كذبة "كامل ثابت" جاسوس الموساد إيلى كوهين.. إسرائيل تسترجع 2500 وثيقة من سوريا تزامنا مع الذكرى الـ60 لإعدام عميل الجهاز..وصية وجوازات سفر مزورة وملفات سرية أبرز المحتويات..نتنياهو يشارك أرملته المواد المسترجعة

إيلى كوهين
إيلى كوهين
كتبت شيماء بهجت

"كامل أمين ثابت"، الاسم المستعار لجاسوس الموساد الإسرائيلى داخل سوريا إيلى كوهين، الذى وصل فى يناير عام 1962 إلى دمشق بأوامر من الموساد الإسرائيلى مع هوية مزورة، معرفا نفسه بأنه تاجر سورى يهتم بتصدير منتجات سورية إلى أوروبا، ليبنى علاقات مع القيادات السياسية والعسكرية فى سوريا، بشبكة علاقات مكنته من الوصول إلى مستويات عليا فى الدولة.

وبعد شهرين من إقامته فى دمشق منتحلا اسم "كامل أمين ثابت" أرسل أول رسالة إلى إسرائيل، ليستمر بذلك بمعدل رسالتين كل أسبوع، وبين 15 مارس و29 أغسطس 1964 بعث أكثر من مئة رسالة إلى إسرائيل، تحتوي على معلومات عن جلسات الحكومة وأصحاب مراكز القوة في الجيش والحزب وعدد الدبابات في القنيطرة.

إعدام إيلى كوهين

وقُبض عليه في يناير 1965 ثم أُعدم في 18 مايو 1965، وأُعدم في ساحة المرجة وبقيت جثته معلقة هناك نحو 6 ساعات بعد إعدامه.

تصدر اسم إيلى كوهين محركات البحث خلال الساعات الماضية، وذلك عقب إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، استرجاع 2500 وثيقة وصورة وأغراض شخصية من سوريا لعميل جهاز الموساد الإسرائيلى إيلى كوهين فى عملية سرية، تزامنا مع الذكرى الستين لإعدام إيلى كوهين.

وقال الموساد الإسرائيلي في بيان، إن استرجاع وثائق كوهين كان نتيجة "عملية سرية ومعقدة نفذها جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة التابع للموساد، بالتعاون مع جهاز شريك إستراتيجي"، دون الكشف عنه أو إضافة مزيد من التفاصيل.

إيلى كوهين

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الموساد استرجاع وثائق كوهين، الذي أُعدم بسوريا عام 1965 في ساحة المرجة بدمشق، من الأرشيف السوري الذي احتفظت به قوات الأمن السورية لعقود.

وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد ديفيد برنيع، شاركا هذا الأرشيف فى اجتماع خاص مع نادية كوهين أرملة إيلى كوهين، وتشمل المواد المسترجعة وصية أصلية كتبها إيلى كوهين بخط يده قبل ساعات من إعدامه، وتسجيلات صوتية وملفات من استجوابه واستجواب من كانوا على اتصال به، ورسائل كتبها لعائلته فى إسرائيل وصور من مهمته في سوريا.

أرملة إيلى كوهين

كما تتضمن مقتنيات شخصية نُقلت من منزله بعد اعتقاله، منها جوازات سفر مزورة وصور له مع مسؤولين عسكريين وحكوميين سوريين، إضافة إلى دفاتر لتدوين الملاحظات ويوميات تسرد مهام الموساد. كذلك، تم العثور على ملف يحمل اسم "نادية كوهين" يتضمن تفاصيل مراقبة أجهزة الأمن السورية للحملة التي قادتها زوجته للمطالبة بالإفراج عنه.

كما تصدرت الوصية أيضا التي كتبها الجاسوس قبل ساعات من إعدامه فى 18 مايو 1965 فى ساحة المرجة بدمشق، والتي كانت ضمن مئات المستندات محركات البحث.

وكتب إيلى كوهين في وصيته هذه التي وجهها إلى زوجته نادية وعائلته: "أكتب إليكم كلماتي الأخيرة، وأطلب منكم الحفاظ على اتصال دائم فيما بينكم"، وفق ما ذكرت سابقا وسائل إعلام إسرائيلية.

وطلب منها الحفاظ على أولادهما (صوفي، وإيريس، وشاؤل) ورعايتهم والحرص على تعليمهم. حتى إنه قال لها "يمكنك الزواج من شخص آخر، حتى لا يكبر الأطفال دون أب. لك كامل الحرية في ذلك".

كذلك ناشدها عدم تضييع وقتها في البكاء على الماضي، بل التطلع إلى المستقبل. وختم وصيته أو رسالته كاتباً: لكم جميعًا، قبلاتي الأخيرة".

ولم تعلّق السلطات السورية حتى الآن على الإعلان الإسرائيلي بجلب وثائق كوهين من أرشيف قوات الأمن السورية.

ورغم نجاح الجهات الأمنية في كشف إيلى كوهين، لكنه تمكن من إيصال معلومات مهمة، ساعدت الجيش الإسرائيلي في حرب يونيو 1967.

ولد إيلي كوهين في الإسكندرية عام 1924 لعائلة يهودية سورية الأصل، فوالديه شاؤول وصوفي كانا من أصول سورية، التحق إيلي بكلية الهندسة، لكنه لم يُكمل دراسته، إذ انضمَّ إلى منظمة الشباب اليهودي، وكان سببًا في هجرة العديد من الشباب إلى إسرائيل، وبعد 1948، سافر إخوته وأبويه إلى إسرائيل، وبقي هو في مصر، حتى أُلقي القبض عليه عام 1954، بتهمة تفجير مكاتب الاستعلامات الأمريكية، والتي عُرِفت فيما بعد بفضيحة لافون، نسبة إلى وزير الدفاع آنذاك بنحاس لافون.

لكنه تمكن من إقناع السلطات المصرية ببراءته، فأُفرِج عنه ولحِق بأسرته في إسرائيل عام 1955، وانضمَّ للوحدة 131 في الموساد، وعاد إلى مصر بعد العدوان الثلاثي، لكن السلطات المصرية ألقت القبض عليه عام 1957، وتمكن من إقناع السلطات ببراءته مرة أخرى.

وهاجر إلى إسرائيل حيث جُنّد لاحقًا في جهاز الموساد الإسرائيلي، وأُرسل إلى الأرجنتين ومنها إلى دمشق فى أوائل الستينيات تحت اسم مستعار هو "كامل أمين ثابت"، رجل أعمال سورى.

استطاع كوهين، وفق الرواية الإسرائيلية، أن يتسلل إلى قلب النخبة السياسية والعسكرية السورية، وكان قريبًا من شخصيات كبيرة في الحكم، حتى إن تقارير تحدثت عن حضوره لاجتماعات داخل وزارة الدفاع.

وفي يناير 1965، ألقي القبض عليه بعد عملية رصد للإشارات اللاسلكية التي كان يبثها، ليُحاكم ويُعدم بعد أربعة أشهر فقط في واحدة من أشهر قضايا التجسس في تاريخ الشرق الأوسط.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى