968 عامًا على رحيل أبو العلاء المعرى.. فقد بصره ولقب برهين المحبسين

تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 20 مايو عام 1057م، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعى التنوخى المعرى، شاعر وفيلسوف ولغوى وأديب عربى عاش زمن الدولة العباسية، وقد لقب بـرهين المحبسين أى محبس العمى ومحبس البيت، وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
اشتهر "المعري" بآرائه وفلسفته المثيرة للجدل، فقد بصره منذ صغره بسبب إصابته بالجدرى، لكنه سار في مسارات التعليم حتى أصبح من نوابغ عصره، حيث تعلم سن صغير علوم القرآن، ونظم الشعر منذ أن كان في العاشرة من عمره.
ترجمت الكثير من أشعار إلى لغات عدة غير العربية، أما أعماله فكثيرة وتم فهرستها في "معجم الأدباء" ومن مؤلفاته الشهيرة "الإيك والغصون" في الأدب، و"تاج الحرة" في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، و"عبث الوليد" وهو شرح في ديوان البحترى ونقده، و"رسائل الملائكة"، و"رسالة الغفران"، و"الفصول والغايات"، "لزوم ما لا يلزم" أو "اللزوميّات.
وكان أبو العلاء المعرى شاعرًا كبيرًا أخضع شعره لأفكاره، وأخضع كتبه الفلسفية لعقله، فكتب عشرات الكتب فى الشعر والنثر الفني، وفى اللغة والنحو والعروض، وفى الحديث والقراءات القرآنية، وفى الحكمة والوعظ، ومن أعماله: الفصول والغايات، السادن، إقليد الغايات، الأيك والغصون، جزء فى تفسير الهمزة والردف، تضمين الآي، تاج الحُرّة، سيف الخطبة، خُطَب الخَيل، خطْبة الفصيح، تفسير خطبة الفصيح، رسيل الراموز، خُماسيّة الراح، المواعظ السّت، وقفة الواعظ، دعاء الساعة، دعاء الأيّام السبعة، حِرز الخيل، جزء فيه حِرز وتعويذ، سجع الحمائم، تظلُّم السُّوَر، عِظات السُّوَر، الجلى والجليّ، الصاهل والشاحج، لسان الصاهل والشَّاحج، القائف، منار القائف، شرف السيف، السجع السلطاني، سجع الفقيه، سجع المضطَرّين، ديوان الرسائل، خادم الرَّسائل، تفسير رسالة الغفران، تفسير رسالة الإغريض، رسائل المعونة، سقط الزند، شرح كتاب سيبويه.
ورغم كل هذه الكتب الكثيرة يظل ديوان "لزوم ما يلزم" وكتاب "رسالة الغفران" هما الأبرز فى إنتاجه الثقافى الذى لم يمر مرور الكرام، فاختلف الناس فيه وساروا على طرفى نقيض، منهم من يجعله واعظًا وداعيًا إلى الله، ومنهم من يجعله خارجًا من دائرة الدين، ومن ذلك ما قاله ابن كثير فى (البداية والنهاية: 72/12) "مشهور بالزندقة على طريقة البراهمة الفلاسفة وفى أشعاره ما يدل على إلحاده وانحلاله من الدين، وذكر بن الجوزى أنه رأى له كتابًا سماه "الفصول والغايات فى معارضة السور والآيات" على حروف المعجم و قبائحه كثيرة"، لكن مع ما لقيه أبو العلاء المعرى من علماء عصره لا يقارن بما لقيه فى العصر الحديث.
Trending Plus