن في "الأرض المقدسة" تفسر إصرار إسرائيل على استعادة رفات موتاها
ويأتى حرص قيام الدولة العبرية، بجمع رفات الموتى اليهود ودفنهم فى أرض إسرائيل، لأسباب دينية وعقائدية، فبحسب كتاب "التلمـود البعث والحساب والثواب والعقاب"، فإن المفسرون للتلمود يرون أن المسيح سيقوم بإحياء الموتى، وسيشارك معه الصديقون والأتقياء، وكما يذكر موقع وزارة خارجية الكيان الصهيونى، تنص الشرائع اليهودية على ضرورة مواراة جثمان الميت الثرى وإهالة التراب عليه، وترتبط عادات الدفن فى اليهودية بعقيدة الإيمان بمجيئ المسيح، حيث يقول هذا التصور إن الموتى سيبعثون عند وصول المسيح.
وكما جاء فى "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" للدكتور عبد الوهاب المسيرى، فإن للدفن فى الأرض المقدَّسة دلالة خاصة (وهذا أمر منطقى فى الإطار الحلولى)، فمع حلول الإله فى الأرض والشعب، وعدم تجاوزه لهما، فإن الخلود الفردى يتراجع ويحل محله الخلود عن طريق التوحد مع الأمة والأرض، فإبراهيم اشترى لنفسه قبراً فى فلسطين، أما موسى فلم يُدفَن هناك، وقد قلل هذا من شأنه. ولا يزال كثير من أثرياء اليهود فى العالم يشترون قطع أرض فى إسرائيل ليُدفَنوا فيها. وجرت العادة خارج فلسطين على أن يُرش على رأس الميت تراب يُحضَر خصيصاً من فلسطين. كما أن الحكومة الإسرائيلية وجهت عنايتها البالغة لنقل رفات معظم الزعماء الصهاينة فور إعلان دولة إسرائيل، وبذلت جهداً كبيراً لاسترداد جثث الجنود الإسرائيلين الذى قُتلوا أثناء حرب أكتوبر، ولا يجوز إخراج جثة اليهودى المدفونة من الأرض إلا لإعادة دفنها فى مدافن العائلة أو فى أرض إسرائيل. ويُقال فى الفلكلور الدينى فى التلمود إن جثة الميت خارج فلسطين تزحف تحت الأرض بعد دفنها حتى تصل إلى الأرض المقدَّسة وتتوحد معها.
القدس مركز القيامة في العقيدة اليهودية.. ودفن الموتى بها سبيل للخلاص
وحسبما ما ورد فى سفر التكوين يدفع اليهود إلى الدفن هناك، وذلك لاعتقادهم أن المسيح المنتظر عندما يأتى لإحياء الموتى فسيأتى إلى القدس أولا، فبالنسبة لليهود فإن هذا المسيح القادم سيأتى لاستعادة السلام، وحفظ الصالحين، وإدانة المخطئين، أما أولئك اليهود الذين دُفنوا خارج إسرائيل، سيكون من الشاق بعثهمَ مرة أخرى! حيث يؤمنون أيضا أن المسيح سيصل إلى القدس ليصطحب الأموات من هناك أولا كبداية للقيامة ! وعندما يختار اليهود الدفن هناك فإنهم يكونون بهذا بالقرب من المسيح! ووفقا للشريعة اليهودية كما تذكر جريدة لوفيجارو فإنه لا يجوز لمس جسد المتوفى، ولكن يمكن الاكتفاء بالصلاة حتى تترك روحه جسده ثم تبدأ الصلاة.
Trending Plus