انتعاشة فى سوق الجمال بمدينة دراو بأسوان قبل عيد الأضحى.. "اليوم السابع" فى جولة بـ"الكرنتينا" أول محطة للإبل القادمة من السودان.. التجار يوضحون أفضل أنواع الأضاحى.. ويؤكدون: الأسعار مقبولة.. فيديو

وسط الغبار وأصوات البيع والشراء تتواجد الجمال السودانية بكثرة فى سوق "الكرنتينا" بمدينة دراو بمحافظة أسوان، والتى أنعشت الأسواق بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك، لتتزايد معها حركة البيع والشراء داخل جمهورية مصر العربية باعتبار السوق أول محطة لرحلة الإبل القادمة من السودان والجنوب الأفريقى.

"اليوم السابع" نزل إلى سوق الجمال بمدينة دراو، فى جولة داخل "سوق الكرنتينا" وهو السوق الأقدم والأعرق للجمال فى مصر، خاصة أن المصدر الأكبر للجمال فى مصر يأتى عبر السودان، التى تورد عشرات "النوق" أسبوعياً إلى سوق الكرنتينا جنوب مصر.

معلومات عن السوق

ينعقد السوق مرة واحدة أسبوعياً ويخصص له يوم السبت، ويقع فى منطقة الكرنتينا شرق مدينة دراو، وهناك تتواجد مئات الجمال أسبوعياً، بينما يخصص اليوم التالى "يوم الأحد" للذبائح وبيع لحوم الإبل، ويضم السوق أنواعاً أخرى من الجمال المحلية، يكون مضى عليها وقت وتربت بالأعلاف والمياه المصرية، ليبلغ إجمالى متوسط الجمال الموجودة أسبوعياً نحو 2500 جمل.
وينتشر فى السوق عدداً آخر من بائعى مستلزمات الجمال من: وتد، حبل، عصا خشبية تسمى بـ"خرزانة" وغير ذلك، ومن الباعة أيضاً بائعى الجلاليب والعراقى الداخلية التى يرتديها الرجال تحت الجلابية، مع انتشار بائعى الشاى والقهوة والمشروبات الساخنة.

والسوق الذى تبلغ مساحته نحو 27 فداناً، أصبح مزاراً عالمياً وسياحياً، فهو ليس مخصص للبيع والشراء فقط، لكن يأتى أفواج سياحية للمكان فى جولة سياحية للاطلاع على الفلكلور والطابع المحلى جنوب مصر.

تجار السودان

إدريس فضل المولى النور، تاجر جمال سودانى، أوضح لـ"اليوم السابع"، أن الجمال تأتى من السودان إلى مصر عبر رحلة طويلة تستغرق 45 يوماً أو أكثر، ولكن مع افتتاح المنافذ الحدودية الجديدة والطرق البرية سهلت رحلة معاناة سفر الجمال وقدومها إلى مصر عبر شحنها بواسطة شاحنات نقل، وتأخذ 5 أيام على الأكثر، مشيراً إلى أنه رغم خطورة الرحلة بسبب الحرب فى السودان، إلا أن تجارة الجمال لا تنقطع وتعبر من خلال المنافذ بأمان، مؤكداً أن التجار يحرصون على وضع علامة على الجمل لتميز كل تجارة أو قطيع عن غيره.

وأضاف يوسف السمرى، من وكلاء تجار الجمال فى سوق الكرنتينا، أن معظم الجمال فى السوق تأتى من السودان وبعضها تكون بلدية تم علفها وتربيتها فى أحواش دراو، ليتم بيعها مرة أخرى بأسعار أغلى، موضحاً أن السوق يحتوى أسبوعياً على 2500 جملاً تقريباً، ما بين بلدية وسودانية، ويأتى التجار من شتى أنحاء جمهورية مصر العربية ليشتروا الجمال السودانية ويسافرون بها ليبيعونها بمختلف أنحاء أسواق جمهورية مصر العربية، ويكون البيع بالدين آجلاً فى بعض الأحيان، لانتظار بيع التاجر المصرى للجمال، لافتاً إلى أن معظم الجمال تأتى إلى مصر من السودان، والبعض يشترى الجمال ويمكث على تربيتها 5 أشهر، داخل المزارع ويتم علفها وسقيها محلياً لتباع فى سوق برقاش بالقاهرة وأسواق الفيوم وسوهاج وغيرهم أيضاً.

مواصفات الأضحية

قال خيرى حسين، تاجر جمال من محافظة سوهاج، إنه جاء إلى أسوان ليشترى من سوق الكرنتينا بمدينة دراو، ويحرص على أنواع الجمال المناسبة للأضاحى، خاصة أن سوق دراو من الأسواق العالمية للجمال ويضم أنواعاً طيبة من الإبل القادمة من السودان وتشاد وليبيا ولا يوجد مثيلها فى باقى أسواق الجمهورية، ويتم تحميل الجمال التى يشترونها لبيعها فى الأسواق الأخرى بالجمهورية مثل سوق "إمبابة وكرداسة وصفط اللبن وأسواق الوجه البحرى".

وعن مواصفات الأضحية، أوضح خيرى حسين، أن الأضحية المناسبة فى الجمال تتميز بكونها مليئة باللحم وعمرها سنتين "كاسره زوج" وغير هزيلة أو مريضة أو معيوبة "وفقاً لما حددته الشريعة الإسلامية"، وتعرف هذه العيوب فى الجمال من خلال حركتها ومشيتها، ويعرف الجمل المريض من خلال بركته أو جلوسه، فإذا كانت جلسته فى اتجاه الشمس كان الجمل سليماً لأن المريض لا يتحمل الجلوس مواجهة للشمس "على حد وصفه".
وتابع، أنه يتم اختيار الجمل فى غير الأضحية - للعمل مثلاً - حسب جسم الجمل وعمره ويكون أكبر سناً من الأضحية، مثلاً الجمال ذات الـ6 سنوات "كاسر ستة" أو أربعة أو ناب، ليتحمل حمولة العمل فى القصب والتبن والبوص وغيرها من الأعمال الزراعية للجمال.

أسعار الأضحية من الجمال

وحول أسعار الجمال، كشف سيد عابدين، تاجر جمال فى سوق دراو لأكثر من 30 سنة مضت، عن أن الأسعار هذا العام مرتفعة مقارنة بالموسم الماضى بسبب الزيادة الطبيعية فى كآفة أسواق الماشية وليس الجمال فقط، بالإضافة إلى أن أسواق الجمال زادت عليها الرسوم المفروضة على التجارة السودانية عبر الحدود، موضحاً أن الأسعار هذا العام فى السوق تبدأ من 45 ألف جنيه ما فوق لتصل حتى 80 ألفاً جنيها.