غزة تستغيث.. الاحتلال يقصف خيمًا ومدارس تأوى آلاف النازحين.. الصحة الفلسطينية تعلن 90 شهيدًا في يوم واحد.. المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: وفاة 26 فلسطينيًا بينهم 9 أطفال من الجوع خلال 24 ساعة

مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، تتفاقم الكارثة الإنسانية وسط ارتفاع غير مسبوق في أعداد الشهداء والجرحى، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وفي غضون 24 ساعة فقط، استشهد ما لا يقل عن 90 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، فيما تجاوز عدد المصابين 290، نتيجة الغارات الجوية والهجمات البرية المتواصلة التي طالت المنازل والملاجئ والمدارس والمستشفيات.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في القطاع خلال الساعات الماضية، أسفرت عن هذا العدد الكبير من الضحايا، وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 35 ألفًا و647 شهيدًا، بالإضافة إلى أكثر من 79 ألف جريح، في حصيلة لا تزال غير نهائية نتيجة صعوبة الوصول إلى الضحايا تحت الأنقاض وفي المناطق المحاصرة.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته شنت غارات على ما وصفه بـ"بنية تحتية لحركة حماس" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها استهدفت مواقع أطلقت منها صواريخ باتجاه بلدات إسرائيلية.
يأتي ذلك بينما تواصلت العمليات العسكرية البرية في محيط رفح وخان يونس وجباليا، وسط تحذيرات دولية متكررة من وقوع كارثة إنسانية أوسع إذا لم يتوقف القتال، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، ونقص المساعدات الإنسانية، وتعرض المراكز الطبية للهجمات.
وشهدت مناطق شرق خان يونس وشمال القطاع، أمس، تصعيدًا لافتًا في العمليات البرية، حيث دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوحدات مدرعة وجرافات وفرق هندسية نفذت عمليات هدم وتدمير واسعة. وأفادت مصادر محلية بحدوث موجات نزوح جديدة، إثر صدور أوامر إخلاء من الجيش الإسرائيلي لسكان مناطق في شمال القطاع، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.
وأعلن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، الدكتور صخر حمد، خروج المستشفى عن الخدمة بعد استهدافه المتكرر من طائرات مسيرة من طراز "كواد كابتر"، بالإضافة إلى القصف المتواصل للمنازل المحيطة، ما أدى إلى تعريض حياة المرضى والكوادر الطبية للخطر.
وتسببت سلسلة غارات جوية عنيفة، أمس، في سقوط عدد كبير من الشهداء، من بينهم الصحفي محمد أمين أبو دقة، الذي قتل إثر استهدافه بطائرة مسيرة شرق خان يونس، كما استهدفت الغارات خيمًا للنازحين، ومدارس تؤوي آلاف العائلات، إلى جانب منازل سكنية في مناطق متعددة من القطاع، ما أسفر عن سقوط شهداء من عائلات بأكملها، بينهم أطفال ونساء.
في مدينة دير البلح، قتل 13 مواطنًا في غارة على منزل لعائلة "أبو سمرة"، فيما أسفر قصف استهدف محطة وقود في مخيم النصيرات عن استشهاد 15 شخصًا، من بينهم مدير مدرسة العز بن عبد السلام وأفراد من عائلته. كما قُتل 13 نازحًا على الأقل في قصف استهدف مدرسة "موسى بن نصير" في حي الدرج وسط مدينة غزة، بينهم عائلة كاملة من تسعة أفراد.
وفي شمال القطاع، أفادت تقارير محلية بسقوط 9 شهداء من عائلة "المقيد" في مخيم جباليا، معظمهم من الأطفال والنساء، إثر غارة على منزلهم. كما سقط أربعة شهداء في قصف طال مدرسة خليفة التي تؤوي نازحين في بيت لاهيا.
وفي الضفة الغربية، شهدت عدة مناطق تصعيدًا موازيًا في العمليات العسكرية، حيث أصيب عدد من المواطنين برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين، من بينهم حالتان وصفتا بالحرجة في بلدة بيتللو غرب رام الله، بعد هجوم نفذه مستوطنون تحت حماية الجيش.
كما سجلت إصابات بالرصاص الحي والاختناق خلال اقتحامات لمخيم عين بيت الماء في نابلس، ومخيم عسكر، ومناطق متفرقة من القدس وبيت لحم، حيث جرى هدم منشآت سكنية وزراعية.
وفي جنين وطولكرم، تواصلت العمليات العسكرية للأسبوع الخامس عشر، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات تجريف وهدم طالت عشرات المباني في مخيمي طولكرم ونور شمس، وسط حصار محكم ومنع المواطنين من العودة إلى منازلهم.
وفي سياق متصل، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تصاعد أعداد الوفيات بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية، مؤكدًا وفاة 26 فلسطينيًا، بينهم 9 أطفال، خلال 24 ساعة فقط، نتيجة "التجويع المتعمد" و"الحرمان المنهجي من العلاج".
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وفاة 326 شخصًا منذ بداية شهر مارس الماضي بسبب سوء التغذية، وتسجيل أكثر من 300 حالة إجهاض في صفوف النساء الحوامل، وسط استمرار منع دخول المساعدات والوقود منذ أكثر من 80 يومًا.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء التصعيد في السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 53,573 شهيدًا و121,688 مصابًا، مع بقاء أعداد كبيرة من الضحايا تحت الأنقاض في ظل تعذر وصول فرق الإنقاذ.
Trending Plus