" منطقة غرب طهطا" بوابة جديدة للصناعة والتنمية فى صعيد مصر.. مشروعات البنية التحتية بلغت 1.766 مليار جنيه.. مساحة المنطقة الصناعية تصل 912 فدانًا ومقسمة على 4 مراحل.. والمشروع يعزز فرص جذب الاستثمار "صور"

ترفيق المنطقة الصنعية بغرب طهطا

سوهاج أحمد عبدالعال

الجمعة، 23 مايو 2025 12:00 م

في قلب محافظة سوهاج، وتحديدًا بمنطقة غرب طهطا، تتشكل ملامح مشروع صناعي ضخم ضمن خطة الدولة للنهوض بصعيد مصر من خلال مشروع التنمية المحلية، الذي يُعد من أضخم المبادرات التنموية التي تستهدف تحسين البنية التحتية وتعزيز فرص الاستثمار والعمل في محافظات الجنوب.

المنطقة الصناعية بغرب طهطا تمثل إحدى أهم ركائز هذا المشروع، ليس فقط لحجمها وتنوعها، بل لما تحمله من آمال بتحقيق نقلة نوعية في واقع الاقتصاد المحلي بسوهاج.

المشروع يأتي في إطار خطة حكومية واضحة تهدف إلى تحقيق العدالة التنموية بين مختلف محافظات الجمهورية، ويُترجم على أرض الواقع من خلال تنفيذ أعمال ترفيق شاملة داخل المنطقة الصناعية، حيث تشمل توصيل مرافق أساسية مثل مياه الشرب، والصرف الصحي، وشبكات الحريق، والكهرباء، والاتصالات، والغاز الطبيعي، وهي المكونات الأساسية التي يحتاجها أي مستثمر للبدء في مشروعه الإنتاجي. وبلغت التكلفة الإجمالية لهذه الأعمال نحو مليار و776 مليون جنيه، في استثمار غير مسبوق في البنية التحتية الصناعية بالمنطقة.

تبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة الصناعية بغرب طهطا حوالي 912 فدانًا، وتم تقسيم المشروع إلى أربع مراحل لضمان تنفيذ منظم ومتكامل. المرحلة الأولى تُنفذ حاليًا على مساحة 230 فدانًا، فيما خُصصت المرحلة الثانية لمجمع صناعي لصناعة الأثاث على مساحة 170 فدانًا، في إشارة إلى توجه الدولة لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة. بينما تغطي المرحلتان الثالثة والرابعة مساحة 512 فدانًا مخصصة للتوسعات المستقبلية، وهو ما يعكس النظرة المستقبلية لتطور حجم النشاط الصناعي المتوقع في المنطقة.

الأثر الاجتماعي والاقتصادي للمشروع لا يقل أهمية عن جانبه الفني، حيث يعول أبناء محافظة سوهاج كثيرًا على المنطقة الصناعية بغرب طهطا لتوفير فرص عمل حقيقية، خصوصًا للشباب، وتقليل نسب البطالة المرتفعة، بالإضافة إلى تحفيز ثقافة العمل الحر والمشروعات الصغيرة، في ظل توافر بيئة صناعية مشجعة. كما أن وجود منطقة صناعية بهذا الحجم سيدفع نحو تحسين البنية الخدمية في المنطقة المحيطة بها، من طرق ومواصلات وخدمات دعم لوجستي، مما يُحدث حراكًا اقتصاديًا شاملاً.

ورغم التحديات التي واجهت تنفيذ المشروع، مثل بعض العقبات الجغرافية وتكلفة التنفيذ العالية، إلا أن الإرادة السياسية الواضحة ورغبة الدولة في تحقيق تنمية متكاملة في الصعيد منحت المشروع قوة دفع كبيرة. ومع تزايد اهتمام المستثمرين بالمنطقة، وبدء تشغيل المراحل الأولية، تبدو المؤشرات إيجابية لمستقبل واعد للمنطقة الصناعية بغرب طهطا.

إن ما يحدث في غرب طهطا لا يُعد مشروعًا هندسيًا فقط، بل هو بداية حقيقية لتحول اقتصادي واجتماعي في محافظة سوهاج، ومنطقة جديدة تضع نفسها على خريطة التنمية الصناعية في مصر. المشروع يؤكد أن التنمية الحقيقية لا تأتي بالشعارات، بل بالإرادة، والتخطيط، والعمل الميداني، وهو ما نراه يتحقق اليوم على أرض الواقع في صعيد مصر.