رامافوزا فى زيارة لواشنطن وسط تصاعد الخلافات.. تخوف من الاستقبال العدائى لرئيس جنوب أفريقيا فى البيت الأبيض.. قانون النمو والفرص في أفريقيا على رأس الأجندة.. وبريتوريا: خطوة مهمة في إعادة بناء العلاقات الثنائية

تسعى جنوب أفريقيا، لضبط العلاقات الثنائية التي تجمعها بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد التوتر بين البلدين، واستقبال واشنطن مجموعة من الأفريكانيين، القلة البيضاء في جنوب أفريقيا، بعد مزاعم لتعرضهم لإبادة جماعية.
ووصل سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا، إلى واشنطن، مساء الاثنين، ومن المقرر أن يلتقى نظيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض الأربعاء 21 مايو، في أول زيارة لرئيس دولة أفريقية خلال ولاية ترامب الثانية.
وقالت الرئاسة الجنوب أفريقية إن الاجتماع يهدف إلى تقديم "منصة للزعيمين لإعادة ضبط العلاقة الاستراتيجية بين البلدين".
ومن المتوقع أن لا تأتى الزيارة بنتائج كبير، في ظل استمرار تنامي نقاط الخلاف بين زعماء البلدين، من علاقات جنوب أفريقيا مع الصين وروسيا وقضيتها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، إلى تعليق ترامب للمساعدات الخارجية، ومؤخرا منحه اللجوء للأفريكانيين البيض.
ويتضمن جدول الأعمال أيضا تجديد قانون النمو والفرص في أفريقيا واستمرار مشاركة جنوب أفريقيا في نظام الإعفاء من الرسوم الجمركية.
وتستعد الرئاسة في جنوب أفريقيا بالفعل لمواجهة، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة فينسنت ماجوينيا لوسائل الإعلام المحلية :"رامافوزا غير قلق وليس لديه مخاوف متزايدة بشأن الاستقبال العدائي المحتمل له في البيت الأبيض".
وكان جانب رامافوزا حريصًا على عدم الكشف عن الكثير بشأن خطط الزيارة خوفًا من أن يتم إلغاؤها من قبل واشنطن.
ورغم العداء الحالي، تُعدّ الدعوة دليلاً على متانة العلاقات بين البلدين، فجنوب أفريقيا هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في أفريقيا، حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 20 مليار دولار سنويًا، ويحرص رامافوزا على مواصلة تطوير العلاقات التجارية مع رئيس أمريكي جعل التجارة محورًا أساسيًا لسياسته الخارجية.
وفي حديثه لوسائل الإعلام عند وصوله، أكد المتحدث الرئاسي في جنوب افريقيا فينسنت ماجوينيا على أهمية الزيارة، ووصفها بأنها خطوة مهمة في إعادة صياغة العلاقات الثنائية والاقتصادية والتجارية.
وتابع :"الرئيس مستعدٌّ لهذه اللحظة، ويتطلع إليها بشوق، إنه متحمسٌ للغاية، ونحن نتطلع إلى اجتماع ناجح للغاية يهدف إلى إعادة بناء العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة".
وأضاف أن الهدف الأساسي هو المشاركة بشكل مفتوح وبناء في مجموعة من القضايا، مع التركيز بشكل قوي على العلاقات التجارية.
وقال "سنركز على الفرص التي من شأنها دعم إعادة ضبط العلاقة، ونحن نتطلع إلى تسوية أي قضايا مثيرة للقلق قد تكون موجودة".
ومن المتوقع أن يكون مستقبل قانون النمو والفرصة في أفريقيا (AGOA)، وهو برنامج التفضيلات التجارية الأمريكي، موضوعا بارزا في المناقشات.
وأضاف :"ما زلنا نرغب في تمديد قانون النمو والفرص في أفريقيا "أجوا"، واستمرار مشاركة جنوب أفريقيا فيه، ومع ذلك، إذا قررت إدارة ترامب إلغاء نظام التجارة، فسنكون مستعدين حينها لتقديم مخطط لإطار عمل جديد للعلاقات التجارية".
وفي أبريل أعلن الرئيس ترامب عن فرض تعريفات جمركية متبادلة عالمية على معظم السلع المستوردة، حيث واجهت جنوب أفريقيا زيادة في التعريفات بنسبة 31%، مما أدى فعليا إلى إلغاء الأفضلية التي تتمتع بها بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بموجب قانون النمو والفرص في أفريقيا.
وفي معرض تعليقه على ديناميكيات التعاون المتعدد الأطراف الأوسع نطاقا، بما في ذلك رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين، تناول ماجوينيا الأسئلة حول الافتقار الملحوظ للمشاركة الأمريكية رفيعة المستوى في الاجتماعات الوزارية الأخيرة، وقال :"لم نتلق أي اتصال رسمي بشأن ما يُسمى "تعليمات مجلس الأمن القومي"، وفي هذا الصدد، اطلعنا على تقارير إعلامية نقلاً عن مصادرَ لم تُسمها، لذا لا يمكننا الرد عليها".
وأضاف :"وحتى الآن، شاركت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل في الترويكا، وشاركت في جميع الأنشطة المتعلقة بمجموعة العشرين، ولا تزال الدعوة موجهة للرئيس ترامب للانضمام إلى رؤساء الدول الآخرين في قمة مجموعة العشرين في نوفمبر، لا يزال هناك وقت طويل قبل ذلك، ولا يزال هناك الكثير مما يمكن أن يحدث".
وردا على سؤال، ما إذا كان رئيس جنوب افريقيا متخوف من التعامل بعدائية من قبل الرئيس ترامب، في البيت الأبيض، على غرار ما حدث مع الرئيس الأوكراني زيلينسكى، قالت متحدث الرئاسة :"لا، ليس قلقًا على الإطلاق، لا نعتقد أن الرئيس ترامب دعا الرئيس لمثل هذا النوع من التعامل، هناك قضايا مثيرة للقلق من جانب الولايات المتحدة ومن جانبنا أيضًا، من الممكن أن تُثير هذه القضايا نقاشًا جادًا، فهذا من طبيعة هذه اللقاءات".
قال: "للرئيس رامافوزا أسلوبه الخاص في التفاعل والتواصل، لذا لا يمكننا أن ننسب هذا الحدث إلى ما قد يحدث أو لا يحدث".
وأشار إلى أن قضية الأقلية البيضاء في جنوب افريقيا، لا تمثل أولوية لدى رامافوزا، مشددا على أنه لن يضيع وقتا في هذه القضية، وقال :"التركيز منصبّ على إعادة ضبط هذه العلاقة، وإعادة التركيز على علاقة تجارية منقحة ومعززة وذات منفعة متبادلة".
ويرافق الرئيس رامافوزا وفد رفيع المستوى من الوزراء، بما في ذلك وزير العلاقات الدولية والتعاون، رونالد لامولا؛ ووزير الرئاسة خومبودزو نتشافيني؛ ووزير التجارة والصناعة والمنافسة، باركس تاو، ووزير الزراعة، جون ستينهويسن، والمبعوث الخاص إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مسيبيسي جوناس.
Trending Plus