مصر ولبنان.. مواقف أخوية ودعم متواصل.. الرئيس عون فى زيارة رسمية للقاهرة.. محللون لبنانيون لـ"اليوم السابع": مصر لم تتركنا يوماً.. الزيارة تؤكد دورها المحورى فى دعم استقرار بلدنا وإعادة إعماره

** القاهرة لعبت دورًا محوريًا فى وقف إطلاق النار و إنهاء الفراغ الرئاسى من خلال اللجنة الخماسية
** مصر مهمة للبنان لثقل وزنها الاقتصادى والعسكرى والسياسى وقوة حضور داخل الجامعة العربية
** خبير عسكرى لبنانى لليوم السابع: نسعى للاستفادة من الخبرات المصرية فى التعامل مع الأنفاق والمتفجرات
** كلمة الرئيس السيسى أمام "قمة بغداد" شددت على موقف الداعم لاستقرار لبنان
مصر ولبنان.. لطالما ترافق الاسمان فى الفترة الأخيرة بالتزامن مع المرحلة العصيبة التى مرت بها "بلاد الأرز" منذ انفجار مرفأ بيرت فى الرابع من أغسطس عام2020، مروراً باندلاع الحرب الإسرائيلية فى سبتمبر 2024؛ وصولًا إلى وقف إطلاق النار فى نوفمبر 2024 ، ويستمر الدور المصرى المساند لتضميد جراح لبنان وإصلاح ما خلتفه هذه الحرب من معاناة إنسانية وأوضاع سياسية داخلية مرتبكة .
منذ اليوم الأول للحرب أعلنت مصر مساندتها بشكل مطلق ، كما كان لها دور كبير فى إنهاء الفراع الذى امتد لأكثر من عامين فى لبنان، وانتخاب رئيس جديد يقود البلاد فى مرحلة شديدة الدقة، ولا تزال مصر تقف إلى جانب لبنان لإنهاء ما تبقى من ذيول إسرائيل فى الجنوب ، كما يُعول على استمرار دورها فى مرحلة إعادة الإعمار .
تأسيساً على هذا الرصيد من الدعم الإنسانى والسياسى المصرى للبنان، يقوم الرئيس جوزاف عون بزيارة رسمية إلى القاهرة ، اليوم الاثنين، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ رافقه خلال الزيارة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وعدد من المستشارين، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي فى قصر االتحادية و تناولت المباحثات العلاقات بين البلدين والدعم المصرى للبنان فى مرحلة إعادة الإعمار وإنهاء التواجد الإسرائيلى بالجنوب؛ كما التقى عون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فى سياق تأكيد الوجود اللبنانى كجزء من الجامعة.
تأتي هذه الزيارة في ظل تحديات إقليمية وداخلية معقدة يواجهها لبنان، ولا سيما مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمناطق في جنوب لبنان، والعدوان المستمر الذي يستهدف المدنيين الأبرياء ويُدمر البنية التحتية بشكل كبير.دور محورى..
دكتور يوسف دياب
يوضح الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى دكتور يوسف دياب ، لـ"اليوم السابع"، أن زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى مصر، تأتى فى ظل مساعى لبنان لتوطيد علاقاته بمحيطه العربى والتأكيد أنه جزء من كيان العرب تحت مظلة الجامعة العربية، حيث سبق له زيارة عدة دول خليجية مثل السعودية والكويت وقطر والإمارات؛ بهدف حشد الدعم للبنان.
وأشار "دياب" إلى ما تؤكده هذه الزيارة من أهمية الدور المحورى الذى تلعبه مصر على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة لقوة حضورها داخل الجامعة العربية ، ووزنها الاقتصادى والعسكرى والسياسى الذى يمكن من خلاله أن تساند لبنان.
وأشار دياب إلى الدور الأساسى الذى لعبته الدولة المصرية من خلال عضويتها باللجنة الخماسية فى لبنان، من اجل إنهاء أزمة الفراغ الرئاسى وانتخاب رئيس جديد للدولة ، ثم تشكيل الحكومة الجديدة، وتعزيز مؤسسات الدولة ، والقرارات الدولية لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار فى لبنان، كل هذه المراحل كانت مصر لها حضور قوى خلالها .
أضاف دياب ، أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة كونها تأتى في ظل تحديات إقليمية وداخلية معقدة يواجهها لبنان، ولا سيما مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمناطق في جنوب لبنان، والعدوان المستمر الذي يستهدف المدنيين الأبرياء ويُدمر البنية التحتية بشكل كبير، فلبنان يعول على استمرا الدور المصرى للبنان للضغط من أجل الانسحاب الإسرائيلى من الجنوب .
وأشار "دياب " إلى تصدر ملف الدعم المصري للبنان في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي يمر بها، الملفات التى حملها عون خلال زيارته للقاهرة، إضافة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين وملف الدعم المصرى للدولة اللبنانية فى مرحلة إعادة الإعمار وبناء الدولة ما بعد الحرب، وقد أكد الرئيس عون فى تصريحات سابقة له مساعى لبنان للاستفادة من الخبرات المصرية في الطاقة وإعادة الإعمار ودعم الجيش.
كما تأتى الزيارة ـ وفق حديث "دياب" ـ لتوجيه الشكر لمصر على جهودها الى آزرت بها لبنان طوال الفترة العصيبة التى مرت بها، وآخر المستجدات، بما في ذلك الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية؛ إضافة إلى أهمية تنسيق المواقف بين القاهرة وبيروت تجاه الملف الفلسطيني، وتأكيد رفض الممارسات الإسرائيلي.
مصر الداعم الأول..
المحلل اللبنانى أسعد بشارة
على صعيد متصل، قال المحلل السياسى اللبنانى أسعد بشارة لـ"اليوم السابع"، إن زيارة عون تأتى فى سياقها الطبيعى تأسيساً على العلاقات الأخوية بين البلدين .
وأشار بشارة إلى إن هذه الزيارة تؤكد أهمية الدور المصرى بالنسبة للبنان؛ مشيرا إلى أن مصر لم تترك لبنان يوماً، فطالما كانت الداعم الأول فى مواجهة لبنان لأزماته المتتالية ، كما قامت بتحركات على أصعدة مختلفة كى يستعيد لبنان استقراره ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
استطرد بشارة قائلًا: لا تزال مصر حتى اليوم المساند الأول للدولة اللبنانية فى حقها فى فرض سيادتها على كامل أراضيها و ضرورة خروج الجيش الإسرائيلى من الجنوب .
وأشار أيضا إلى الدور الإنسانى لمصر خلال انفجار مرفأ بيروت والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، إضافة إلى الدور السياسى المهم ، فمصر لها مكان رائدة فى العالم العربى ما يضاعف من أهمية دورها فى مساندة حقوق الشعب اللبنانى .
الخبرات المصرية..
الخبير العسكرى اللبنانى العميد جورج نادر
ودةإلى أهداف الزيارة ، حيث قال الخبير العسكرى اللبنانى العميد جورج نادر، أن العلاقات المصرية اللبنانية لم تفتر يوماً فهى علاقات متناغمة على الصعيدين السياسى والشعبى.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس اللبنانى جوزاف عون كان أحد أبرز أهدافها الاستفادة من الخبرات التقنية التى تتمتع بها مصر فى التعامل مع الأنفاق والمتفجراتومخاون السلاح فى هذه المرحلة التى يحاول فيها الجيش اللبنانى تطهير الجنوب، تنفيذا للاتفاق الموقع مع إسرائيل فى نوفمبر الماضى .
مساندة لم تنقطع ..
إن سلسة المواقف التى تبرهن على ومساندة مصر للبنان يصعب حصرها، فلم تتوانى الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى يوماً عن تأكيد موقفها إزاء لبنان؛ كان آخرها ما حملته كلمة الرئيس السيسى أمام قمة بغداد، التى أكد فيها على استقرار لبنان من خلال الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن رقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، واحترام سيادة لبنان على أراضيه، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمسؤولياته.
كما بادر الرئيس السيسي بالإعراب عن استعداد الشركات المصرية للانخراط بفاعلية في عملية إعادة الإعمار في لبنان عقب الحرب الإسرائيلية، إلى جانب استعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم الممكنة لرفع كفاءة وتعزيز قدرات المؤسسات اللبنانية، وذلك خلال الزيارة السابقة للرئيس جوزاف عون، في مارس الماضي، للمشاركة في القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة لدعم القضية الفلسطينية.
وعقب انتخاب عون رئيساً للبنان فى يناير الماضى، أجرى السيسي اتصالاً بنظيره اللبناني أكد خلاله أن مصر ستظل دائماً داعمة للبنان وسيادته لتقديم المساعدة وكل سبل الدعم الممكنة لبيروت، بما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات وقدرة عون على قيادة لبنان، وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني.
كما قام وزير الخارية بدر عبدالعاطي بزيارة إلى بيروت فى أواخر يناير الماضى، لتأكيد الدعم المصري للبنان، بعد انتخاب الرئيس عون وتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، حيث تحرص مصر على إعادة تنشيط التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية، فضلاً عن تعزيز التنسيق السياسي بين البلدين.
وكانت الزيارة الثالثة لوزير الخارجية خلال عام ؛ مما يؤكد اعتزاز مصر بلبنان و التزامها بمساندة شعبه.
وفى هذا السياق أيضاً، أكد عبد العاطي، خلال محادثات مع نظيره اللبناني يوسف رجي، في القاهرة، الشهر الماضي، أن مصر تدعم بشكل كامل جهود الرئيس عون وحكومته لاستعادة الأمن والاستقرار بالبلاد، ومن المهم الالتزام الكامل باتفاق وقف الأعمال العدائية، والانسحاب الإسرائيلى الكامل من أراضى الجنوب اللبنانى.
Trending Plus