الجوع يفتك بأطفال العالم.. الأمم المتحدة تحذر: سوء التغذية يصل لمستويات مرعبة.. 38 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد فى 26 أزمة غذائية.. وجوتيريش: أزمات الغذاء لا هوادة فيها والعالم ينحرف عن مساره بشكل خطير

وسط الصراعات والنزاعات والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية يعانى الملايين من الناس فى مختلف دول العالم من الجوع الحاد الذى أدى إلى تفشى الأمراض فى مقدمتها سوْ التغذية الحاد وخاصة بين الأطفال.
الأمم المتحدة فى تقريرها قالت إن النزاع العاملَ الرئيسى لانعدام الأمن الغذائي الحاد، والذى أثّر على نحو 140 مليون شخص فى 20 دولة ومنطقة حيث تأكّدت المجاعة فى السودان، بينما تشمل البؤر الساخنة الأخرى التى يعانى سكانها من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائى الحاد قطاع غزة وجنوب السودان وهايتى ومالى.
وأضاف التقرير الأممى أنه أدت الصدمات الاقتصادية، بما فى ذلك التضخم وانخفاض قيمة العملة، إلى الجوع فى 15 دولة مما أثر على 59.4 مليون شخص - ولا يزال هذا الرقم يكاد يكون ضعف مستويات ما قبل كوفيد-19 وكانت بعض أكبر الأزمات الغذائية وأطولها أمدًا مدفوعة فى المقام الأول بالصدمات الاقتصادية، بما فى ذلك فى أفغانستان وجنوب السودان والجمهورية العربية السورية واليمن.
فيما دفعت الظواهر الجوية المتطرفة، وخاصة الجفاف والفيضانات 18 دولة إلى أزمة غذائية أثرت على أكثر من 96 مليون شخص، مع تأثيرات كبيرة فى جنوب أفريقيا وجنوب آسيا والقرن الأفريقى.
وحذر التقرير الأممى من ارتفاع الكبير فى معدلات الجوع عالميا وقال أن عام 2024، واجه أكثر من 295 مليون شخص فى 53 دولة ومنطقة جوعًا حادًا بزيادة قدرها 14 مليون شخص تقريبًا مقارنة بعام 2023 - بينما وصل عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات كارثية من الجوع إلى مستوى قياسى.
وأكد التقرير أنه تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الكارثى (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي/التصنيف المنسق للأمن الغذائي) خلال نفس الفترة ليصل إلى 1.9 مليون - وهو أعلى رقم مسجل منذ أن بدأ المركز العالمى للأمن الغذائى فى التتبع فى عام 2016.
بلغ سوء التغذية، وخاصةً بين الأطفال، مستوياتٍ مرتفعةً للغاية، بما فى ذلك فى قطاع غزة ومالى والسودان واليمن. وعانى ما يقرب من 38 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد فى 26 أزمة غذائية.
ويسلط التقرير الضوء على الزيادة الحادة فى الجوع بسبب النزوح القسرى، حيث يعيش ما يقرب من 95 مليون نازح قسراً فى بلدان تواجه أزمات غذائية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وكولومبيا والسودان وسوريا، من إجمالى 128 مليون نازح قسراً على مستوى العالم.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "يُعدّ هذا التقرير العالمى حول أزمات الغذاء إدانةً لا هوادة فيها لعالمٍ ينحرف عن مساره بشكل خطير. فالأزمات طويلة الأمد تتفاقم الآن بأزمةٍ أخرى أحدث وأن الانخفاض الحاد فى تمويل المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة لتلبية هذه الاحتياجات مضيفا أن هذا أكثر من مجرد فشلٍ للأنظمة، إنه فشلٌ للبشرية. الجوع فى القرن الحادى والعشرين أمرٌ لا يُمكن تبريره. لا يُمكننا الاستجابة لبطونٍ خاويةٍ بأيادٍ فارغةٍ وظهرٍ مُهمل".
من جانبه قال رؤوف مازو، مساعد المفوض السامى لشؤون العمليات فى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "يُظهر النازحون قوةً هائلة، لكن الصمود وحده لا يكفى للقضاء على الجوع مع تفاقم انعدام الأمن الغذائى وإطالة أمد الأزمات الإنسانية، علينا التحول من المساعدات الطارئة إلى استجابات مستدامة.
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "فى عالمٍ ينعم بالوفرة، لا عذر للأطفال فى الجوع أو الموت بسبب سوء التغذية مؤكدة أن الجوع ينهش معدة الطفل، ويمس كرامته وشعوره بالأمان ومستقبله وأن ملايين الأطفال فى خطر مع تقليص التمويل المخصص لخدمات التغذية الأساسية."
وأكدت سيندى ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "كغيره من المنظمات الإنسانية، يواجه برنامج الأغذية العالمى عجزًا كبيرًا فى الميزانية، مما أجبرنا على تخفيضات جذرية فى برامجنا للمساعدات الغذائية مشيرة إلى أنه فقد ملايين الجوعى، أو سيفقدونها قريبًا.
Trending Plus