جرّب أن تعيش يومًا واحدًا بدون أحقاد

جرّب أن تستيقظ ذات صباح ولا تحمل في قلبك شيئًا، لا حقدًا، لا ضغينة، لا ذنوبًا مؤجلة في سجل الذكرى، افتح عينيك على ضوء الشمس لا على عتمة القلب، وقل للكون: "أنا اليوم طفل جديد بقلب خالٍ، وعينين تغسلان العالم بالمحبة."
جرّب أن تحسن الظن، لا لأن الجميع أهلٌ للثقة، بل لأنك تستحق أن تحيا بسلام، أن ترى في الكلمة الطيبة نية صافية، وفي النظرة العابرة دعوة للخير، وفي الصمت ألف حكمة لا تخذل، أن تمشي في طرقات الحياة كما لو كنت تعبر حقل زهور، لا حقل ألغام.
ما أجمل أن تفرح بالقليل، فتجد في فنجان القهوة دفء العالم، وفي ابتسامة المارّ معنى الوجود، وفي طائر يغرّد على نافذتك رسالة خفية من السماء تقول: "الحياة لا تزال جميلة، إن قررتَ أن تراها كذلك".
جرّب أن تعيش اليوم كأنك لست مرهونًا للغد، كأن الأمس لم يطعن قلبك، وكأن الغيوم ليست نهاية الضوء بل بدايته، أن ترى خلف الغيم شمسًا تختبئ لا هربًا، بل لتُشرق أجمل.
الغيوم ليست عدوك، هي فقط ستار مؤقت، والعتمة ليست نهاية، بل فراغٌ ينتظر أن تملأه نورًا من داخلك، لا تنتظر الفرح كضيف متأخر، ابحث عنه في التفاصيل الصغيرة، في نكتة عابرة، في لقاء غير مخطط له، في صوت أحببت سماعه دون موعد.
جرّب أن تسامح لا لضعف، بل لقوةٍ في قلبك تعرف أن الكراهية سجن، والحقد مرض، والضغينة نار تحرق صاحبها قبل أن تمسّ غيره، سامح من أساء، لا لأنه يستحق، بل لأنك تستحق السلام.
أطلق سراح قلبك من القيود، دعه يرقص على أنغام الرضا، ولا تخف من أن تبدو طيبًا في زمن القسوة، الطيبة ليست سذاجة، بل شجاعة من نوع نادر، تحتاج إلى قلب نقي ونفس كبيرة.
وفي آخر النهار، حين تضع رأسك على الوسادة، وتشعر أن قلبك أخف مما كان، ستعلم أنك ربحت شيئًا عظيمًا: يومًا بلا أحقاد، بلا ضجيج داخلي، يومًا خفيفًا كنسمة، ناعمًا كحلم، مشرقًا كصباح نقي.
فقط جرّب، ليومٍ واحد، وربما، فقط ربما، تعيد التجربة غدًا.
Trending Plus