معارض يتهم الرئيس الكينى بمحاولة اغتياله.. جاتشاجوا: إذا حدث لى أى مكروه يجب محاسبة وليام روتو.. وزير الداخلية: سنعتقلك بتهمة التحريض على العنف.. خبراء: حيلة لكسب التعاطف.. والمفتش العام للشرطة: نلتزم الحيادية

تشهد الأوضاع في كينيا حالة من تصاعد التوترات السياسية، في الوقت الذي يتهم فيه ريجاتي جاتشاجوا، نائب الرئيس الكينى السابق، إدارة الرئيس الكيني ويليام روتو باستهدافه ومحاولة اغتياله، بعد إطلاق حزبه المنافس، الحزب الديمقراطي التقدمي.
ومن جهته اتهم كيبشومبا موركومين، وزير الداخلية الكيني، ريجاتي جاتشاجوا بالتحريض في أعقاب مزاعمه بأن الحكومة تخطط لاغتيال نائب الرئيس السابق، وقال موركومين: "سنعتقلك بتهمة التحريض على العنف، أنت لست بمنأى عن المساس"، واصفًا تصريحات جاتشاجوا بأنها "خطيرة ومثيرة للجدل".
وكان موركومين يرد على تصريحات جاتشاجوا بأن أي مخالفات في انتخابات عام 2027 قد تؤدي إلى أعمال عنف أسوأ من أزمة ما بعد الانتخابات في عام 2007 التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص.
وكان جاتشاجوا قد قال في مقابلة تلفزيونية :"في ظلّ الوضع الراهن في البلاد، إذا حاولت اللجنة المستقلة للانتخابات التلاعب بالانتخابات، فلن يكون هناك دولة هنا، أودّ أن أقول لكم إن عام 2007 سيكون أشبه بحفلة عيد ميلاد".
وأثارت تعليقاته ضجة عامة وإدانة في صفوف الحكومة، حيث اتهمه النائب أوسكار سودي بـ "قرع طبول الحرب" بسبب غضبه بعد عزله من منصبه كنائب للرئيس.
وقال المعارض الكينى، جاتشاجوا إنه نجا من ستة هجمات ومحاولات لاغتياله على الأقل.
وأصدر جاتشاجوا بيانًا زعم فيه أن حياته في خطر، وأن روتو أمر باعتقاله، يأتي هذا بعد أسبوع من استقالة نائب الرئيس السابق من التحالف الديمقراطي المتحد الذي يتزعمه روتو.
وبعد أيام قليلة، أطلق جاتشاجوا حزبا سياسيا جديدا، وهو حزب الديمقراطية من أجل المواطنين (DCP).
وفي بيان صدر عن جاتشاجوا، قال زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي إن أفرادًا مجهولين، وزعم أنهم ضباط شرطة، كانوا يتتبعون موكبه بقصد إيذائه.
وقال في بيانه، مستشهدًا بـ"ضباط أكفاء" لم يُسمِّهم في جهاز الشرطة الوطنية: "فرقة القتلة مُدرَّبة تدريبًا عاليًا على استخدام الأسلحة البيولوجية، لقد تلقوا تعليمات بتسميمي عبر استنشاق مواد كيميائية تُشلُّ دماغي في غضون ثلاثة أشهر".
وزعم جاتشاجوا أيضًا أن روتو وجّه السلطات "بالتعامل معه نهائيًا" ونزع سلاح حراسه الشخصيين، رغم امتلاكهم تراخيص سلاح سارية، وقال: "إذا حدث لي أي مكروه، فيجب محاسبة روتو"، مضيفًا أنه مستعد للاعتقال إذا ارتكب أي جريمة.
لكن المفتش العام للشرطة دوجلاس كانجا رفض ادعاءات جاتشاجوا، نافيا أي تدخل حكومي أو تهديد منسق ضد نائب الرئيس السابق.
وصرح كانجا، عبر المتحدث باسمه، موتشيري نياجا، قائلاً: "تلتزم الشرطة بالحيادية في تقديم الخدمة، والالتزام بالدستور، وسلامة جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية"، وأضاف أن ضباط إنفاذ القانون على استعداد لتوفير أمن إضافي لجاتشاجوا عند الطلب.
لكن جاتشاجوا أصر على أنه لم يعد يثق بالشرطة، بعد سحب التأمين الخاص به، بعد الإطاحة به في عام 2024، وزعم أنه نجا بأعجوبة من ست هجمات على الأقل شنتها "عصابات إجرامية مدعومة من الحكومة".
وفي إحدى هذه الحوادث، ورد أن أفراد أمنه الخاص أطلقوا طلقات تحذيرية في إبريل الماضى، أثناء مواجهة مع رجال مسلحين يحملون أسلحة بدائية أثناء قداس في كنيسة في مويكي إستيت، شمال شرق نيروبي.
ومن جهة أخرى قال المحلل السياسي كالفن أوشول إنه في حين لا يمكن استبعاد ادعاءات جاتشاجوا الأمنية، نظراً للتاريخ السياسي المضطرب في كينيا، فإنها تبدو ذات توقيت استراتيجي وتتبع خطة مألوفة.
وتابع أوتشول: "جاتشاجوا منخرط في حيلة لكسب التعاطف، إنه يعمل جاهدًا لتحريض أتباعه على كراهية نظام روتو".
ويعتقد بول موسينجي، وهو محلل سياسي أيضًا، أن نائب الرئيس السابق يتعمد تحريض الحكومة على اعتقاله لتحقيق مكاسب سياسية، ويقول: "اعتقال جاتشاجوا سيُظهر روتو على أنه متعصب سياسيًا ويقمع المعارضة".
وفقًا لموسينجي، يستخدم جاتشاجوا نفس التكتيكات التي استخدمها روتو سابقًا لمصلحته، وتابع: "لقد تعلم من روتو كيفية النجاح سياسيًا في ظل الفوضى والتعاطف".
Trending Plus