من الروضة إلى قباء.. قلوب الحجاج فى حضرة النبوة.. حجاجنا يزورون المعالم الإسلامية بالمدينة المنورة.. المصريون يسيرون على دروب الطمأنينة من جبل أحد لمسجد القبلتين.. حاجة: دعوت لأولادى ولبلادنا وسعيدة برحلة العمر


وسط أجواء تعبق بالإيمان وتغمرها الروحانيات، واصل الحجاج المصريون رحلتهم في المدينة المنورة بقلوب عامرة وعيون دامعة، حريصين على زيارة المزارات الإسلامية التي تحمل عبق التاريخ النبوي. فزيارة المدينة ليست مجرد محطة زمنية في رحلة الحج، بل لحظة عمرية تختزن في الذاكرة وتُحفر في الوجدان.
.jpeg)
من الروضة الشريفة، حيث قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إنها "روضة من رياض الجنة"، إلى جبل أُحد الذي شهد ملحمة من أعظم ملاحم الإسلام، مرورًا بمسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى، وصولًا إلى مسجد القبلتين حيث نزل أمر تحويل القبلة، كانت قلوب الحجاج تسير قبل أقدامهم، تستحضر الماضي وتتأمل في الحاضر وتدعو للمستقبل.

قال أحد الحجاج وهو يهم بالخروج من مسجد قباء: "تمتعت بالرحلة، كانت أجواء إيمانية خالصة"، بينما أشار آخر بابتسامة لا تخفي دموعه: "الأمور هنا رائعة، لا أنسى هذه الذكريات أبدًا". أما إحدى الحاجات فكان دعاؤها صريحًا ووطنياً: "دعوت لنفسي وأسرتي وبلدنا مصر".
.jpeg)
هذه الأجواء الإيمانية لم تكن لتتحقق بهذه السلاسة لولا جهود بعثة الحج المصرية، التي عملت على مدار الساعة لضمان راحة الحجاج منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة، فقد استقبلت البعثة الحجاج في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، ونظّمت احتفالات استقبال رمزية بالفنادق، وقدّمت لهم هدايا تذكارية تحمل طابع الرحلة.

وتم تسكين الحجاج إلكترونيًا بشكل سريع ومنظم في فنادق المنطقة المركزية القريبة من الحرم النبوي، ما أتاح لهم أداء الصلوات بسهولة، والانتقال إلى المزارات الإسلامية في راحة تامة عبر حافلات مكيفة جهّزت خصيصًا لهذا الغرض.
.jpeg)
وخصصت البعثة فرق دعم إنساني لمرافقة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب الاستعانة بالشرطة النسائية لمساعدة السيدات ومرافقة الحاجّات خلال الزيارات الجماعية. كما وفّرت علماء دين لشرح مناسك الحج والعمرة، والإجابة عن استفسارات الحجاج في لقاءات تثقيفية مستمرة.
.jpeg)
ومن الناحية الصحية، بادرت البعثة بإنشاء عيادات طبية متكاملة في أماكن إقامة الحجاج، للكشف وصرف الأدوية ومتابعة الحالات المزمنة. كما قدمت الفرق الطبية النصائح اليومية للحجاج لتجنب الإجهاد الحراري وضربات الشمس، من خلال توجيهات بضرورة الإكثار من شرب المياه والسوائل، والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة خاصة في أوقات الذروة.

غرفة عمليات البعثة بمدينة الرسول لم تغب عن المشهد، حيث تتابع على مدار الساعة تحركات الحجاج وسلامتهم، وتتعامل مع أي طارئ صحي أو تنظيمي بسرعة وكفاءة.
.jpeg)
وتأتي هذه الاستعدادات ضمن خطة وطنية شاملة هدفها تقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، تعكس صورة مصر الحضارية، وتضمن لحجاجها رحلة آمنة ومريحة، تجمع بين العبادة والمعلومة، وبين الرفاهية والتنظيم.
إن زيارة المزارات الإسلامية في المدينة المنورة ليست فقط رحلة زمنية إلى الوراء، بل هي رحلة قلبية إلى الداخل، حيث يُجدد الإيمان وتُغسل الأرواح من ضغوط الحياة، ويعود الحاج بعدها بشحنة روحية قد تكفيه عامًا كاملاً من الصبر واليقين.
وحين يُسأل هؤلاء الحجاج عن انطباعهم، تأتي الإجابات صادقة، بسيطة وعميقة، كما لو كانت تُنطق لأول مرة: الراحة، الدعاء، السلام، الرضا. وكلها كلمات لا تخرج إلا من قلوب عرفت الطريق إلى النور.
Trending Plus