البيت الأبيض فخ الرؤساء.. مواقف صعبة لقادة العالم أمام ترامب فى قلب مقر الرئاسة الأمريكى.. مواجهة زيلينسكى مع ترامب ونائبه تحولت إلى مواجهة بالمكتب البيضاوى.. CNN: دونالد نصب كمينًا لرئيس جنوب أفريقيا رامافوزا

عادة ما تكون زيارات القادة والرؤساء الأجانب للبيت الأبيض محل اهتمام إعلامى، ترقبًا لما ستسفر عنه تلك الاجتماعات مع شاغل المنصب فى المكتب البيضاوى من اتفاقات أو شراكات وما إلى ذلك من أمور العلاقات الدولية. لكن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض فى يناير الماضى، بات الاهتمام الإعلامى بزائرى مقر الرئاسة الأمريكى أكبر، تحسبًا وترقبًا لما سيفعله الرئيس مع ضيوفه، بعدما تواترت الاشتباكات اللفظية، وأحيانًا الإهانات من قبل دونالد لضيوفه.
آخر تلك المواجهات كانت مع رئيس جنوب أفريقيا، الذى صُدم، وفقًا لتقرير لشبكة سى إن إن، مما فعله ترامب معه.
وتحدثت الشبكة عما وصفته بـ "الكمين المدبر" الذى نصبه ترامب لضيفه فى البيت الأبيض، رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، وقالت إنه قبل لحظات من لقاء الرئيسين مساء الأربعاء، كان مساعدو البيت الأبيض يضعون شاشتين تلفزيونيتين كبيرتين فى الجناح الغربى.
ولم يكن رامافوزا مستعدًا لما كان على وشك رؤيته. فقد أمر ترامب بإطفاء الأنوار، وشن ما يشبه الكمين لضيفه، وعرض فيديو زعم دون دليل أنه يؤكد مزاعمه بتعرض البيض فى جنوب أفريقيا للاضطهاد والإبادة الجماعية.
وشاهد رئيس جنوب أفريقيا، الذى كان يتبادل المجاملات مع ترامب حول رياضة الجولف، المشهد بصمت وأصيب بصدمة. ولم يستطع رامافوزا، الدبلوماسى المخضرم الذى شغل من قبل منصب كبير مفاوضى نيلسون مانديلا خلال محادثات إنهاء حكم الأقلية البيضاء، أن يخفى انزعاجه.
وقالت سى إن إن إن هذه اللحظة كانت مدبرة، حيث قام فريق ترامب فى البيت الأبيض أيضًا بطبع مقالات ليعرضها أمام الكاميرات، والتى تدعم مزاعمه حول تعرض البيض لإبادة جماعية.
ورأت الشبكة أنه كان من المحتم أن يستغل ترامب اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا للترويج لمزاعمه التى رددها على مدار أشهر، بأن المزارعين البيض فى جنوب أفريقيا يتعرضون لمصادرة أراضيهم وقتلهم بأعداد هائلة. وفى الأسبوع الماضى فقط، استقبلت الولايات المتحدة 59 من الجنوب أفريقيين البيض بعد أن تم منحهم صفة اللجوء.
وذكرت سى إن إن أن ترامب، منذ توليه المنصب، لم يتردد فى تحويل اجتماعاته فى البيت الأبيض إلى لحظات من العداء العلنى. إلا أن المفاجأة الإعلامية تجاوزت أى شىء سبق أن قدمه فى المكتب البيضاوى. فحتى المشادّة الكلامية مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكى فى فبراير الماضى، والتى رآها البعض فخًا مدبرًا، لم تشمل وسائل مساعدة بصرية.
من ناحية أخرى، قال موقع "أكسيوس" إن البيت الأبيض فى ولاية ترامب الثانية، أصبح خطرًا وفخًا للزعماء والرؤساء والمسئولين. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، وذكر المصدر أن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا تلقى الأربعاء المعاملة ذاتها التى تلقاها زيلينسكى أثناء لقائه بالرئيس ترامب، مع إضافة مؤثرات خاصة.
وشهد البيت الأبيض فى شهر فبراير الماضى مواجهة وُصفت بـ"التاريخية"، بين ترامب وزيلينسكى، انتهت بمغادرة الأخير بشكل مبكر بعد تصاعد التوتر بين الطرفين.
وبدأت المواجهة عندما كان الرئيسان يتحدثان أمام وسائل الإعلام، قبل أن تتصاعد لهجتهما بشكل ملحوظ، حيث طالب ترامب بعقد صفقة معادن مع أوكرانيا.
وكان ترامب ونائبه جيه دى فانس آنذاك يتبادلان الحديث مع زيلينسكى، قبل أن يتهم فانس الرئيس الأوكرانى بالقيام بجولات دعائية، فرد زيلينسكى بدعوة فانس لزيارة أوكرانيا، الأمر الذى لم يلقَ ترحيبًا من الأخير.
بعدها صعّد ترامب من حدة خطابه، قائلًا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. إما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفًا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفًا لطيفًا".
وقال موقع "أكسيوس" إن زيارة البيت الأبيض لم تعد مجرد فرصة ثمينة لكسب ثقة الرئيس ومصداقيته فى الداخل، ففى عهد ترامب الثانى يجب عليك تحمل خطر الوقوع فى فخ الزيارة.
وأشار الموقع إلى أن حتى الزعماء الذين يتجنبون الجلد العلني، يواجهون مشاهد مطولة وغير متوقعة أمام الكاميرات، حيث يجيب ترامب عن أسئلة أمام مزيج من وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل الإعلام المؤيدة لترامب، ويحتفظ بالأرضية لمدة تصل إلى ساعة.
ورجّح التقرير أن يظل الإذلال المتعمد الذى أقدم عليه ترامب لرامافوزا فى أذهان الزعماء الآخرين قبل أن يضعوا خططهم لزيارة واشنطن.
وقال أكسيوس إن رامافوزا جاء إلى واشنطن من أجل إعادة ضبط عاجلة للعلاقات الثنائية، وذلك عقب مزاعم "الإبادة الجماعية للبيض" التى روج لها إيلون ماسك وآخرون فى فلكه، والتى أدت إلى قيام ترامب بقطع المساعدات عن جنوب أفريقيا، وطرد سفيرها، ومسارعته لمنح مواطنى جنوب أفريقيا البيض وضع لاجئين.
وعلى النقيض من زيلينسكى، لم يتم طرد رامافوزا من البيت الأبيض، وعندما خرج الصحفيون أخيرًا، بدأ اجتماع رامافوزا مع ترامب رسميًا.
ونقل أكسيوس عن مصدره قوله بأن "كارثة واحدة فى المكتب البيضاوى قد تكون مجرد صدفة، إلا أن وقوع كارثة أخرى أصبح يبدو وكأنه نهج سائد".
وخلص الموقع فى النهاية إلى القول: "خلاصة القول.. إذا دعاك ترامب إلى مكتبه، فادخل على مسئوليتك الخاصة".
Trending Plus