"الحشاشين" يحاولون اغتيال صلاح الدين الأيوبى.. ما الذى حدث؟

عندما يقترب المرء من العرش، يظهر الحاقدون وتكثر المؤامرات، لإلهائه عن أمور رعيته، أو قتله، لكونه خطرًا على مخططاتهم، وهذا ما حدث مع صلاح الدين الأيوبى، من محاولة اغتياله فى الـ22 من مايو عام 1176، فبعد انتهاء الحكم الفاطمي في مصر عام 1171، سعى أنصار الدولة الفاطمية للتخلص منه، ورتبوا مؤامرات متعددة لذلك، كان أشهرها مؤامرة الشاعر عمارة اليمني عام 1174، التي اتفق فيها أنصار الدولة الفاطمية مع فرقة الحشاشين لاغتيال الأيوبي، ومع الصليبيين بشنِّ هجمات متعددة لتشتيت جيشه، وإبعاد حاشيته، لكنه تمكن من إحباط المؤامرة، وأعدم المتآمرين لكن الحشاشين لم يتراجعوا عن قرار اغتياله، وهذا ما سنتناوله في السطور التالية.
في شهر ديسمبر عام 1174، كانت أولى محاولات اغتيال صلاح الدين الأيوبي، على يد الحشاشين، إذ كان وقتها يُحاصر أحد حصون حلب، فتسلل بعض المنتمين لفرقة الحشاشين إلى معسكره، وسفكوا دماء الجنود والأمراء، لكنهم لم يُصيبوا صلاح الدين نفسه.
ولم ييأس الحشاشون من تكرار المحاولة، ففي الـ22 من مايو عام 1176، حين كان صلاح الدين قريبًا من حلب، تنكر بعض الحشاشين في زي جنود صلاح الدين، ووصلوا إلى خيمته، وحاولوا قتله، لكنه أُصيب بجروح سطحية.
لم يترك صلاح الدين الحشاشين بعد تكرار محاولات اغتياله، خاصة بعد تفاقم خطرهم في بلاد الشام، فقرر محاصرة إحدى قلاعهم، وعاث فيها فسادًا، حتى تشفّع فيهم خاله شهاب الدين، بعد أن لجؤوا له، فقبِل صلاح الدين شفاعته وقرر الحشاشون عقد هدنة مع صلاح الدين، اتقاءً له، إذ رأوا ألاّ يتعرضوا له، وأن يبقى على الحياد، لا مُحبًّا ولا كارهًا.
Trending Plus