رئيس "أبو ظبي للغة العربية": معرض أبو ظبي للكتاب منصة للابتكار وتعزيز الهوية.. المعرفة سلاح في وجه التطرف.. الذكاء الاصطناعي انتقل من التحدي إلي التحول.. الحروب أكبر التحديات التي تواجه الثقافة العربية المعاصرة

على بن تميم
على بن تميم
رسالة أبو ظبي بسنت جميل

يعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية في العالم العربي، حيث يلعب دورًا محوريًا في تعزيز صناعة الكتاب والنشر ولا تقتصر أهمية المعرض على كونه نقطة تجمع للناشرين والمؤلفين فقط، بل يتجاوز ذلك ليكون منصة لتقديم تجارب معرفية متنوعة ترتبط بالقراءة والكتاب ومن هنا حرص "اليوم السابع" علي مقابلة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية لمعرفة الدور التثقيفي الذي يقدمه المعرض للزوار وكيفية مواجهة التحديات الثقافية في الوطن العربي.

وقال علي بن تميم، إن المعرض مكانًا يتيح للزوار فرصة استكشاف العديد من الخبرات المتنوعة، بدءا من الكتب الورقية وصولا إلى الكتب الصوتية والرقمية، كما يبرز أهمية دمج التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، في صناعة النشر، مما يساهم في إحداث نقلة نوعية في طريقة تفاعل الجمهور مع الكتاب.

واستكمل علي بن تميم، أن أحد الخبراء أن الجمال لا يكمن فقط في الشكل، بل في المحتوى الذي يقدمه،  فنجاح المعرض لا يتوقف على التنظيم الجيد فقط، بل يتطلب تقديم تجارب حية تساهم في تحفيز الزوار على التفاعل مع المعرفة بشكل أعمق.

ولفت علي بن تميم، إلي شهد المعرض تطورًا ملحوظًا على مدار السنوات، حيث أصبح يحتل مكانة بارزة على المستوى الدولي، ويجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، كما يساهم في تعزيز حضور الكتاب العربي في السوق العالمي، من خلال الترويج للكتب العربية وتسليط الضوء على إبداع المؤلفين العرب.

وتابع علي بن تميم، أن على الرغم من التحديات التي قد تواجه صناعة النشر في المستقبل، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب، إلا أن المعرض يعكس التزامًا قويًا بالحفاظ على الهوية الثقافية العربية، ويعول المعرض أيضًا على دور القوانين التي تحمي حقوق المؤلف في دعم هذه الصناعة وتوفير بيئة محفزة للمبدعين.

وأضاف علي بن تميم، أن المعرض لا يقتصر على العرض التجاري فقط، بل يتضمن فعاليات تعليمية وثقافية تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك الطلبة الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من الزوار،  وتعد هذه الفعاليات فرصة مثالية لتعريف الأجيال القادمة بقيمة الكتاب وأهمية القراءة في تطوير الفكر والمجتمع، ومع استمرار تطور المعرض، أصبح من الواضح أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يمثل أكثر من مجرد حدث ثقافي؛ بل هو حجر الزاوية في تطوير صناعة النشر والكتاب في المنطقة العربية، ويعزز من دور الثقافة في بناء مجتمعات أكثر معرفة وتقدمًا

وإذا نظرنا إلى المعارض بشكل عام، نلاحظ أنها تتشابه في الكثير من الجوانب، لكن لماذا يحضر حوالي 20,000 طالب يوميًا إلى المعرض لأننا نولي اهتمامًا أكبر بالتنوع في الأنشطة المعروضة،  على سبيل المثال، يجب أن تشمل المعارض أيضًا الكتب التي تتناول مجالات مختلفة، مثل تاريخ الطعام، حيث يمكن استضافة خبراء وأساتذة أكاديميين لعرض كيفية تحضير أطعمة كانت موجودة قبل 5000 عام في بلاد الرافدين أو غيرها، كل هذه الفعاليات تساهم في تقديم مجموعة من الخبرات والمعرفة التي تحفز على القراءة وتعزز من حضور الكتاب في الحياة اليومية.

وأكد علي بن تميم، اليوم تم  جمع  حوالي 1400 ناشر لهذه عملية مهمة، ولكن الأمر لا يقتصر على الأعداد فقط،و يجب أن تكون هناك مؤسسات تساهم في تقديم مشروعات ثقافية جادة، ويجب أن تركز على تطوير صناعة النشر والمساهمة في نشر الثقافة بطريقة مبتكرة وفعالة.

وحول المخاوف من اندثار اللغة العربية، قال علي بن تميم، إن اللغة العربية ليست مهددة، ولكنها تحتاج إلى مسؤولية ووعي جماعي، لقد تحدثت في ندوة قانونية عن أهمية المبادرات التي تربط اللغة بالتكنولوجيا، وخصوصًا التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تخدم العربية في مجالات التعليم والثقافة والإعلام، هذه المبادرات تمثل تقاربًا ثقافيًا وتعليميًا كبيرًا، ويجب أن تُبنى على أسس تربوية وأسرية متينة.

واوضح علي بن تميم، لدينا اليوم جوائز عالمية تسلط الضوء على الإبداع العربي، مثل الجائزة العالمية للرواية العربية، وجائزة العويس، وجائزة الشيخ زايد، وغيرها من الجوائز في الشعر والسرد والتراث، هذه الجوائز لا تقتصر على كبار الكتاب بل تفتح المجال أيضًا أمام الشباب والمواهب الجديدة، وتسهم في تعزيز الإنتاج الثقافي المرتبط باللغة العربية في أفقه الجمالي والإبداعي، لكننا نحتاج إلى مزيد من التركيز، لا يكفي فقط أن نحتفي بالجوائز، بل يجب أن نوجه الاهتمام أيضًا إلى القارئ – سواء الأكاديمي أو العام أو الناشئ،  دورنا لا يقتصر على النخبة، بل يشمل كل من له علاقة باللغة، سواء عبر المعارض أو المبادرات التعليمية أو الإعلامية.

ولفت علي بن تميم، إلي أننا نحن بحاجة إلى رؤية شاملة ومشروعات ثقافية تعني بالتراث المادي واللامادي، وتواجه تحديات ضعف الدعم والتمويل، وانخفاض الترجمة، وتراجع الاهتمام العام باللغة، الثقافة هي ما يحمينا من التطرف، وهي ما يبني الوعي ويشكل الهوية، في النهاية ليست الكتابة فعلًا عاديًا، بل هي تعبير عن تطور فكري ووجودي، وهي أساس لتطورنا الحضاري، وهي أيضًا جسر نحتاجه اليوم لنؤكد حضورنا في العالم الحديث، نحن في أمس الحاجة إلى تطوير أدواتنا الثقافية في العالم العربي.

وعن التحديات التي تواجه الثقافة العربية في الوقت المعاصر، قال نواجه تحديات حقيقية  أبرزها الحروب في المنطقة العربية وما تخلفه الحروب من تدمير وسرقة فنحن نحتاج لسنوات طويلة لإعادة مكانتها، وايضاً  تحديات متعلقة بضعف التحكيم في الجوائز والمسابقات، وغياب الدعم المؤسسي، وقلة التمويل المخصص للمبادرات الثقافية،  التحدي الأكبر هو كيف نُحدث تأثيرًا فعليًا على الجمهور، وكيف نعيد الزخم إلى الحركة الثقافية لتنهض من جديد.

وحول ما نحتاجه للنهوض بالثقافة العربية،  نحتاج إلى دعم خاص ومستدام، نحتاج إلى تعزيز الترجمة، وتنظيم المعارض الدولية في عواصمنا مثل القاهرة والرياض، والتوسع في المدى الثقافي العربي، وتطوير المتاحف في العالم العربي بعض الدول تدرك قيمة الثقافة، لكنها لا تترجم هذا الإدراك إلى سياسات ملموسة،  وعندما تهمل الثقافة، يفسح المجال للتطرف ولأفكار تفتقر إلى العمق والرؤية، الثقافة هي من تُوجه الرؤى الحديثة، وهي الأساس في بناء مستقبل جديد، قائم على صناعات ثقافية حقيقية، لا بدائية ولا هامشية.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سياسات واستراتيجيات تنقل ذوى الهمم من التهميش إلى الإنتاج.. الدولة تضعهم فى قلب خطة لتمكين اقتصادى يفتح لهم أبواب الأمل.. تدريب مهنى فى محافظة أسيوط وتسليم ماكينات بعد تقييم اجتماعى للتأكد من الاستحقاق.. صور

زوج ملاحق بـ34 دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة لخلاف على مبلغ النفقة.. تفاصيل

بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة

تعرف على كيفية الاستفادة من السجلات المدنية الذكية

مواعيد مباريات منتخب الناشئين فى كأس العالم قطر 2025


غادة عبد الرازق تكشف عن تعرضها للإصابة وتجلس على كرسى متحرك

انفجارات عنيفة تدوي في مدينة جبلة السورية

طلاب الهندسة الحيوية بالإسكندرية ينجحون فى تصميم ذراع روبوت بـ6 درجات حرية.. "6-DOF" يُستخدم كمساعد لأطباء الجراحة فى المستشفيات.. تنفيذه يكلف نحو 22 ألف جنيه.. وأعضاء هيئة التدريس يشيدون بالمشروع.. صور

مانشستر سيتي: هالاند يستمع إلى ألبوم عمرو دياب الجديد

هل سيتم تخفيض تنسيق الثانوي العام بالقاهرة ؟.. اعرف التفاصيل


زى النهارده.. هدف بشعار "غزل الملاعب" بين متعب وغالى فى مباراة الأهلى ودجلة

موعد مباراة تشيلسي ضد بي إس جي فى نهائى كأس العالم للأندية 2025

وسام أبو على يُخطر الأهلى بالانتظام فى التدريبات الإثنين رغم أزمة العروض

25 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع منظفات وكيماويات مدينة بدر

الهلال يفكر فى الانسحاب من السوبر السعودى

فات الميعاد الحلقة 21.. أحمد مجدي يرفض عرض محمد أبو داود حفاظًا على حضانة ابنته

ماكينات حفر الخط الرابع للمترو لا تتوقف.. طاقم مصرى يصل الليل بالنهار لإنجاز المشروع.. المكينة تحفر 22 مترا يوميا والنفق حلقات خرسانية يتم تركيبها وتصنيعها محليا.. وهذه طرق تأمين العمال تحت الأعماق.. صور وفيديو

ننشر قوائم المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ عن دائرة محافظة أسوان

سر تجدد اشتعال النيران في سنترال رمسيس.. مدير الحماية المدنية الأسبق يوضح

الدفع بـ4 خزانات مياه استراتيجية لإخماد حريق مصنع مدينة بدر.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى