تيك توك جيل جديد بين الإبهار والمحتوى الهادف في زمن "الترند"

تيك توك
تيك توك
كتبت رنا أمين

وسط الطفرة الرقمية الهائلة التي يشهدها العالم، يبرز جيل “التيك توك” كواحد من أكثر الأجيال ارتباطًا بالتكنولوجيا وأدوات التعبير السريع، استطاع الشباب من خلال هذه المنصة أن يعيدوا تعريف مفاهيم الإبداع والانتشار، عبر مقاطع قصيرة تختزل المشاعر والأفكار في ثوانٍ معدودة، ورغم أن “تيك توك” وفر لهم مساحة غير مسبوقة لعرض مواهبهم الفنية والثقافية والابتكارية، إلا أن هذه الحرية المطلقة حملت في طياتها العديد من التحديات، أهمها الوقوع في فخ السطحية والمحتوى الفارغ من القيمة.

اعتمد الكثير من صناع المحتوى على الإبهار السريع بدلاً من العمق، في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدات والإعجابات، وانتشرت ظواهر مثل التحديات السطحية، والمقالب المفتعلة، والمحتوى الذي يخاطب الغرائز أكثر مما يخاطب العقول، وأمام سهولة الإنتاج والاستهلاك، بات بعض المستخدمين يبحثون فقط عن الشهرة اللحظية، دون الالتفات إلى التأثير البعيد المدى لما يقدمونه من رسائل ضمنية، قد تسهم في تشكيل وعي أجيال بأكملها.

في المقابل، برز على “تيك توك” محتوى آخر أكثر جدية وعمقًا، صنعه شباب أدركوا أن المنصة ليست مجرد أداة ترفيهية، بل وسيلة لبناء جمهور واعٍ ومثقف، ظهر ذلك جليًا من خلال مقاطع تقدم نصائح علمية مبسطة، ودروسًا تعليمية، ومواهب فنية في الموسيقى والرسم والتمثيل، هذا النوع من المحتوى أثبت أن الشباب قادرون على تقديم الإبداع الحقيقي حين تتوفر لهم الأدوات المناسبة، والدافع الصحيح للتأثير الإيجابي.

يعيش جيل "التيك توك" اليوم حالة من التناقض بين الرغبة في الظهور السريع، وبين الحاجة إلى تقديم محتوى يحمل رسالة.

فالضغط الناتج عن خوارزميات الانتشار، التي تفضل التفاعل اللحظي، يدفع الكثيرين إلى تقديم ما هو سهل الاستهلاك، حتى لو كان ذلك على حساب الجودة، ومع تزايد المنافسة المحتدمة على جذب الانتباه، بات كثير من صناع المحتوى يفضلون "الترند" على حساب القيمة، مما أدى إلى تسطيح كثير من النقاشات والظواهر الثقافية.

ومع ذلك، فإن المسئولية لا تقع فقط على صناع المحتوى، بل تمتد أيضًا إلى الجمهور الذي يستهلك هذا المحتوى دون تفكير نقدي.

فتفضيل المشاهدين للمواد الخفيفة والسريعة يشجع انتشارها على حساب الأعمال الأكثر جدية، وهنا تبرز أهمية بناء ثقافة رقمية جديدة تشجع على التفكير النقدي، وتدعم المحتوى الجاد والمفيد، بدلاً من الانسياق الأعمى وراء كل ما هو شائع.

في النهاية، يبقى جيل "التيك توك" صورة معقدة لواقعنا الرقمي، بكل ما يحمله من تناقضات بين الإبداع الأصيل والسطحية الخادعة، وما بين هذين النقيضين، تظل الفرصة قائمة لإعادة توجيه البوصلة نحو محتوى أكثر وعيًا ومسؤولية، يليق بجيل يمتلك إمكانيات هائلة، لكنه يحتاج إلى الوعي بكيفية توظيفها لخدمة مستقبله ومستقبل مجتمعه.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

ملياردير نيجيري يتبرع بـ20.7 مليون دولار لموظفي إمبراطوريته التجارية

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة


مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست


أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

ألونسو: أخشى مفاجآت كأس الملك وأستمتع بأوقاتى مع ريال مدريد

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى