التريند المصري.. الدكتورة لطفية النادى "أم الفيزياء النووية"

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين

لم نكن لنتوقف أبداً عن البحث وإلقاء بقعة من ضوء مستحق على نماذج المصريين والمصريات الذين وجب علينا أن نحتفى بأسمائهم، ونخلدها بذاكرة المواطن المصرى ووجدانه، وليس أن نحفظها فقط بسجلات التاريخ التى تسكن الأدراج المغلقة المظلمة، فلنواصل فتح هذه الأدراج وإخراج تلك السجلات وطرح كل اسم يستحق أن يكون بحق التريند المصرى بلغة العصر الحديث ووسائل تواصله.

نجمة التريند المصرى بمقال اليوم هي: العالمة الجليلة د. لطفية النادى، الملقبة بـ"أم الفيزياء النووية"، خريجة كلية العلوم جامعة القاهرة بتقدير امتياز، وأول امرأة مصرية تحصل على درجة الدكتوراه فى الفيزياء النووية، والتى عملت فى هيئة الطاقة الذرية فى الفترة من 1956 إلى 1969، وتم إرسالها إلى مفاعل «سوكل» فى روسيا للتدريب على تشغيل وإدارة المفاعلات، كما أنها مؤسِّسة المعهد القومى لعلوم الليزر "أول معهد فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا متخصص فى مجال علوم الليزر وتطبيقاته".

عن الدكتورة لطفية النادي
- وُلدت لطفية إبراهيم النادى بالقاهرة فى 4 أغسطس عام 1934.

- تخرجت فى كلية العلوم بجامعة القاهرة، وهى أول امرأة مصرية تحصل على درجة الدكتوراة فى الفيزياء النووية.

- اهتمت كثيراً بدراسة الفيزياء النووية؛ لشغفها بمتابعة المجلات والصحف العالمية منذ دراستها بالمرحلة الثانوية، وقررت الالتحاق بكلية العلوم فور انتهائها من المرحلة التوجيهية، وفضلت دراسة الطاقة الذرية والتفاعلات النووية عن دراسة الطب؛ حيث تخرجت فيها بتقدير امتياز، ثم تم تعيينها كمعيدة بالكلية، لكنها فضلت العمل فى هيئة الطاقة الذرية فى الفترة من 1956-1969.

- وعن سبب حبها للدراسة بكلية العلوم؛ تقول الدكتورة لطفية النادي إن حبها لمادة العلوم وخاصة الفيزياء بدء أثناء دراستها بالمرحلة التوجيهية، حيث كانت تدرس المادة على يد أستاذها الذى كان سبباً رئيسياً فى حبها لمجال الطاقة، إذ كان يقدم لها نماذج مصورة لشرح المادة بشكل مختلف، إلى جانب تأثرها الكبير بعالمة الفيزياء الشهيرة مارى كوري.

- تقدمت النادى للعمل بمفاعل أنشاص التابع لهيئة الطاقة الذرية، وتم إرسالها ضمن وفد من 12 باحثاً إلى مفاعل سوكل بروسيا للتدريب على تشغيل وإدارة المفاعل.

- حصلت على درجة الماجستير فى الطاقة الإشعاعية عام 1960، والدكتوراه فى الطاقة النووية بعدها بأربعة أعوام، وبعد 9 سنوات تركت العمل فى هيئة الطاقة الذرية وتقدمت للالتحاق بكلية العلوم كاستاذ مساعد للفيزياء النووية، ثم تراست قسم الفيزياء لمدة ثلاث دورات.

- ينسب إليها الفضل فى تأسيس المعهد القومى لعلوم الليزر، والذى تولت رئاسته لسنوات طويلة منذ إنشائه حتى أحيلت للتقاعد.

- وهى أيضا عضو فى كثير من المؤسسات العلمية العالمية، كما تم انتخابها عضوا باللجنة الدولية لليزر فائق القدرة، وأشرفت على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه، وأشرفت على تدريب عشرات الباحثين فى مجال الليزر.

(حصلت النادى على الكثيرمن التكريمات الدولية والمحلية) أهمها:

- جائزة الدولة التقديرية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

- كرمتها الحكومة الفرنسية بمنحها وسام فارس سنة 2004، وحتى وقت قريب كانت الدكتورة لطفية النادى تذهب إلى الجامعة لتلتقى تلاميذها وطلابها الذين كانت تعلمهم وتنقل إليهم خبراتها التى كونتها عبر عشرات السنين.

- تقول الدكتورة لطفية: "أنشا الرئيس جمال عبد الناصر لجنة الطاقة الذرية وكان هدفه إنشاء مفاعل بحثى نتدرب عليه لتصميم مفاعلات كبيرة لإنتاج الطاقة، وبعد زواجى بثلاثة شهور تم اختيارى للسفر لمدة عام الى روسيا عام 1956 بين فريق مكون من 12 عالما للتدرب فى هيئة الطاقة النووية الروسية، فكنت أول مصرية تعمل فى التفاعلات النووية التجريبية. ثم سافرت مع زوجى إلى المملكة المتحدة وحصلت على الماجستير فى الطبيعة الإشعاعية من جامعة برمنجهام، وعدت إلى مصر عام 1960 فعملت مع أساتذة روس وحصلت على الدكتوراه فى التفاعلات النووية فكنت أول سيدة مصرية تحصل على الدكتوراه فى هذا التخصص".

عن كلمات عبد الناصر لها تقول: "كان عبد الناصر يزورنا كثيرا فى أنشاص فقد كان رئيس اللجنة وكان منبهرا بعملنا هناك، وقد التقيته اربع مرات، وكان يستمع إلى مشاكلنا ويطلع على تطور العمل. وكان لديه طموح كبير لإنشاء برنامج نووى مصرى للاستخدامات السلمية، وكان يحدثنا دوما عن رغبته فى أن تصبح مصر دولة مستقلة بعلمائها يكون تطورها دون الاعتماد على الغير، وقال لى كلماته التى أعتز بها وسط زملائى فى إحدى زياراته، فكانت طاقة إيجابية هائلة دفعتنا جميعا للعمل بحب وتفان فى المشروع، إلى أن توقف تدريجيا لضعف التمويل".

وتقول:  "للأسف اضطررت إلى التخلى عن المكان الذى عشقته ومن أجله رفضت الإنجاب، حتى لا يتعرض جنينى لإشعاعات، وعدت بعد ذلك إلى التدريس فى الجامعة، وأنجبت ابنتى مي".

- تحتفظ الدكتورة لطفية فى معملها بصورة تجمعها مع الرئيس جمال عبدالناصر وهو يصافحها بعد حصولها على الدكتوراه فى الفيزياء النووية، وأيضاً صورها مع علماء مصر: زويل، مصطفى السيد، محمد غنيم، أحمد عكاشة، مجدى يعقوب،  اذ كان العالم الجليل الراحل أحمد زويل يعتبرها مثله الأعلى.

- أما عن إنشائها أول معهد لدراسة الليزر فى مصر فتقول: "بدأ مشروع المعهد فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضى، بجهاز ضخم لليزر منحته لنا ألمانيا لدراسته وقد كان الأمر جديدا تماما علينا ودرست الجهاز وأحببته فقررت الاتجاه إلى دراسة علوم الليزر وأنشأت المعهد القومى لعلوم الليزر ليكون أول معهد من نوعه فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط وافريقيا".

وبسبب الليزر توطدت علاقة الدكتورة لطفية بالدكتور الراحل أحمد زويل، حيث روت كيف دعم هذا المشروع، ووقعت معه اتفاقيات ليصبح رئيسا شرفيا لمؤتمر افتتاح المعهد، حيث دعا إليه كبار علماء الليزر فى العالم.

وما زالت الدكتورة لطفية النادى بعد ما يقارب الـ70 عاما من العطاء العلمى والأكاديمى والإشراف على 66 رسالة ماجستير ودكتوراه وكتابة 110 أبحاث علمية فى الدوريات الأكاديمية المصرية والعالمية،والحصول على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، تواصل العطاء من اجل مصر وتواصل عملها كنائب مدير للمركز الدولى للدراسات العلمية وتطبيقات الليزر بجامعة القاهرة، كما انها عضو مجلس أمناء مدينة زويل.

ففى هذه المرحلة العمرية ما زالت حريصة على الذهاب إلى معملها فى كلية العلوم بجامعة القاهرة حتى تنقل علمها وخبرتها إلى طلابها فى الدراسات العليا والبكالوريوس وللشباب الباحثين، وما زالت تعمل وتحلم من أجل دخول مصر مجالات التكنولوجيا المتقدمة فى علوم الليزر فائق الجودة والتوسع فى استخداماته.

- فتقول النادي: "إن مصر من أوائل دول المنطقة التى دخلت مجال الطاقة النووية وأيضاً علوم الليزر، حتى قبل إسرائيل وإيران، وكان يجب أن نواصل بعد هذه البداية القوية، فلو كان حدث ذلك لكنا الآن فى مكانة أخرى مختلفة تماماً عن وضعنا الحالى".

- كما ترى أن التعليم ليس مجرد شهادة يحصل عليها الخريج، ولكنه يسهم فى بناء شخصيته وخلق أجيال قادرة على الإبداع والقيادة، وهو القاطرة التى تقود المجتمعات للأمام وكذلك هو استثمار قريب وبعيد المدى.

- لم يمنعها تفوقها ونبوغها العلمى المحلى والدولى أن تكون زوجة مثالية وأماً فاضلة لاثنين من الأبناء (مهندس ومهندسة) غرست فيهما قيم العمل والانتماء للوطن.

وتقول إن زوجها (رحمه الله) صاحب الفضل فيما وصلت إليه، حيث كان دائماً ما يساعدها ويشجعها فى حياتها العملية ومواصلة تفوقها العلمى.

وإلى لقاء غير منقطع مع نموذج جديد للتريند المصري.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة


زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

تقارير إخبارية تكشف اسم الشخص منتزع السلاح من منفذ هجوم سيدنى.. من هو؟

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى