المجازر تتواصل فى غزة.. المأساة الإنسانية تتفاقم.. الأونروا تحذر: اليأس بلغ ذروته.. انقسام الحكومة كابوس يهدد عرش نتنياهو.. سموتريتش يتهم بن غفير بتسريب معلومات ويصفه بـ"المجرم".. والانتهاكات مستمرة بالضفة
ما زالت المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة تتواصل بوتيرة متصاعدة، رغم إعلان حكومة الاحتلال السماح بدخول 9 شاحنات مساعدات إلى القطاع. في الوقت نفسه، تشهد إسرائيل انقسامًا حكوميًا متصاعدًا، تجلّى في هجوم وزير المالية بتسلئيل سموتريتس على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
على الصعيد الميداني، استشهد أكثر من 90 فلسطينيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأصيب العديد، منذ فجر الثلاثاء، إثر تجدد القصف العنيف من قبل الاحتلال على مناطق متعددة في قطاع غزة. وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية بسقوط أكثر من 15 شهيدًا نتيجة قصف استهدف منازل في دير البلح وسط القطاع، بالإضافة إلى استشهاد طفلين في غارة على محطة راضي للبترول غرب مخيم النصيرات.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد 12 فلسطينيًا بينهم أطفال، جراء قصف منزل في دير البلح. كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر قصف مسيّرة إسرائيلية لمنطقة المنارة شرق خان يونس جنوبًا. وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 15 في قصف محطة للوقود غرب مخيم النصيرات، إضافة إلى استشهاد آخر في قصف استهدف شارع السكة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وبحسب مصادر طبية فلسطينية، تجاوز عدد الشهداء منذ الفجر 60، بينهم نساء وأطفال، في سلسلة غارات جوية ومجازر وحشية استهدفت منازل وخيام نازحين. كما فتحت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها على منازل الفلسطينيين في بيت لاهيا شمال القطاع.
وعلى الصعيد الإنساني، أثار إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح بدخول 9 شاحنات مساعدات إلى القطاع حالة من الجدل، في ظل المأساة التي يعيشها سكان غزة جراء القصف وحملة التجويع الممنهجة التي تستهدفهم.
وطالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سلطات الاحتلال الإسرائيلي برفع حصارها على قطاع غزة، الذي بلغ ذروته منذ 2 مارس الماضي، مؤكدة أن "اليأس بلغ ذروته" في القطاع في ظل أزمة إنسانية خانقة.
وحذرت الأونروا، وفقًا لوكالة "وفا"، من تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة جراء الحصار، وأوامر التهجير، والقصف الإسرائيلي المكثف.
في الوقت ذاته، تواجه حكومة بنيامين نتنياهو كابوسًا جديدًا، جراء امتداد حالة الانقسام إلى دائرتها الضيقة، إثر الخلاف الذي اندلع مؤخرًا بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتس ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ما يعكس اتساع حالة الارتباك في الداخل الإسرائيلي في لحظة فاصلة من تاريخ المعركة الدائرة في غزة.
وبحسب تقارير عبرية، اتهم سموتريتس بن غفير بتسريب معلومات حول المساعدات الإنسانية من اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر "الكابينت"، واعتبر أن بن غفير يسعى لمصلحته الشخصية، ويمارس الشعبوية من أجل الحصول على أصوات انتخابية، مضيفًا: "هو مجرم ولا يجوز تسريب معلومات من مجلس الوزراء".
وفيما يتعلق بالحرب على غزة، قال سموتريتس: "حتى الآن لا يوجد تغيير في موقف إطلاق سراح الرهائن. الأمريكيون لم يغيروا موقفهم، وترامب لا يزال يريد خطة للهجرة ويدعمنا في غزة". وأضاف: "حماس تطالب بإنهاء الحرب، وإذا احتللنا 75% من قطاع غزة وخلقنا ضغطًا مستمرًا ومكثفًا فسوف تنهار حماس".
وفي الضفة الغربية، اقتحم عددا من المستوطنين المسجد الأقصى وأدوا صلوات بحماية قوات الاحتلال، كما أصيب فلسطيني وزوجته بعد اعتداء مستوطنين عليهما في خربة الفخيت بمسافر يطا جنوب الخليل، واقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر القديم للاجئين شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وعلى الصعيد الدولي، بدت المواقف الأوروبية أكثر اتزانا، في ضوء الحديث عن مراجعة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، جراء الانتهاكات المرتكبة على الأراضي الفلسطينية منذ أكتوبر 2023.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن تسهيل إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كاف، معربا عن دعم بلاده لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لمعرفة مدى احترامها حقوق الإنسان.
يأتي هذا بعدما حذر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا في بيان مشترك، الاثنين، من أن دولهم ستتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الذي استأنفته على قطاع غزة، وترفع القيود المفروضة على المساعدات.
وبحسب بيان مشترك للدول الثلاث نشرته الحكومة البريطانية"، إن "منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول، وينتهك القانون الإنساني الدولي".
Trending Plus