من الروضة إلى البقيع.. بعثة الحج المصرية تسير بالحجاج فى دروب النور.. استمرار استقبال المدينة المنورة لضيوف الرحمن.. تواصل التفويج لمكة المكرمة بأتوبيسات حديثة.. حجاجنا بصحة جيدة والبعثة تتابعهم على مدار الساعة

الحجاج

رسالة المدينة المنورة - محمود عبد الراضي

الجمعة، 23 مايو 2025 01:00 م

في أجواء تملؤها السكينة والرضا، ما تزال المدينة المنورة تحتضن أفواجًا متتابعة من الحجاج المصريين، وسط تنظيم دقيق من بعثة الحج المصرية، التي تواصل مهامها في استقبال الحجاج القادمين من مطارات مصر المختلفة، وتيسير تنقلاتهم، وتقديم أوجه الرعاية الكاملة منذ لحظة الوصول وحتى مغادرتهم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج.

المدينة التي تهفو إليها الأرواح قبل الأجساد، شهدت خلال الأيام الماضية توافد المئات من الحجاج المصريين، في وقت بدأت فيه البعثة تفويج عدد من الحجاج الذين استكملوا زياراتهم وبرامجهم الدينية بالمدينة، متجهين إلى مكة المكرمة استعدادًا لبدء مناسكهم الإيمانية.

وخلال إقامتهم بالمدينة، حرص الحجاج المصريون على زيارة الروضة الشريفة داخل المسجد النبوي، حيث عبّر كثير منهم عن تأثرهم العميق بهذه اللحظة النورانية، التي تُعد من أعظم التجارب الروحية في رحلتهم، مثمنين جهود البعثة المصرية في تنظيم الزيارة بشكل مريح ومنسق.

استقبال المدينة المنورة لضيوف الرحمن=

كما تضمنت جولات الحجاج زيارة مسجد قباء أول مسجد بُني في الإسلام إلى جانب مقبرة البقيع، التي تضم رفات عدد من الصحابة والتابعين والتوجه إلى جبل أُحد، حيث استرجع الزوار مشاهد البطولة والشهادة عند قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.

وفي تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"أكد الدكتور أحمد رزق، رئيس البعثة الطبية المصرية، أن جميع الحجاج المصريين المتواجدين في الأراضي المقدسة يتمتعون بصحة جيدة، ويتحركون بسهولة بين المزارات والمعالم الدينية.

وقال رزق إن العيادات الطبية التابعة للبعثة تعمل على مدار 24 ساعة دون انقطاع، حيث تستقبل الحالات البسيطة وتقدّم الرعاية اللازمة، إلى جانب صرف الأدوية للحالات المزمنة.

استقبال المدينة المنورة لضيوف الرحمن

وأشار إلى وجود تعليمات ونصائح صحية مستمرة للحجاج، تركز على أهمية تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الظهيرة، والإكثار من شرب المياه والسوائل لتجنب حالات الإجهاد الحراري، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وتتجلى جهود بعثة الحج المصرية في تفاصيل دقيقة بدأت منذ استقبال أول فوج بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة، حيث تم تخصيص فرق لاستقبال الحجاج، وتسهيل إجراءات دخولهم، ثم اصطحابهم إلى الفنادق المخصصة، التي تم اختيارها بعناية لتكون قريبة من المسجد النبوي.

وقد نظمت البعثة احتفالات استقبال في مقار الإقامة، شملت توزيع الهدايا والمطبوعات الإرشادية، بالإضافة إلى تقديم وجبات جافة تناسب طبيعة الإقامة المؤقتة. كما تم تسكين الحجاج إلكترونيًا وفقًا لأعلى معايير الدقة والسرعة، دون الحاجة للانتظار أو الإجراءات المعقدة.

بعثة الحج المصرية (2)

ومن أبرز عناصر التنظيم التي لاقت إشادة من الحجاج، تخصيص فرق دعم إنساني للحالات الخاصة وكبار السن، بالإضافة إلى وجود الشرطة النسائية التي تلعب دورًا بارزًا في مساعدة السيدات وتوفير الخصوصية لهن أثناء التنقل أو في أماكن الإقامة.

الجانب الديني لم تغفله البعثة، حيث قامت بتنظيم زيارات جماعية إلى المزارات الإسلامية مصحوبة بعلماء دين وواعظين من الأزهر ووزارة الأوقاف، لتقديم الشرح الوافي لمناسك الحج، وبيان فضل الأماكن التي يزورها الحجاج، مما يضيف للرحلة أبعادًا معرفية وروحية عميقة.

وتتولى غرفة العمليات المركزية بالبعثة متابعة أوضاع الحجاج على مدار الساعة، وتلقي البلاغات الطارئة والتعامل السريع مع أي مستجدات، في حين تستمر فرق المتابعة الميدانية في المرور على الفنادق والمرافق الطبية، لضمان تقديم الخدمة بكفاءة دون انقطاع.

بهذا الأداء المنظم والدقيق، تواصل بعثة الحج المصرية تقديم نموذج مشرف في خدمة ضيوف الرحمن، حيث تسير الرحلة في المدينة بروح الطمأنينة واليقين، تمهيدًا لبدء رحلة الشعائر الكبرى في مكة المكرمة، التي يتأهب لها الحجاج بكل شوق وخشوع.