أوروبا تكثف هجومها على إسرائيل.. 6 دول تدعو لوقف المذابح فى غزة.. إسبانيا: لن نصمت.. المجلس الأوروبى: المدنيون يتضورون جوعا.. ومظاهرات بهولندا تطالب بوقف أعمال العنف.. وبابا الفاتيكان: أصلى من أجل سكان غزة

تستمر أوروبا فى التنديد بالمجازر الإسرائيلية فى قطاع غزة ، وتكثف هجومها على الاحتلال، ودعا رؤساء دول وحكومات إسبانيا وإيرلندا وأيسلندا ومالطا والنرويج وسلوفينيا ولوكسمبورج إسرائيل إلى وقف هجومها على غزة على الفور والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى إدانة بابا الفاتيكان بالمجاعة التى يعانى منها سكان القطاع.

وصدر بيان مشترك صدر عقب اجتماع "لحظة غزة" والذى نظمه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدو سانشيز، جاء فيه "لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية فى غزة والتى تتكشف أمام أعيننا، فقد أكثر من 50 ألف رجل وامرأة وطفل حياتهم. وقد يموت المزيد جوعًا فى الأيام والأسابيع المقبلة ما لم يُتخذ إجراء فوري".

وأضاف البيان "إننا ندعو حكومة إسرائيل إلى التراجع فوراً عن هذه السياسة، والامتناع عن المزيد من العمليات العسكرية، ورفع الحصار بشكل كامل، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق لتوزيعها فى قطاع غزة من قبل الجهات الإنسانية الدولية ووفقاً للمبادئ الإنسانية".

ويستمر الهجوم الإسرائيلى الشامل على القطاع فى إيقاع عشرات القتلى يوميا، وهو مستوى غير مسبوق فى الصراعات الحديثة، والخميس الماضى وحده، قتلت القنابل الإسرائيلية أكثر من 300 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

وفى مارس الماضى، انتهك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من جانب واحد وقف إطلاق النار مع حماس والإفراج المخطط له عن الرهائن لضمان بقاء حكومته السياسى مع عودة زعيم اليمين المتطرف إيتمار بن جفير.

وأصبح قطاع غزة بأكمله الآن فى حالة طوارئ غذائية، عند المرحلة الرابعة من أصل خمس مراحل، وفقاً لمؤشر التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى المدعوم من الأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ما لا يقل عن 71 ألف حالة من سوء التغذية الحاد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً، ومن بينهم 14100 حالة شديدة. مجاعة يمكن تجنبها بسبب الحصار العسكرى المفروض على القطاع.

واتفق الزعماء الموقعون على ضرورة رفع الحصار الإنسانى المفروض على غزة منذ الثانى من مارس، وضمان الوصول الكامل وغير المقيد للمساعدات الإنسانية. ويؤكدون أن إسرائيل يجب أن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية تحت تنسيق الأمم المتحدة، وأنه لا ينبغى استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح ضغط سياسى فى المفاوضات.

منذ عام ونصف، تعمل إسبانيا على تعزيز ما تصفه بالسياسة الخارجية المتماسكة، والتى تتطلب احترام القانون الإنسانى الدولى فى كل من أوكرانيا وغزة. قبل عام بالضبط، اعترفت حكومة بيدرو سانشيز بدولة فلسطين، إلى جانب أيرلندا والنرويج.

وهو يعمل الآن على تقديم قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلى وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً.

ويؤكد الموقعون على الرسالة "علينا أن نتحمل مسؤوليتنا لوقف هذا الدمار". ومن المقرر أن يصوت وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى السادس والعشرين من الشهر الجارى فى مجلس الشؤون الخارجية على ما إذا كان سيتم تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، بحسب المفوضية الأوروبية.

وتتضمن هذه الاتفاقية بندًا يتعلق بحقوق الإنسان. رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة، بما فى ذلك استخدام التجويع كسلاح حرب.

كما دعا، رئيس المجلس الأوروبى، أنطونيو كوستا، إلى وقف إطلاق النار فى غزة، معربا عن صدمته من الهجوم الإسرائيلى، قائلا "صُدمتُ بالأخبار اليومية من غزة: مدنيون يتضورون جوعًا، ومستشفيات تُقصف مجددًا. يجب أن يتوقف العنف".

وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية يجب أن تنهى الحصار على الفور وتضمن الوصول الآمن والسريع ودون عوائق للمساعدات الإنسانية"، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار الدائم والإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع الرهائن أصبح أكثر إلحاحًا من أى وقت مضى".

كما تظاهر عشرات الالاف من المتظاهرين بملابس حمراء فى الهاصمة الهولندية، أمس الأحد، للمطالبة ببذل المزيد من الجهود لوقف المذابح الإسرائيلية فى غزة، والتى وصفها المنظمون بأنها أكبر مظاهرة فى البلاد منذ حوالى 20 عاما.

وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن جماعات حقوق الإنسان ووكالات الإغاثة ــ بما فى ذلك منظمة العفو الدولية، ومنظمة إنقاذ الطفولة، وأطباء بلا حدود ــ قدروا عدد المتظاهرين السلميين بأكثر من 100 ألف شخص، وكانت شوارع لاهاى مليئة بكبار السن والشباب، وحتى بعض الأطفال الرضع، الذين شاركوا مع والديهم.

وكان وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب، من حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية اليمينى الوسطى الأقلية، حث الأسبوع الماضى الاتحاد الأوروبى على مراجعة اتفاقية تجارية مع إسرائيل، حيث إن حصارها للمساعدات الإنسانية ينتهك القانون الدولى.

كما ندد البابا لاون 14، بابا الفاتيكان، بالمجاعة التى يشعر بها سكان غزة، وقال إنه يصلى من أجل سكان غزة – الأطفال والعائلات وكبار السن – الذين "يعانون من الجوع"،و جاء ذلك خلال قداس التنصيب الذى أقيم أمس الأحد فى ساحة القديس بطرس، حيث تعهد البابا، فى كلمته الافتتاحية، بالعمل من أجل وحدة الكنيسة الكاثوليكية لتكون رمزًا للسلام فى العالم، وفقًا لما نقله موقع الفاتيكان نيوز.