فى رحاب المدينة المنورة.. الحجاج المصريون يصلون وسط استقبال حافل وخدمات متكاملة.. عيادات طبية على مدار الساعة.. واستمرار الجسر الجوي بين مصر والسعودية لنقل باقي ضيوف الرحمن بموسم حج 2025

وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة، بدأ الحجاج المصريون أداء مناسكهم بزيارة المسجد النبوي الشريف، حيث يتوافد الآلاف للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مشهد إيماني يتجدد كل عام، يعكس عظمة هذه الرحلة المباركة.
وفي ساحات المسجد، انتشرت مراوح الرذاذ لتلطيف درجات الحرارة المرتفعة، ما أضفى طمأنينة وراحة على ضيوف الرحمن، الذين وجدوا في الاستقبال والخدمات تنظيمًا عاليًا واهتمامًا دقيقًا بتفاصيل راحتهم.
من جانبه، أعلن مساعد وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية، والرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية، عن وصول أول دفعة من حجاج بعثة القرعة إلى مكة المكرمة، وضمت نحو 1000 حاج.
وأكد استمرار الجسر الجوي بين مصر والسعودية لنقل باقي الحجاج على مدار الأيام القادمة، وفق خطة منظمة تضمن سهولة الحركة وسرعة الإجراءات.
استقبال بالورود وتنظيم دقيق
استُقبل الحجاج المصريون في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة من قبل مسؤولي بعثة القرعة، الذين حرصوا على متابعة إجراءات الوصول بدقة، وتوجيه الحجاج إلى مقار إقامتهم القريبة من الحرم المكي.
كما نظمت البعثة احتفالات ترحيبية داخل الفنادق، حيث قُدمت الورود والهدايا، وتم تخصيص فرق لمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة منذ لحظة وصولهم وحتى استقرارهم في الغرف.
وأعرب الحجاج عن بالغ سعادتهم بحسن الاستقبال والتنظيم، مشيدين بالجهود المبذولة لضمان راحتهم.
وأكد المسؤولون أن عمليات مراجعة مقار الإقامة تتم بشكل يومي قبل وصول الحجاج للتأكد من جاهزيتها، مع تقديم كافة سبل الراحة.
وشدد رئيس بعثة الحج على ضرورة تعاون الحجاج مع أعضاء البعثة والالتزام بالضوابط المعتمدة في الأراضي المقدسة، والتي تهدف لضمان سلامتهم وتيسير مناسكهم في أجواء آمنة ومنظمة.
خدمات طبية على مدار الساعة
على الصعيد الصحي، صرح الدكتور أحمد رزق، المسؤول عن البعثة الطبية المصرية في المدينة المنورة، بأن العيادات الطبية التابعة للبعثة تعمل دون توقف على مدار 24 ساعة، لتقديم الرعاية اللازمة للحجاج.
وقد تم تجهيز ثلاث عيادات رئيسية في فنادق "المختار العالمي"، و"دار النعيم"، و"برج المختار"، تضم كل منها طبيبًا وممرضًا وصيدليًا.
ويبلغ عدد أعضاء الطاقم الطبي في المدينة 36 فردًا، في حين خُصصت 26 عيادة إضافية في مكة المكرمة لتوسيع نطاق الرعاية.
وتشمل الخدمات المقدمة قياس الضغط، والسكر، ودرجة الحرارة، ومستوى الأكسجين، بالإضافة إلى صرف العلاج.
وأشار رزق إلى أن هناك تنسيقًا كاملاً مع الجانب السعودي لنقل الحالات التي تستدعي التدخل العلاجي في المستشفيات، من بينها حالة حاجّة احتاجت إلى إجراء عملية جراحية لتركيب شريحة ومسمار في القدم، وقد تمت العملية بنجاح.
التحول الرقمي
وفي إطار الجهود الرامية لتطوير تجربة الحج، برز التحول الرقمي كعنصر محوري في تسهيل الإجراءات وتحسين جودة الخدمات، خاصة في المدينة المنورة التي تشكل أول محطة لكثير من الحجاج.
ويشهد موسم الحج هذا العام توظيفًا واسعًا للتقنيات الذكية، بدءًا من لحظة الوصول إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، مرورًا بتنظيم الإقامة، وانتهاءً بأداء العبادات.
وقد أسهمت منصات مثل "نسك" في تنظيم زيارات الروضة الشريفة، ومنعت التزاحم عبر جدولة دقيقة للمواعيد بما يتناسب مع الطاقة التشغيلية اليومية.
كما أتاح تطبيق "توكلنا" والتطبيقات الصحية الأخرى للحجاج حجز مواعيد طبية، والتعرف على أقرب المراكز الصحية، والوصول الفوري للخدمات الإسعافية. وتكاملت هذه الأدوات مع تطبيقات الإرشاد والتنقل، التي تقدم خرائط تفاعلية للوصول إلى المسجد النبوي والمعالم الإسلامية في المدينة، مثل مسجد قباء وجبل أحد.
ويستفيد الحجاج من خدمات الذكاء الاصطناعي التي تتيح لهم طرح استفساراتهم والحصول على إجابات بلغاتهم الأصلية، ما يضمن تجربة أكثر سهولة ووضوحًا.
وتعمل وزارة الحج والعمرة السعودية بالتعاون مع الجهات المعنية على تطوير هذه المنصات استنادًا إلى بيانات الاستخدام وملاحظات الحجاج، بما يعكس التزام المملكة بتحقيق رؤية 2030، التي تضع في أولوياتها تحسين تجربة ضيوف الرحمن.
لقد تحولت التقنية من كونها أداة مساعدة إلى ركيزة أساسية في إدارة موسم الحج، وأسهمت في تقليل الزحام، وتحسين جودة الخدمات، وتقديم تجربة مميزة تجمع بين روحانية المكان وحداثة الوسائل.
Trending Plus