"مشروع إستر" خطة سحق الحركة الداعمة لفلسطين فى أمريكا.. نيويورك تايمز: مؤسسة التراث اليمينية المحافظة صاحبة المقترح.. والأهداف تشمل القضاء على أى تأييد حقوق للفلسطينيين بالمدارس والجماعات والكونجرس

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تفاصيل خطة وضعها مركز بحثى يمينى بارز فى الولايات المتحدة من أجل القضاء على الحركة الداعمة لفلسطين فى البلاد، مشيرة إلى أن بعض بنود الخطة قد تحقق بالفعل منذ وصول الرئيس ترامب إلى السلطة مجدداً أوائل هذا العام.
وقالت الصحيفة إنه فى إبريل الماضى، أرسلت مؤسسة التراث فريقاً إلى إسرائيل للقاء الأطراف الفاعلة فى السياسات الإسرائيلية، من بينهم وزيرا الدفاع والخارجية والسفير الأمريكى فى تل أبيب مايك هوكابى.
ويُعرف المركز البحثى المحافظ، ومقره واشنطن بنشر مشروع 2025 ، وهو خطة مقترحة للولاية الثانية لترامب دعت إلى إعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية والتوسيع الهائل فى الصلاحيات الرئاسية.
لكن فريق مؤسسة التراث كان موجودا فى إسرائيل لمناقشة ملف سياسى صاخب أخر، وهو مشروع إستر، مقترح قدمته المؤسسة من أجل التفكيك السريع للحركة الداعمة لفلسطين فى الولايات المتحدة، والتأييد لها فى المدارس والجامعات الأمريكية وفى المنظمات التقدمية وداخل الكونجرس.
تم وضع ما يسمى بمشروع إستر فى أعقاب هجوم طوفان الأقصى فى أكتوبر 2023، وما تبعه من احتجاجات متصاعدة ضد الحرب على غزة، وحدد خطة طموحة، وفقا لنيويورك تايمز، لمكافحة "معاداة السامية" من خلال وصم مجموعة واسعة من منتقدى إسرائيل بأنهم "شبكة دعم إرهابية فعلية"، بحيث يمكن ترحيلهم وسحب تمويلهم ومقاضاتهم وفصلهم من العمل وطردهم ونبذهم، واستبعادهم مما اعتبره "مجتمعًا مفتوحًا".
وتقول نيويورك تايمز أن تصورات مهندسى مشروع إستر للنتائج ربما بدت بعيدة المنال فى ذلك الوقت، حيث رأوا ضرورة إزالة المناهج الدراسية التى يعتقد أنها متعاطفة مع خطاب "دعم حماس" من المدارس والجامعات، وأن يتم إزالة "أعضاء هيئة التدريس الداعمين". كما سيتم تطهير وسائل التواصل الاجتماعى من المحتوى الذى يعتبر معاديًا للسامية، على أن تفقد المؤسسات التمويل العام، ويتم إلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين، أو سيتم ترحيلهم.
ووفقا للخطة، فإنه مع وجود إدارة رئاسية "متعاطفة"، فإنهم سيقومون بالتنظيم سريعا ويتخذون خطوات فورية لـ "وقف النزيف" وتحقيق كل الأهداف خلال عامين.
والآن، وبعد أربعة أشهر من وجود ترامب فى المنصب، فإن قادة مؤسسة التراث يحققون نصراً مبكراً.
فمنذ تنصيب ترامب، ووفقا لتحليل أجرته نيويورك تايمز، فإن البيت الأبيض وجمهوريين آخرين دعوا إلى إجراءات تماثل أكثر من نصف المقترحات التى وردت فى مشروع إستر، منها تهديدات بتعليق المليارات من التمويل الفيدرالى ومحاولات ترحيل المقيمين بشكل قانونى.
وفى مقابلات أجرتها الصحيفة مع مسئولى مؤسسة التراث حول مخططها لتشكيل الرأة العام الأمريكى تجاه اسرائيل، قال مهندسو مشروع إستر أن هناك أوجه شبه واضحة بين خطتهم والإجراءات الأخيرة التى تم اتخاذها ضد الجامعات والمتظاهرين المؤيدين لفلسطين على مستوى الولايات وعلى المستوى الفيدرالى.
ونقلت نيويورك تايمز عن فيكتوريا كوتس، نائبة مستشار الأمن القومى السابق لترامب، والتى تشغل حاليا نائب رئيس مؤسسة التراث والمشرفة على مشروع إستر، قولها أن المرحلة التى يعيشونها الآن هى البدء فى تنفيذ مسارات الجهود، من حيث العقوبات التشريعية والقانونية والمالية لما يعتبرونه "دعما ماديا للإرهاب"، على حد وصفها.
وقال مسئولو المؤسسة إنهم لا يعرفون ما إذا كان البيت الأبيض، الذى يوجد به فريق عامل خاص به لمعاداة السامية، قد استخدم مشروع أستر كدلسل. ورفض مسئولو الإدارة مناقشة الأمر.
إلا أن روبرت جرينواى، مدير الأمن القومى بمؤسسة التراث الذى شارك فى وضع الخطة، قال إنه لليس من قبيل المصادفة أن يطالبوا بسلسلة من الغجراءات يتم اتخاذها سراً وعلنا، وأنها تحدث الآن.
وحتى الآن، لم تكن التفاصيل الرئيسية المتعلقة بمشروع إستر، بما فى ذلك هويات واضعى الخطة، قد تم الكشف عنها على نطاق واسع. وقامت الصحيفة بمراجعة سجلات سرية تتعلق بالكشف عن المشروع، وأجرت مقابلات مع موظفى المؤسسة وأعضاء فريق العمل الذين استوحوا الخطة وأخرين على صلة بالمبادرة لتقديم فهم أفضل لأهداف مشروع إستر وتأثيره.
ويركز مشروع إستر فقط على معاداة السامية من اليسار، متجاهلًا المضايقات والعنف المعادى للسامية من اليمين، بحسب التقرير. وقد أثار انتقادات من العديد من المنظمات اليهودية وسط دعوات متزايدة لها للتصدى لإدارة ترامب.
قالت ستيفانى فوكس، المديرة التنفيذية لمنظمة "صوت يهودى من أجل السلام": أن ترامب يتبع نهجًا استبداديًا، مستخدمًا أدوات القمع أولًا ضد أولئك الذين ينظمون من أجل حقوق الفلسطينيين..وبذلك يشحذ تلك الأدوات لاستخدامها ضد أي شخص يتحدى أجندته الفاشية".
وكانت منظمة "صوت يهودى من أجل السلام" واحدة من تلك المنظمات التى وصفها مشروع إستر بأنها "منظمة دعم حماس"، وهو ما رفضته فوكس بشدة.
ومؤخراً، حذرت رسالة مفتوحة وجهها ثلاثون من القادة السابقين لمنظمات يهودية بارزة، منهم رئيس وطنى سابق لرابطة مكافحة التشهير، من أن "مجموعة من الجهات الفاعلة تستخدم القلق المزعوم بشأن سلامة اليهود كأداة لإضعاف التعليم العالى والإجراءات القانونية الواجبة، والضوابط والتوازنات، وحرية التعبير، والصحافة". ودعا القادة والمؤسسات اليهودية إلى "مقاومة استغلال المخاوف اليهودية والانضمام علنًا إلى المنظمات الأخرى التى تناضل من أجل الحفاظ على حواجز الديمقراطية".
Trending Plus