الأزياء فى مصر القديمة.. وسيلة لاستعراض الهيبة والجمال

تعد مصر من أولى الحضارات بالعالم التي اهتمت بتصميم الأزياء سواء للنساء أو للرجال، والتي كانت مصممة لتلبى الاحتياجات الخاصة بتغير المناخ خاصة ارتفاع درجات الحرارة، ولتعبر عن المكانة الاجتماعية والثقافية للأفراد، كما تم تطوير الأزياء عبر العصور الفرعونية المختلفة سواء فى نوع النسيج وتطور صناعته.
وقسمت الأزياء المصرية كالتالي:
الطبقات البسيطة: ارتدين فساتين بسيطة تُعرف بـ"الكلابيس"، وهي ضيقة وتغطى الجسم بالكامل.
الطبقات العليا: ارتدين فساتين ذات تصميم أكثر تعقيدًا، أحيانًا مع أشرطة أو أقمشة شفافة فوقها.
الملكات: لبسن ملابس فخمة مصنوعة من الكتان الفاخر ومزينة بالمجوهرات.
طريقة تصنيع الملابس وصباغتها
أولى مراحل صناعة "الغزل" عند المصري القديم كانت تتمثل فى سحب ألياف الكتان لتبرم خفيفا على اتجاهها الطولى، وذلك للحصول على خيوط مبرومة من الكتان، وفقا لما ذكره كتاب "الملابس فى مصر القديمة" لـ عمرو حسين.
ثم تأتى ثانى مرحلة وهى "النول" ويعد من الأدوات المهمة التي احتاجها المصرى القديم فى صناعة الغزل والنسيح، وعرف عن المصرى القديم أنه برع فى إنتاج أنسجة غاية فى الروعة والجمال.
وبعد ذلك تأتى مرحلة صباغة الملابس، قد عرف المصرى القديم الصباغة منذ عصور ما قبل الأسرات، وكان من أهم النباتات التى تستخرج منها الأصباغ فى مصر القديمة هو نبات النيلة - Indigo- الذى يستخرج من أوراقه نوعا من الصبغة الزرقاء ، وهذه الصبغة استخدمت منذ أقدم العصور فى مصر.
كما عرف المصرى القديم أيضا تركيبات الألوان لاستحداث ألوانا جديدة باستخدام، ووضع الألوان بعضها على بعض، فاستخدم أكسيد الحديد الأحمر والأصفر، لتكوين لون بنى حيث عثر على قطعة من الكتان بنية اللون عثر عليها فى أحد مقابر الأسرة الأولى فى منطقة طرخان.
أقدم فستان موجود بالعالم
ويعد فستان طرخان أقدم فستان فى تاريخ البشرية مكتشف حتى الآن، حسبما قال الباحث وعالم المصريات بسام الشماع، مشيرا إلى أن عمره يبلغ 5 آلاف و500 عام تقريبا، وتم اكتشافه بمقبرة في منطقة اسمها طرخان على بعد 50 كيلو جنوب القاهرة، ويعرض الآن بمتحف "بيتري" ببريطانيا.
وأوضح بسام الشماع، أن العلماء الذين درسوا هذا الفستان أكدوا أنه يعود إلى فتاة صغيرة في السن، يتميز بتصميم بسيط يناسب الحياة اليومية، ويعتقد أنه كان فستانًا عمليًا ولكنه يعكس مهارة ودقة في الحياطة.
وأضاف بسام الشماع أنه عُثر على الفستان في مقبرة "طرخان"، وهي موقع أثري جنوب القاهرة، حيث عُثر على هذا الفستان ضمن مجموعة من القطع الأثرية،كان الثوب محفوظًا بشكل جيد وبشكل ملحوظ.
ولفت بسام الشماع، إلى أن الفستان أصبح معروفًا ليس فقط بأنه أقدم فستان في مصر، ولكن أيضًا بأنه أقدم فستان منسوج موجود بالعالم، كما أن الفستان يقدم شهادة على براعة المصريين القدماء في صناعة النسيج والتصميم، كما أنه ساهم في فهم تطور الأزياء والأنماط الحياتية في مصر القديمة.
من أهم الملكات التى اهتمت بالأزياء
كانت كليوباترا آخر ملوك البطالمة في مصر، واشتهرت باستخدام مظهرها لتعزيز سلطتها السياسية وكسب احترام حلفائها.
ودمجت بين الأزياء المصرية التقليدية والعناصر الإغريقية، مما عكس مزيجًا من الثقافتين، وارتدت الملابس المزخرفة بالذهب والحرير، والتي كانت تشير إلى عظمتها كملكة، وفقا لما ذكره كتاب " كليوباترا: حياة" بقلم ستاسي شيف.
وكانت ترتدي تيجانًا ذهبية وأكسسوارات فاخرة تُبرز مكانتها، واشتهرت باستخدام العطور ومستحضرات التجميل بكثرة لتزيد من جاذبيتها.
ولم تكن الأزياء مجرد مظهر خارجي بالنسبة للملكات المصريات؛ بل كانت وسيلة لعرض القوة والجمال والهيبة الملكية. وكانت تفاصيل الملابس والمجوهرات، وحتى المكياج تحمل رمزية قوية وتعبر عن مكانة الملكة ودورها في المجتمع.
Trending Plus