حكاية الشيخة نقاوة.. أقدم محفظة قرآن لأبناء قريتها بالغربية.. حرمت من البصر في الطفولة وعوضها الله بنعمة البصيرة.. وهبها والدها لخدمة القرآن وأهله منذ طفولتها.. وتخرج من تحت يديها المئات من حفظة كتاب الله.. صور

الحاجة نقاوة أو الشيخة نقاوة كما أطلق عليها، اسم لامع كالذهب يتردد يومياً على ألسنة أهالي قرية سماتاي مركز قطور بمحافظة الغربية، تلك الشيخه المسنة الضريرة التي فقدت بصرها وهي في سن صغير، ولكن عوضها الله بالبصيرة ومَن عليها بحفظ القرآن الكريم كاملاً، ووهبها والدها لخدمة القرآن الكريم وأهله.
عندما تصل للمحطة بالقرية وتسأل عن منزل الشيخة نقاوة يتهافت الجميع على أصحابك لمنزلها الصغير المتواضع والذي يعلمه الكبير والصغير ويترددون عليها بشكل يومي للنيل من بركاتها والاستبشار بوجهها المشع بالنور والذي جعل الله فيه القبول والرضا وجعلها محبوبة ويعشقها أبناء قريتها.
وهبت تلك العجوز البصيرة حياتها لخدمة اهل القرآن، فحفظت القرآن الكريم على يد عدد من المشايخ والتي تتذكر اسمائهم جيداً رغم تقدم السن بها، ثم قررت أن تكرس حياتها لتحفيظ أبناء القرية القرآن الكريم، فكانت تفتح بيتها منذ الصباح الباكر وحتي المساء يُتلى فيه آيات القرآن الكريم وتخرج من تحت ايديها المئات من حملة كتاب الله.
تقول الشيخه نقاوة لـ اليوم السابع، إنها فقدت بصرها وهي طفلة صغيرة، وقرر والدها عليه رحمة الله أن يحفظها القرآن الكريم ووهبها لخدمة القرآن الكريم وأهله، فكان يذهب بها للمشايخ والكتاتيب، وحفظت القرآن الكريم في سن صغيرة عن طريق التلقين وختمته على يد مشايخها.
وأضافت أنها رغم صغر سنها في تلك الفترة إلا أنها كانت تقوم بتحفيظ أطفال القرية القرآن الكريم وتجتهد بكل قوة وإصرار وعزيمة على تثبيت الحفظ في عقول وقلوب الأطفال وكانت تراجع معهم ما حفظوه بشكل مستمر لتثبيت الحفظ، وتخرج من تحت يديها الكثير من حفظة كتاب الله.
وأشارت بمرور السنوات ذاع صيتها في القرية وقرر الأهالي الاستعانه بها في تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم فكان منزلها مفتوحاً على مدار اليوم يجتمع فيه أهل القرآن صغاراً وكبارا تعرفهم جيداً من صوتهم وتتواصل معهم وتحفظهم القرآن الكريم، مؤكدة أنها كانت تعرف كل طالب لديها وكانت تقرأ عليهم القرآن المحفور في عقلها وقلبها ويرددون خلفها ويحفظون منها القرآن وتخرج المئات من الحفظة منهم من أصبح طبيبا أو مهندساً أو وصل لمناصب مرموقة بفضل حفظ القرآن الكريم.
وأكدت أنها توقفت مؤخرا عن تحفيظ القرآن الكريم لأبناء القرية، بعد أن تقدم بها السن واصبحت غير قادرة على القيام بذلك، إلا أن الاهالي والسيدات يطالبونها بإعادة فتح الكُتاب مرة أخرى لتحفيظ أبنائهم القرآن الكريم، وأن يستمر نهر العطاء لسنوات طويلة.
وطالبت الشيخه نقاوه الاجيال الجديدة بالالتزام وحفظ القرآن والحفاظ على العبادة والتقرب من الله لأنهم هم السبيل الوحيد للنجاح.

الشيخة نقاوة

الشيخه نقاوة 85 سنة أقدم محفظة قرآن
Trending Plus