سباقات الهجن فى أبو ظبى تراث أعاد مجده الشيخ زايد قبل 45 عاما.. أقدم رياضة عربية تجمع ملاك الإبل وعشاقها فى "عاصمة الميادين" بالوثبة.. سيارة وسيف ذهبي و5 ملايين لأول الفائزين.. صور

جانب من السباق
جانب من السباق
رسالة أبوظبي ـ محمد حسين

قبل نحو خمسة وأربعين عامًا، في عام 1980، كانت بداية رحلة طويلة من العطاء والإبداع في عالم سباقات الهجن في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحديدًا في ميدان الوثبة بأبوظبي.. هناك، حيث أعطى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إشارة البدء لانطلاق سباقات الهجن بشكل منظم ورئيسي، وبدأت أبوظبي تتحول شيئًا فشيئًا إلى عاصمة عالمية لسباقات الهجن، تستقطب عشاق الهجن وملاكها ومدربيها من مختلف دول الخليج والعالم.

في هذا الميدان التراثي الشامل، يقام سنويًا مهرجان ختامي الوثبة، الذي صار مناسبة لا تُفوت لأبرز سباقات الهجن. كان الانطلاقة بسيطة، لكن مع مرور السنوات، تحولت الجوائز إلى سيوف ذهبية وسيارات فاخرة ومبالغ مالية ضخمة تصل إلى الملايين.. هذا العام، وفي نسخته الـ 46، يتصدر شوط "السيف الذهبي" المشهد، حيث يحظى الفائز به بمبلغ خمسة ملايين درهم، إلى جانب سيف ذهبي، في منافسة شرسة تجمع آلاف المشاركين.

مهرجان الوثبة، الذي ينظمه اتحاد سباقات الهجن الإماراتي، يشارك فيه الألاف من الملاك  للهجن العربية من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعتبر من أعرق وأهم المهرجانات التراثية التي ترسخ ملامح إحياء أقدم رياضة عربية  حيث يضم أكثر من 280 شوطًا خصصت لهجن الشيوخ وأبناء القبائل.

قال الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار رئيس الدولة ورئيس اتحاد سباقات الهجن، في تصريح صحفي: " إن مهرجان الوثبة يمثل إرثًا نابضًا يحيي نهج المغفور له الشيخ زايد، الذي لم يكن يهدف فقط إلى الحفاظ على الرياضة التراثية، بل تطويرها باستمرار لتواكب العصر وتصبح جاذبة للأجيال الجديدة"، ويضيف أن دعم القيادة أسهم في جعل سباقات الهجن تحتل مكانة مميزة بين مختلف الرياضات، كما لعبت دورًا مهمًا في الترويج السياحي والتعريف بالتراث العربي الأصيل، مع تعزيز أواصر المحبة والأخوة بين أبناء الخليج.

يروي سالم بن حضيرم، معلق سباقات الهجن الإماراتي، وأحد أقدم الأصوات في التعليق على هذه السباقات، كيف كانت البداية: "انطلقت السباقات في بني ياس بثلاث لفات فقط، ثم وجه الشيخ زايد بتنظيم دورة جديدة في الوثبة، وكانت أول ناقة تفوز من ملكيته الشخصية، ليبدأ بذلك عهد جديد للرياضة." ويشير إلى أن الدعم لم يتوقف مع الشيخ زايد، بل استمر من الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله، حتى وصل إلى عهد الشيخ محمد بن زايد، الذي رفع مستوى الاحتراف والتنظيم إلى آفاق غير مسبوقة.

أما الجوائز، فهي قصة أخرى من قصص النجاح والازدهار. في البداية، كانت السيارات تُمنح للفائز الأول فقط، مع جوائز نقدية أخرى،  ومع مرور الوقت أصبحت الجوائز تشمل سيارات فاخرة مثل رنج روفر وتويوتا، حتي وصلت حاليا الجوائز إلى ملايين الدراهم في بعض الأشواط، ما يجعل هذه الرياضة مصدرًا اقتصاديًا هامًا للملاك.

يصف علي سعيد الزرعي،  مضمّر"مدرب" المعروف بـ "علوة"، سباقات الهجن بأنها تعيش عصرها الذهبي بفضل الدعم غير المحدود والبنية التحتية المتطورة والتنظيم المحكم، معتبراً أن مهرجان الوثبة هو القلب النابض لهذه الرياضة.

ومن جهته، يضيف المعلق الرياضي علي سباقات الهجن سالم الحبسي أن مهرجان الوثبة يحظى بدعم سخي من دولة الإمارات، ما أدى إلى تطور غير مسبوق في أشواط الجوائز والتسعيره ، حيث بلغت بعض الجوائز المالية أكثر من مليون ونصف المليون درهم في أشواط الرموز لأبناء القبائل، إضافة إلى جوائز تسعيرية قد تتخطى ملايين الدراهم، مما يرفع قيمة الفوز ويشعل حماس المتنافسين..ويؤكد الحبسي أن سباقشوط  "السيف" لأبناء القبائل هو الأشهر، إذ تبلغ قيمة جائزة المركز الأول السيف الذهبي وخمسة ملايين درهم نقدًا. ويكشف عن تنظيم فائق في التعليق على السباقات، حيث يتنقل المعلقون عبر حافلة خاصة يتسلم فيها كل منهم قائمة الأشواط المخصصة له، في تنظيم محكم يصدره اتحاد الهجن. ويشير إلى المشاركة الإعلامية الكبيرة، مع أكثر من 150 شخصية إعلامية حاضرة وتغطية حية عبر القنوات الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس حجم الاهتمام المتزايد بهذه الرياضة.

يضيف هيثم الحمادي، مقدم برنامج "أهل الهجن" على قناة دبي ريسنغ ومالك للهجن، أن ميدان الوثبة ليس مجرد حلبة سباقات، بل هو معقل التراث وأحد أعرق ميادين الهجن في الخليج والعالم العربي. ويؤكد أن الوثبة كانت وما زالت منصة للإبداع والابتكار، سواء في زيادة عدد الأشواط، أو مضاعفة الجوائز، أو تطوير آليات التنظيم والبث والتحكيم، ما يجعلها بيئة خصبة تجمع بين ملاك الهجن، والمضمرين، والإعلاميين، وكل من يرتبط بهذه الرياضة.

يفتخر الحمادي بمشاركته في السباقات، حيث كان من الفائزين في مهرجان الوثبة، محققًا أول رمز في شوط القعدان المفتوح لفئة اللقايا، وهو شرف يعتز به كثيرًا في مسيرته.

يرى الإعلامي والمعلق عبدالله العمدة "أبو محمد" أن ميدان الوثبة شكل نقطة تحول حقيقية في تاريخ رياضة الهجن، مشيرًا إلى أن الإمارات،كانت السبّاقة في نقل سباقات الهجن إلى العالمية، حيث نظمت بطولات دولية في ألمانيا وأستراليا خلال أواخر التسعينات، مما جعل الرياضة نافذة حضارية للتعريف بالتراث العربي.

ويعبر حسين مانع الدواس، رئيس النادي الكويتي لسباقات الهجن، عن عمق الروابط العربية في هذه الرياضة، مشيرًا إلى مشاركة الكويت المستمرة منذ عام 1986 في الميادين الإماراتية، معبرا عن أمله في أن تُدرج رياضة الهجن ضمن الألعاب الدولية في المستقبل.

يشدد الدواس على أن سباقات الهجن ليست مجرد رياضة، بل هي هوية وتراث حي لا يمكن التخلي عنه، داعياً الأجيال القادمة إلى التمسك بهذا الإرث الثمين.

وفي الجانب الإعلامي، عبر عبدالعزيز الحميد، الإعلامي السعودي المهتم برياضة الهجن، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الوثبة، مشيرًا إلى التطور الكبير في التغطية الإعلامية والدعم الكبير الذي توليه الإمارات لهذه الرياضة.

يؤكد علي بن المر بن سالم الوهيبي، أحد الوجوه الشابة في رياضة الهجن، أن هذه الرياضة تعيش الآن عصرها الذهبي، متوقعًا مستقبلاً مشرقًا بفضل الرعاية والتحديث المستمر، بينما يؤكد المضمر يعروف بن سليم الزرعي، الحاصل على عدة سيوف، أن التمسك بالإرث العريق هو مفتاح النجاح، وأن التضمير ليس مجرد تدريب، بل علم وفن يجمع بين الفطرة والاجتهاد.

يصف يعروف شعور الفوز بأنه لا يوصف، فهو ثمرة جهد وعمل دؤوب، داعيًا إلى المحافظة على رياضة الهجن كروح الماضي و الحاضر، مع الحرص على نقل هذا الإرث للأجيال القادمة بحب ووفاء.

 

 

جانب من السباق
جانب من السباق

 

 
سباقات الهجن بابوظبي
سباقات الهجن بابوظبي

 

صغار يشاركون الكبار لحظة الفوز
صغار يشاركون الكبار لحظة الفوز

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كامل أبو على يتقدم باستقالته من رئاسة النادي المصرى لظروف صحية

رويترز: بدء مكالمة الرئيسين الأمريكي والروسى حول عدد من الملفات

فيفا يخطر الزمالك رسميًا برفع عقوبة إيقاف القيد بعد دفع مستحقات بوطيب

مقتل إنفلونسر كولومبية بالرصاص خلال تسلمها شوكولاتة من "رجل ديلفرى"

شاهد.. 3 لقطات قد تكتب تاريخًا لا يُنسى حال تتويج الأهلي بالدورى


موعد مباراة الأهلى وفانز الكاميرونى فى الكؤوس الأفريقية لكرة اليد

استقبال رسمى ومباحثات ومؤتمر صحفى بين الرئيس السيسى ونظيره اللبنانى.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن غياب عبد الله السعيد عن معسكر الزمالك بالإسماعيلية

غدا طقس حار بالقاهرة شديد الحرارة جنوبا ونشاط رياح والعظمى بالعاصمة 31 درجة

رئيس نادي غزل المحلة: ندرس إقامة الفريق فى القاهرة الموسم المقبل


أكرم توفيق يخوض اللقاء الأخير بقميص الأهلى أمام فاركو.. اعرف التفاصيل

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

عماد النحاس يستقر على اصطحاب قائمة الأهلى بالكامل فى مباراة فاركو

أمن الجيزة يضبط المتهم بقتل سيدة في مدينة 6 أكتوبر

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 19مايو 1971.. القبض على فتحى الديب "رجل عبدالناصر فى الثورات العربية" بعد يوم من اتصال السادات به لتكليفه بمهمة السفر إلى ليبيا واتهامه بالعمل على "بلبلة الأفكار"

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى