أوا ماري كول سيك والسير برايان جرينوود يحصلان على جائزة مدير الصحة العالمية

قالت منظمة الصحة العالمية، إنه تقديراً لإنجازاتهم طيلة حياتهم في مجال الصحة العالمية، وخاصة في مجال القضاء على الملاريا وما بعده، منح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس جائزته للصحة العالمية هذا العام أوا ماري كول سيك والسير برايان جرينوود.

تم منح جائزة المدير العام للصحة العالمية، التي أنشئت في عام 2019، خلال الجزء رفيع المستوى يوم الثلاثاء 20 مايو، في الدورة الـ 78 لجمعية الصحة العالمية، وشملت هذا العام جائزة فخرية للإنجاز مدى الحياة لكل فائز.

وقال الدكتور تيدروس: "لقد ساعدت مساهماتهم القيمة في تخفيف عبء الملاريا والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وبناء قدرة النظام الصحي المستدام في أفريقيا".
وفي معرض إشادته بإنجازات البروفيسورة كول سيك، قال الدكتور تيدروس: "أثناء عمله كوزيرة للصحة في السنغال، قاد البروفيسور أوا ماري كول سيك إصلاحات تاريخية، ووسع نطاق الوصول الشامل إلى الرعاية الصحية، ووضع برامج متكاملة لمكافحة الأمراض".
بالإضافة إلى المساهمات الهامة التي قدمتها للأدبيات العلمية، كانت البروفيسورة كول سيك، من عام 2004 إلى عام 2011، المديرة التنفيذية لشراكة دحر الملاريا، حيث حشدت الإرادة السياسية لتسريع التدخلات لمكافحة الملاريا في البلدان المنخفضة الدخل.

كما كانت ناشطة في العديد من المجالس والمجموعات الاستشارية رفيعة المستوى، بما في ذلك الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ومنظمة PATH، وغيرها من المنظمات غير الحكومية والمبادرات الدولية التي تعمل على تمويل الصحة، واللقاحات، وتعزيز النظم الصحية. وهي حاليًا رئيسة منتدى جاليان أفريقيا.
وُلدت البروفيسورة كول سيك في السنغال، وتدربت كطبيبة متخصصة في الأمراض المعدية، حصلت على شهادة الطب من جامعة داكار، ثم تابعت تخصصها في علم الجراثيم والفيروسات في فرنسا.
وأضاف، إنه لقد حظيتُ بشرف المساهمة في تقدم ملحوظ، لكنني شهدتُ أيضًا تحديات مستمرة وحالات طوارئ ناشئة، سواءً في مجال المناخ أو الديموغرافيا أو التكنولوجيا، وتزداد أهمية هذه الجائزة لأنها ترمز إلى الثقة في القيم التي أدافع عنها: التضامن بين الشعوب، والعلم في خدمة الإنسانية، وريادة المرأة في المنظومة الصحية، كما قال البروفيسورة كول سيك.
يُعرف البروفيسور جرينوود بعمله المحوري في مكافحة الملاريا، كما لعب دورًا محوريًا في صياغة سياسات الصحة العالمية واستراتيجيات البحث، حيث كان عضوًا في العديد من المجالس الاستشارية، بما في ذلك مجالس منظمة الصحة العالمية.

على مدى العقود الخمسة الماضية، أجرى البروفيسور السير غرينوود أبحاثًا رائدة وقدّم مساهماتٍ كبيرة في مكافحة الأمراض المعدية، وكان لعمله في مجال الملاريا دورٌ محوري في صياغة مناهج حديثة لمكافحة هذا المرض الفتاك، وتتراوح مساهماته بين إدخال الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية وإجراء تجارب رائدة على لقاح الملاريا RTS,S، وهو أول لقاح يُوصى باستخدامه على نطاق واسع، وفقًا للدكتور تيدروس.

ركز البروفيسور جرينوود في بداية مسيرته المهنية على أبحاث الأمراض المعدية في نيجيريا وغامبيا، حيث عاش لعقود وقاد برنامجًا متعدد التخصصات يستهدف أمراضًا مثل الملاريا والالتهاب الرئوي والحصبة وفيروس نقص المناعة البشرية من النوع 2 في غامبيا، أثبت فعالية الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية في الحد من وفيات الأطفال واعتلال صحتهم، وساهم في مكافحة الملاريا من خلال إعطاء الأدوية الموسمية المضادة للملاريا.

في عام 1996، عاد البروفيسور جرينوود إلى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، ليواصل أبحاثه في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، ساهم في الاستخدام الناجح للقاح MenAfriVac  في منطقة حزام التهاب السحايا الأفريقي، مما ساعد في وقف الأوبئة في تشاد، كما دعا إلى الجمع بين التطعيم الموسمي والوقاية الكيميائية من الملاريا الموسمية.

في معرض حديثه عن مسيرته المهنية، التي بدأت في نيجيريا كطبيب شاب قبل حوالي 60 عامًا، قال البروفيسور جرينوود: "كانت أجنحة الأطفال تعجّ بالحصبة والتهاب السحايا والملاريا وشلل الأطفال، بل كانت هناك حالات إصابة بالجدري تصل إلى المستشفى، بلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة حوالي 400 لكل ألف في أجزاء من غرب أفريقيا، لم ينتهِ العديد من هذه الأمراض، بل انخفض بشكل كبير، وشهدنا تحسنًا ملحوظًا في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة، انخفض المعدل الآن إلى 40 حالة، أي بانخفاض قدره عشرة أضعاف".