مايو الزلازل والبراكين.. حزام كريت اليونانية الأنشط.. ساكوراجيما البركان الغاضب باليابان وكانلاون الفلبين وبوبو بالمكسيك.. ارتفاع الضحايا بفيضانات أستراليا وأمريكا.. وتشريد الآلاف فى العواصف الممطرة بالأرجنتين

مع اقتراب شهر مايو من الانتهاء، نجد أنه سجّل مجموعة الكوارث الطبيعية المختلفة حول العالم من زلازل وبراكين وفيضانات وصواعق، كان أخرها زلزال أندونيسيا وحزام جزيرة كريت النشط، مع الإعلان عن أضرار ووفيات وإصابات فى دول عدة وسط تحذيرات وإجراءات احترازية مشددة فى هذه الدول.

فمثلا فى جزيرة كريت اليونانية، مع نشاط الحزام الزلزالى هناك، سجلت هزات أرضية عنيفة تبعها العديد من الهزات الارتدادية، حيث أن الجزيرة تشهد نشاطا زلزاليا بشكل مستمر وتعد "بؤرة الزلازل".

مقياس ريختر ـ أرشيفية

وبحسب المركز الأورومتوسطى لرصد الزلازل، أعلن صباح اليوم الجمعة، عن عن وقوع هزة أرضية جديدة بقوة 3.6 درجة على مقياس ريختر، ضربت جزيرة كريت فى اليونان، على عمق 40 كيلومترا، دون تسجيل أضرار تُذكر، مؤكدًا أن هذه الهزة لم تؤثر على مصر، ولم يشعر بها السكان.

وكانت هذه الهزة بعد أقل من 24 ساعة على زلزال قوى ضرب نفس المنطقة أمس الخميس، وبلغت شدته 6.24 درجة على مقياس ريختر، بحسب ما أعلنته السلطات الجيولوجية اليونانية، وشعر به سكان عدد من الجزر المجاورة، بالإضافة إلى عدد من المحافظات المصرية التي سجلت شعورا واضحًا بالهزة الأرضية دون وقوع أضرار.

وبحسب هيئة الزلازل اليونانية، وقع الزلزال الأول فى البحر على بُعد 48 كيلومترا جنوب شرق جزيرة كاسوس القريبة من كريت، ما دفع السلطات المختصة إلى إصدار تحذيرات عاجلة من احتمال وقوع موجات مدٍّ بحرى تسونامى تهدد المناطق الساحلية.

من جهته كشف الدكتور شريف الهادى، رئيس الشبكة القومية للزلازل، الخميس، أنه حتى الآن تم تسجيل حوالى 15 تابع لـ زلزال كريت الذى حدث صباح الخميس، وكانت قوته 6.24 ريختر.

مقياس ريختر

وفى 14 مايو شـهدت منطقة شرق البحر المتوسط زلزالا قويا فى الساعات الأولى من صباح 14 مايو، وتحديدًا فى الساعة 1:51 صباحًا بتوقيت القاهرة شرق جزيرة كريت، بقوة حوالى 6.1 - 6.3 درجة على مقياس ريختر، على عمق كبير نسبيا بالنسبة للبحر المتوسط 76 كيلو متروفترة زمنية لم تتجاوز 20 ثانية، ما خفف من تأثيره حيث تتسع دائرة انتشار الموجات الزلزالية.

وعقب الزلزال أعلن المعهد القومى للبحوث الفلكية عن تسجيله هزات ارتدادية جديدة، بقوة 4.26 درجة على مقياس ريختر، وذلك على بُعد 421 كيلومترًا، والهزة الثانية بقوة 2.6 على بعد 434 كيلو متر شمال مدينة مرسى مطروح.

من زلازل اليونان إلى زلازال اندونيسيا، فلم تسلم اندونيسيا طوال شهر من مايو من الزلازل بل بدأت بهزات أرضية وارتدادية كثيرة، كان أخرها اليوم أعلن مركز المسح الجيولوجى الأمريكى أن زلزالا بلغت شدته 5.7 درجة على مقياس ريختر ضرب اليوم الجمعة، جزيرة سومطرة فى اندونيسيا،وأضاف المركز الأمريكى - حسبما ذكرت شبكة "تشانيل نيوز آشيا" فى نشرتها - أن مركز الزلزال وقع على عمق 68 كيلومترا قبالة سواحل مقاطعة "بنجكولو".

من جانبها، قالت الوكالة الإندونيسية للأرصاد الجوية إنه لا توجد احتمالات لحدوث موجات مد عاتية (تسونامي) عقب الهزة الأرضية.

بدورها، أفادت الوكالة الوطنية للتخفيف من آثار الكوارث فى إندونيسيا بأن الزلزال تسبب فى تدمير 140 منزلا وستة مرافق عامة على الأقل فى مدينة "بنجكولو" عاصمة المقاطعة.. فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

بركان ـ أرشيفية

وليس الزلازل فقط التى ضربت إندونيسيا هذا الشهر، بل البراكين أيضا، حيث أعلنت هيئة المسح الجيولوجى فى إندونيسيا أن بركان "ليوتوبى لاكى - لاكى" الواقع فى مقاطعة نوسا تينجارا الشرقية، ثار فى وقت مبكر 19 مايو الماضى، مطلقا عمودا كثيفا من الرماد بلغ ارتفاعه نحو 1.2 كيلومتر.

وذكرت شبكة "تشانيل نيوز آشيا"، أن السلطات فى إندونيسيا حظرت جميع الأنشطة فى نطاق 6 كيلومترات من قمة البركان، ودعت السكان والزوار إلى التحلى بالهدوء واتباع التعليمات وتجنب نشر المعلومات المضللة.

ومن بركان اندونيسيا إلى بركان ساكوراجيما فى اليابان، فتُعد اليابان موطنا لعدد من أنشط البراكين فى العالم، ومن أبرزها بركان ساكوراجيما فى محافظة كاغوشيما، الذى يشهد بين الحين والآخر ثورات عنيفة، مثل الانفجار الكبير الذى وقع عام 2013.

وثار بركان ساكوراجيما وما زال النشاط البركانى متواصلا، ويؤدى إلى إسقاط كميات كبيرة من الرماد البركانى على البيئة المحيطة.

ومن بركان اليابان إلى الفلبين، ففى 13 مايو أعلنت هيئة البراكين والزلازل الفلبينية "فيفولكس" أن بركان "كانلاون"، مُطلقًا عمودًا كثيفًا من الرماد بلغ ارتفاعه ثلاثة كيلومترات فوق الفوهة قبل أن يتجه غربًا.

ووصفت الهيئة، حسبما أوردت صحيفة مانيلا تايمز الفلبينية، الانفجار بأنه "انفجار متوسط"، مشيرة إلى تسجيل أصوات مدوية فى عدد من المناطق المجاورة، منها بارانجاى بولا فى مدينة كانلاون وبلدية لا كاستيانيا فى إقليم نيجروس أوكسيدنتال.

من جانبه قال مدير فيفولكس، تيريسيتو باكولكول، أن تيارات كثيفة من الحمم المتوهجة تدفقت على المنحدرات الجنوبية للبركان لمسافة وصلت إلى كيلومترين من الفوهة، وذلك استنادًا إلى صور الكاميرات الحرارية.

وحذّرت السلطات من الاقتراب من نطاق يمتد لمسافة ستة كيلومترات حول الفوهة، مشيرة إلى المخاطر المحتملة من تدفقات الحمم، والشظايا الصخرية والرماد البركانى والانهيارات الصخرية.

ويعد بركان كانلاون واحدا من 24 بركانا نشطا فى الدولة الواقعة فى جنوب شرق آسيا. وفى أغسطس 1996، انفجر البركان فجأة، مما أسفر عن مصرع ثلاثة متجولين بالقرب من القمة.

وعلى مدار شهر مايو ضرب كثير من الزلازل عدة الدول، كالأرجنتين وطاجيكستان، وبولندا وباكستان وميانمار، وتشيلى، وغيرهم من الدول.

وفى المكسيك أطلقت السلطات فى 11 مايو، تحذيرات للسكان من الاقتراب من منطقة بركان بوبكاتيبيتل، المعروف بـ "بوبو" الذى يعد من أكثر البراكين نشاطًا فى المكسيك ويقع على الحدود الإقليمية لولاية موريلوس وبويبلا وولاية مكسيكو.

حمم بركانية ـ صورة أرشيفية

وأشارت صحيفة لا إكسبانثيون المكسيكية، إلى أن البركان سجل 23 انفجارا خلال 24 ساعة، وفقا للرصد اليومى الذى أجراه المركز الوطنى للوقاية من الكوارث (Cenapred) بالتعاون مع الجامعة الوطنية المستقلة فى المكسيك (UNAM، مما أثار حالة من القلق لدى السلطات.

ومن الزلازل والبراكين إلى الفيضانات والعواصف، حيث أعلنت السلطات الأسترالية اليوم الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات التاريخية التى ضربت الساحل الشرقى للبلاد إلى أربعة قتلى ومفقود، وذكرت شبكة (إيه بى سى نيوز) الأمريكية أنه تم انتشال أربعة جثامين منذ يوم الأربعاء الماضى من مياه الفيضانات فى ولاية "نيو ساوث ويلز" الواقعة شرقى استراليا، فيما لا يزال البحث جاريا عن مفقود منذ ليل الأربعاء.

وتفقد رئيس الوزراء الأسترالى أنتونى ألبانيز ورئيس حكومة ولاية "نيو ساوث ويلز" كريس مينز اليوم المناطق المتضررة التى استقبل بعضها أعلى معدل مسجل من مياه الفيضانات.

وكانت الفيضانات قد تسببت فى محاصرة 50 ألف شخص تقريبا على طول ساحل ولاية "نيو ساوث ويلز" الواقعة شمالى مدينة "سيدني" بعد استمرار هطول الأمطار الغزيرة لأيام.

فيضانات ـ صورة أرشيفية

من أستراليا إلى الصين، فتسببت الأمطار الغزيرة فى مقاطعتى "قوانجدونج" و"قوانجشى" جنوبى الصين فى مصرع خمسة أشخاص على الأقل وفقدان العديد الآخرين على مدار اليومين الماضيين، وأصدر المركز الوطنى للأرصاد الجوية - حسبما نقلت قناة "تشانيل نيوز آشيا" فى نشرتها الناطقة بالإنجليزية اليوم الاثنين - تحذيرات متعددة خلال اليومين الماضيين من احتمالية هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات فى مناطق "جيانجشي" و"تشجيانج" و"فوجيان" و"قوانجشي" و"قوانجدونج" بالإضافة إلى مقاطعة "شينجيانج" فى شمال غربى البلاد.

ومن أستراليا والصين إلى الولايات المتحدة، حيث ارتفع عدد ضحايا الـ فيضانات التى ضربت مناطق فى الولايات المتحدة إلى ما لا يقل عن 27 شخصًا، بعد الأحوال الجوية القاسية التى اجتاحت المنطقة من الغرب الأوسط السفلى إلى الجنوب خلال اليومين الماضيين، وكانت ولايتا ميسورى وكنتاكى من بين الأكثر تضررًا، وفقًا للسلطات.

وفى سياق متصل ضربت فيضانات شديدة بورتوريكو وأكدت بورتوريكو تزايد عدد البلديات التى أعلنت حالة الطوارئ بسبب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الشديدة خلال الأيام الماضية، حيث أن 13 بلدية حتى الآن أعلنوا الطوارئ، مع تجاوز الخسائر 70 مليون دولار، وقالت حاكمة بورتوريكو جينيفر جونزاليس كولون بلديات كابو روجو ولاس بيدراس وفيجا باجا انضموا إلى إعلان حالة الطوارئ، مما يزيد عدد البلدات فى هذا الوضع إلى 13، كجزء من استجابة الحكومة للأضرار الناجمة عن الفيضانات.

فيضانات 

وفى الأرجنتين ضربت الأمطار الغزيرة مقاطعة بوينس آيرستم، وخلفت عن وجود فيضان أغرق المنازل وشرد الآلاف من المواطنين وحصد مئات الأرواح، فيما تم إجلاء آلاف السكان بسبب هطول أمطار غزيرة على شمال إقليم بوينس آيرس فى الأرجنتين.

وغمرت المياه الشوارع فى كامبانا، بوينس آيرس، بالأرجنتين، وتم إجلاء نحو 2800 شخص فى شمال وغرب مقاطعة بوينس آيرس، وسط عاصفة مطرية استمرت ثلاثة أيام أثرت على 30 منطقة فى بوينس آيرس.