ناثانيال هاوثورن.. كاتب أعماله تناولت الخطيئة والشر الموروث والضمير الإنسانى

في مدينة سالم، المشهورة بسحرها الساحر ومحاكماتها التاريخية، ولد في الرابع من يوليو عام 1804 ناثانيال هاوثورن، والذى سيصبح لاحقًا أحد أبرز وجوه الأدب الأمريكي في القرن التاسع عشر، وصاحب بصمة لا تمحى في الرواية الرومانسية المظلمة.

عاش "هاوثورن" في كنف أسرة تحمل آثار التاريخ، وتخرج من كلية بودوين في عام 1825 بعد أن درس الأدب والفكر، وهناك بدأت ملامح شغفه بالكتابة تتشكل، ونشر أول أعماله فانشو عام 1828 على نفقته الخاصة، لكنه لم يكن راضيًا عنه لاحقًا، فحاول محوه من ذاكرة القراء.

لكن "هاوثورن" لم يتوقف، كتب قصصًا قصيرة ونشرها في الدوريات الأدبية، ثم جمعها عام 1837 تحت عنوان قصص رويت مرتين، وكانت تلك البوابة التي عبر منها إلى الوعي الأدبي الأمريكى، حيث بدأ ينسج خيوط أعماله في الظلال، مستلهمًا من التاريخ والدين التي سكنت ذاكرة نيو إنجلاند.

تجلت ذروة عبقريته في روايته الشهيرة الحرف القرمزي التي صدرت عام 1850، والتي مثلت اختراقًا أدبيًا عميقًا في تصوير العار والذنب والمجتمع القاسي، وتلتها أعمال أخرى مثل البيت ذو الجملونات السبعة ورومانسية بليثديل، التي رسخت مكانته كرائد في أدب النفس البشرية المظلمة.

لم تكن حياته الأدبية بمعزل عن الشأن العام، فقد عين في منصب سياسي كقنصل في أوروبا، وهناك عاش مع عائلته لسنوات قبل أن يعود إلى موطنه في كونكورد عام 1860م، ورغم أنه توفي بعد أربع سنوات فقط، فى 19 مايو 1864، فإن أثره ظل متوهجًا في الأدب الأمريكي والعالمي.

أعماله القصصية والروايات، التي تناولت الخطيئة والشر الموروث والضمير الإنساني، لم تكن مجرد حكايات بل دعوات للتأمل، وصراعات داخلية تُروى عبر شخصيات تبدو بسيطة لكنها تحمل تعقيدًا نفسيًا مذهلًا.

ومن بين أشهر قصصه "يونج جودمان براون، تجربة الدكتور هيدجر، ودفن روجر مالفن"، بينما جمع في كتبه مثل طحالب من أولد مانس وحكايات تانجلوود كنوزًا أدبية مستلهمة من الأساطير والتاريخ والأخلاق.