ساعات دامية فى السودان.. مقتل 14 فى قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين بشمال دارفور.. وفاة 19 شخصا بينهم أطفال فى هجوم جديد على الفاشر.. 9 قتلى فى استهداف معسكر درع السودان.. والجيش يسيطر على منطقة استراتيجية

عاش المدنيون فى السودان، ساعات دامية على مدار اليومين الماضيين، وعانوا من الاستهداف الممنهج على يد ميليشيا الدعم السريع، فيما لم تنجو مخيمات اللاجئين أيضا من القصف المتعمد الذى خلف وراءه عشرات القتلى.
هذا فى الوقت الذى تعاني فيه عدة ولايات من انقطاعات متكررة فى التيار الكهربائى، جراء استهداف الميليشيا للمحطات الكهربائية بالطائرات المسيرة وهو ما ترك أثرا عميقا على الرعاية الصحية، وانعدام توفر المياه وغيرها من الاثار السلبية.
ولقى 14 مدنيا مصرعهم، فيما أصيب آخرين، فى قصف جديد شنته ميليشيا الدعم السريع على سوق فى مخيم أبو شوك للنازحين فى ولاية شمال دارفور.
وقالت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك للنازحين، في بيان إن "14 شخصًا استشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي من قبل الدعم السريع استهدف سوق نيفاشا بمعسكر أبو شوك".
وأوضحت أن القصف استهدف السوق كتجمع، ومواقع أخرى داخل المعسكر كالمساجد والمنازل القريبة من المرافق العامة.
واضطر غالبية سكان معسكر أبو شوك ومدينة الفاشر لحفر ملاجئ تحت الأرض للحماية من القصف المدفعي والطائرات الانتحارية المسيرة، ومع ذلك فإن أعدادًا كبيرة من المدنيين يموتون بشكل يومي نتيجة للقصف العشوائي، وفقا لسودان تربيون.
وتستهدف ميليشيا الدعم السريع تهجير بقية سكان المخيم الذي يعاني من مجاعة، من خلال القصف الذي تشنه يوميًا، مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من النازحين وتدمير مصادر المياه وعشرات المنازل.
وتفرض الميليشيا حصارا مشددا على مدينة الفاشر، بعد تهجير سكان قرى جنوب وغرب وشمال وشرق المدينة، علاوة على مخيم زمزم، وتدمير المرافق الطبية، ومصادر المياه، والأسواق الرئيسية، مما تسبب في شحّ السلع وانعدام بعضها.
ويعيش سكان مخيم أبو شوك وسط ظروف مأساوية، بعد خروج المركز الصحي من الخدمة، وانعدام الأدوية، وعدم توفر المواد الغذائية، وتوقف جميع المطابخ الخيرية عن عملها مع بقاء مطبخ واحد فقط يعمل لخدمة الالاف من المدنيين.
ومن جهتها أكدت شبكة أطباء السودان، أن ميليشيا الدعم السريع شنت هجوما جديدا على أحياء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهو ما أدى لمقتل 19 شخصا بينهم أطفال، وإصابة 28 آخرين جراء القصف الصاروخي المتعمد للدعم السريع على أحياء مدينة الفاشر.
وأدانت شبكة أطباء السودان استمرار القصف والقتل الجماعي للمدنيين بمدينة الفاشر من قبل الدعم السريع، وقالت فى البيان :"القصف الذي ظل مستمر لأكثر من عام حصدت فيه الدعم السريع الكثير من أرواح المدنيين وأخرجت فيه غالبية المرافق الطبية عن العمل بجانب استمرار الحصار والجوع".
وتابع البيان :"إن تجاهل المجتمع الدولي لما يدور في دارفور وخاصة ولاية شمال دارفور التي يعاني فيها أكثر من 350 ألف طفل كل يوم من الجوع والمرض وسوء التغذية وانعدام الأمن لهو جريمة كبرى دفعت الدعم السريع لتوسيع انتهاكاته على المدنيين بضرب الحصار على المدينة لأكثر من عام".
وأضاف :"دمر عبر قصفه الصاروخي كل معالم الحياة بالقصف والقتل الجماعي مما جعل مصير أكثر من مليون شخص تحت رحمة القصف والمسيرات والقتل الجماعي من قبل الدعم السريع".
فيما تعرض معسكر تابع لقوات دِرع السودان المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية، لهجوم بطائرة مسيّرة شنته ميليشيا الدعم السريع، نتج عنه مقتل 9 أشخاص بينهم 7 عسكريين، وإصابة 14 آخرين.
وتقاتل قوات درع السودان، التي تتخذ من مناطق سهل البطانة في ولاية الجزيرة والقضارف قاعدة لها، إلى جانب الجيش السوداني، بعد انشقاق قائدها أبو عاقلة كيكل، عن الدعم السريع في أكتوبر 2024، وهو ما أسفر عن استعادة كامل ولاية الجزيرة وأغلب ولاية الخرطوم.
وقالت قوات درع السودان فى بيان لها :"معسكر القوات بجبل الأبايتور وسط البطانة تعرّض لهجوم بالطيران المسيّر، استهدف عددًا من منشآت المعسكر، وأسفر عن استشهاد 7 عناصر وجرح 14 آخرين من جنود قوات درع السودان".
ونشرت قوات درع السودان قائمة بأسماء تسعة من الذين قضوا نحبهم في هذا الهجوم.
والهجوم، الذي تعرّض له معسكر قوات درع السودان، هو الأول من نوعه، ويمثّل امتدادًا للهجمات التي ظلّت تشنها قوات الدعم السريع على مواقع مدنية وعسكرية في عدد من ولايات السودان المختلفة منذ مطلع العام الجاري.
وتسببت هجمات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيّرة في تدمير عدد كبير من مستودعات النفط الإستراتيجية في عدد من الولايات، بما في ذلك العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، علاوة على الاستهداف المستمر لمحطات المياه والكهرباء والمطارات.
ومن جهتها أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرا، من تأثر الخدمات الصحية في مستشفيات رئيسية بالعاصمة السودانية الخرطوم، جراء انقطاع التيار الكهرباء، بعد قصف استهدف محطات كهرباء تسبب بانقطاع التيار بشكل كامل عن الخرطوم.
وأشارت أطباء بلا حدود في بيان لها، إلى أن ضاحية أم درمان تعاني رابع انقطاع كبير للكهرباء هذا العام بعد هجمات نفذتها ميليشيا الدعم السريع بطائرات مسيرة على ثلاث محطات كهرباء في ولاية الخرطوم.
ومن جهته قال والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة إن انقطاع التيار الكهربائي الكامل أدى إلى شلل كبير في الخدمات الأساسية مثل المياه والمستشفيات وغيرها من المرافق الحيوية، مما يزيد من معاناة المواطنين.
ونبه بيان المنظمة إلى أن مستشفيي النو والبلك في أم درمان يواجهان نقصا في الكهرباء والأكسجين والماء، وتشهد الرعاية الصحية بكل مستوياتها اضطرابات واسعة، مشددا على أن مستشفى النو يعد المستشفى الرئيسي في المنطقة ويخدم مرضى من أم درمان وبحري والخرطوم، مما يجعل توقف خدماته تهديدا حقيقيا لحياة الكثيرين.
وتوقعت المنظمة ارتفاع الإصابات بالكوليرا نتيجة نقص مياه الشرب،وأدانت أطباء بلا حدود في بيانها جميع الهجمات ضد البنية التحتية المدنية، معتبرة أن مثل هذه الغارات تزيد تفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلا، مطالبة بوقف استهداف المرافق الحيوية فورا.
وشهدت مناطق عدة في شمال شرق السودان ضربات بطائرات مسيرة تابعة للدعم السريع على مواقع حيوية، كما نفذت قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين هجمات بمسيرات استهدفت بنى تحتية مدنية في بورتسودان، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين.
وفى سياق آخر، تمكنت القوات المسلحة السودانية، والقوات المتحالفة معها، من فرض سيطرتها على منطقة وادي العطرون، الاستراتيجية الواقعة في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد، وفقا لما أعلنه منى أركو مناوى حاكم إقليم دارفور.
وقال مناوي، فى تغريدة على منصة "إكس" :"أبطالنا في القوات المسلحة والقوات المشتركة يحققون انتصارات عظيمة بتحرير منطقة العطرون الاستراتيجية من قبضة ميليشيا الدعم السريع الإرهابية".
وأضاف: "نبشر شعبنا في إقليم دارفور بأن النصر بات وشيكًا، وقريبًا سنحتفل في كل الطرقات".
ويأتي تحرك الجيش السوداني والقوات المشتركة، في منطقة الصحراء بالتزامن مع تحرك آخر في إقليم كردفان يهدف للوصول إلى إقليم دارفور وإنهاء حصار مدينة الفاشر.
ومن جهته قال المتحدث باسم القوة المشتركة، أحمد حسين مصطفى، إن تحرير "واحة العطرون" جاء بعد عملية عسكرية دقيقة ومنسقة نفذتها القوة المشتركة بالتعاون مع القوات المسلحة، وأشار إلى أن الدعم السريع تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وفقا لوسائل إعلام سودانية.
وأشار إلى أن تحرير وادي العطرون يمثل خطوة حاسمة في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في إقليم دارفور، ويعكس التزامهم الراسخ بحماية المدنيين وتأمين الأراضي السودانية.
وتقع منطقة العطرون على طريق استراتيجي يربط بين الولاية الشمالية وولاية شمال دارفور ومنطقة المثلث الحدودي.
السودان , اخبار السودان , الفاشر , ولاية شمال دارفور , مخيمات النازحين فى السودان , الاوضاع فى السودان , درع السودان , ميليشيا الدعم السريع , قوات درع السودان, السودان , الجيش السوداني
Trending Plus