ترامب يبدأ العمل فى القبة الذهبية متسلحًا بقائد "قوة الفضاء" و175 مليار دولار.. "ABC": الدرع مضاد للصواريخ النووية والبناء يستغرق 3 سنوات.. والبنتاجون يكشف سر فشل "نجوم ريجان".. والصين تدعو للتراجع عن المشروع

بدأ حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بناء "أعظم قبة على الإطلاق" خلال حملته الانتخابية فبعد أن شاهد عمل القبة الحديدية في إسرائيل في التصدي لهجوم ايراني، قوبلت دعوات ترامب لبناء نسخة أمريكية منها بترحيب حار من الجماهير في تجمعاته الانتخابية، لدرجة أن الجمهوريين أدرجوا بناء درع صاروخي أمريكي في برنامجهم الحزبي قبل انتخابات 2024 وفي يناير، وقع ترامب أمر تنفيذي يدعو فيه البنتاجون إلى تحقيق ذلك.
ومنذ ذلك الحين، صرح شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاجون وكبير مستشاري وزير الدفاع الامريكي بيت هيجسيث، قائلاً: "جمعت وزارة الدفاع ألمع العقول وأفضل المواهب التقنية المتاحة لمراجعة مجموعة كاملة من الخيارات التي تأخذ في الاعتبار تكنولوجيا الدفاع الصاروخي الأمريكية الحالية والابتكارات المتطورة لتطوير ونشر مظلة حماية موثوقة لوطننا بسرعة"، وبالفعل اعلن ترامب خطة البدء في انشاء القبة الذهبية وهي درع دفاع صاروخي متطور قادر على اعتراض التهديدات الفضائية فيما يعرف بـ "القبة الذهبية"، مشيرا الى ان تكلفة المشروع ستبلغ 175 مليار دولار وسيبدأ العمل به خلال 3 سنوات.
وفقا لشبكة ايه بي سي، مشروع قبة ترامب الذهبية الذي سيقوده الجنرال مايكل جيتلين قائد قوة الفضاء تحاكي برنامج "حرب النجوم" الفاشل للرئيس رونالد ريجان، والذي انتقد لكونه طموحًا للغاية ويستنزف الأموال بعيدًا عن الأولويات الوطنية الأخرى وأشار البيت الأبيض إلى التقدم التكنولوجي كسبب لإمكانية تحقيق بعض رؤية ريجان.
وقال ترامب عند إعلانه عن الخطة: "سيتكامل تصميم القبة الذهبية مع قدراتنا الدفاعية الحالية، ومن المفترض أن يدخل حيز التشغيل الكامل قبل نهاية ولايتي". وأضاف: "سننتهي منه في غضون ثلاث سنوات تقريبًا. بمجرد اكتمال بنائه، ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أطلقت من جهات أخرى من العالم، وحتى لو أطلقت من الفضاء".
يري داعمي بناء قبة ترامب ذهبية رغم تكلفة المشروع وقلة احتمالات اللجوء إليها أن فكرة تحسين قدرة البلاد على قدرة البلاد على صد التهديدات الجوية وقال توم كاراكو، خبير الدفاع الصاروخي، إن النظام الأمريكي الحالي يركز في الغالب على القدرة على إسقاط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وأضاف أن الولايات المتحدة بحاجة إلى حماية أفضل عندما يتعلق الأمر بتهديدات أخرى مثل الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والأسلحة الأسرع من الصوت.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، الذي قال إن المشروع أصبح ممكنًا الآن لأن التكنولوجيا قد تحسنت منذ عهد ريجان، وأضاف عن برنامج "حرب النجوم" الذي أطلقه ريجان: "لم تكن التكنولوجيا موجودة. أما الآن فهي موجودة".
وأضاف: "وأنتم تنفذون ذلك بالقول إننا سنحمي الوطن من صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الأسرع من الصوت، والطائرات المسيرة، سواء كانت تقليدية أو نووية".
وفي الكونجرس، أشارت المؤشرات الأولية إلى أن الجمهوريين سيدعمون هذا الجهد، حيث وعد السيناتور روجر ويكر من ولاية ميسيسيبي، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بتخصيص مبلغ 25 مليار دولار كدفعة أولى في مشروع قانون الإنفاق المقبل بينما شكك الديمقراطيون في التكلفة الباهظة.
قال أشار السيناتور جاك ريد، كبير الديمقراطيين في اللجنة، الأسبوع الماضي إلى أن البيت الأبيض طلب حوالي 113 مليار دولار في ميزانيته للعام المقبل دون تحديد خطة واضحة لما سيُحققه البرنامج وموعده، واضاف: "هذا في جوهره صندوق سري في هذه المرحلة".
تسليح فضائي مرفوض
كانت الصين اول من تعلق على قبة ترامب الذهبية، حيث اتهمت الخارجية الصينية ترامب بتقويض "التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي" بالمضي قدمًا في برنامجه للدرع الصاروخي "القبة الذهبية"، وحثت الولايات المتحدة على التخلي عن المشروع.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، للصحفيين في إحاطة يوم الأربعاء بأن الدرع المقترح "سيزيد من خطر تحويل الفضاء إلى منطقة حرب، ويخلق سباق تسلح فضائي، ويزعزع الأمن الدولي ونظام ضبط الأسلحة"، وفقًا لبيان على موقع الوزارة الإلكتروني.
قالت ماو: "إنها تخطط لتوسيع ترسانة الولايات المتحدة من الوسائل للعمليات القتالية في الفضاء الخارجي، بما في ذلك البحث والتطوير ونشر أنظمة اعتراض مدارية".
وأضافت: "هذا يضفي على المشروع طابع هجومي قوي وينتهك مبدأ الاستخدام السلمي في معاهدة الفضاء الخارجي"، في إشارة إلى اتفاقية عام 1967 التي حظرت - من بين أمور أخرى - استخدام الأسلحة النووية في الفضاء وقيدت أي استخدام لجميع "الأجرام السماوية" للأغراض السلمية.
وأضافت ماو: "هذه مبادرة أخرى من مبادرات "أمريكا أولاً" التي تضع أمن الولايات المتحدة المطلق فوق كل اعتبار إنها تنتهك مبدأ "الأمن غير المنقوص للجميع" وستضر بالتوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي .. الصين قلقة للغاية".
وقالت ماو: "نحث الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام عالمي مضاد للصواريخ، واتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز الثقة الاستراتيجية بين الدول الكبرى ودعم الاستقرار الاستراتيجي العالمي".
Trending Plus