بالتزامن مع الجولة الخامسة للمحادثات "الأمريكية – الإيرانية".. تصعيد "حوثى – إسرائيلى".. هجمات تستهدف مطار بن جوريون عقب تفجيرات صنعاء.. والحوثيون يؤكدون: عملياتنا مستمرة ومتصاعدة حتى وقف العدوان على غزة

في الوقت الذى يحبس العالم فيه أنفاسه ترقبًا للنتائج التي ستتمخض عنها الجولة الخامسة من المحادثات الأمريكية الإيرانية التي استضفتها العاصمة الإيطالية روما الجمعة، شهدت الساحة اليمينة الإسرائيلية تصعيدا جديدا؛ حيث شنت جماعة الحوثى ـ المحسوبة على إيران ـ هجمات جديدة على مطار بن جوريون الإسرائيلي ، بصاروخ باليستي في ثاني إعلان من نوعها خلال يومين؛ مما أدى استهداف مطار بن جوريون إلى تعليق الرحلات الجوية.
جاءت تلك الهجمات في أعقاب تفجيرات شهدتها العاصمة اليمينة صنعاء بالقرب من المطار، الجمعة، ونتج عنها مصرع 40 شخصا وإصابة العشرات.
وأشارت تقارير أولية إلى أن الحادث نجم عن انفجار مستودع أسلحة تابع لجماعة الحوثيين في منطقة صَرِف بمديرية بني حِشِيش شمال شرقي العاصمة، وليس بسبب استهداف صواريخ كما كان يعتقد في البداية.
وحتى الآن، لم تصدر أي جهة مسؤولية بيانا رسميا يوضح تفاصيل الحادث، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تعمل في الموقع لانتشال الجثث وإسعاف المصابين.
وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن، الخميس، أن دفاعاته الجوية تمكنت من اعتراض صاروخ باليستى أطلقه الحوثيون من اليمن على إسرائيل؛ مشيرا إلى أن هذا الهجوم هو ثانى هجوم صاروخى للحوثيين على إسرائيل خلال 24 ساعة، وفقا لما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية.
ودوت صفارات الإنذار وسط إسرائيل ، بما في ذلك تل أبيب، وريشون لتسيون، واللد، وبات يام، وبتاح تكفا، ورحوفوت، ورمات غان، وبني براك، وهرتسليا، ونتانيا، ورمات هشارون ورعنانا، ما أدى إلى حالة من الذعر بين الإسرائيليين ، وفرار ملايين المستوطنين من شواطىء تل أبيب إلى الملاجئ للاحتماء عقب دوي صفارات الإنذار، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
الحوثيون يتحدون إسرائيل
من جانبها، أكدت جماعة الحوثي استمرار عملياتها ضد الاحتلال، مشددين على أنها ستتصاعد حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وذلك وفقاً لبيان أصدرته الجماعة .
وأكد البيان أن العملية أصابت هدفها بدقة وحققت نجاحاً، مما تسبب في حالة من الذعر في صفوف السكان، وهروب أعداد كبيرة منهم إلى الملاجئ، إضافة إلى توقف حركة المطار.
وأوضحت أن الصمت المطبق على الجرائم اليومية التي تُرتكب في غزة يمثل وصمة عار على جبين الأمة، ويجعلها أكثر عرضة للهيمنة والانتهاك من قبل أعدائها، أكثر من أي وقت مضى، ما لم تتحرك للقيام بواجبها الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم".
وأكد البيان أن العمليات العسكرية مستمرة، وستتصاعد وتيرتها، حتى يتم إيقاف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه بشكل كامل.
مفاوضات إيران وأمريكا
وعلى صعيد موازٍ، كانت الجولة الخامسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد انطلقت، الجمعة، في العاصمة الإيطالية روما؛ بحضور المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف؛ سعيا للوصول إلى حلول سلمية وتعزيز مناخ الحوار للتوصل إلى تفاهم بشأن القضايا العالقة بينهما.
وسط ترقب المجتمع الدولي لنتائج هذه الجولة، ومخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، مما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي؛ حيث خيمت التوترات والشكوك وعدم اليقين على أجواء هذه الجولة، خاصًة أنها تنطلق بعد ساعات قليلة من قرار واشنطن فرض عقوبات جديدة على قطاع التشييد والبناء في إيران، بالإضافة إلى 10 مواد صناعية ذات تطبيقات عسكرية.
يضاعف درجة التوتر التي تهيمن على المحادثات ما أوردته تقارير حول استعدادات تجريها إسرائيل لشن هجمات واسعة على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
هذه الخطوة دفعت طهران للتعليق قائلًة: إن العقوبات الأمريكية الجديدة على طهران تلقي بمزيد من الشكوك على استعداد واشنطن للانخراط في الدبلوماسية
أضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن هذه العقوبات "غير قانونية وعدائية ضد الشعب الإيراني".
وأضاف: "إن هذا التصرف مستفز بقدر ما هو غير قانوني وغير إنساني؛ فالعقوبات متعددة الطبقات والإجراءات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران صممت بعناية لحرمان كل مواطن إيراني من حقوقه الإنسانية الأساسية".
واختتم بقائي تصريحاته قائلاً: إن هذه العقوبات، التي أُعلنت عشية الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تُلقي بمزيد من الشكوك على جدية واشنطن واستعدادها الحقيقي للانخراط في الدبلوماسية.
من جانبها قالت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس الأمريكي يعتقد أن المفاوضات مع إيران "تسير في الاتجاه الصحيح".
تهديدات إسرائيلية وتحذيرات إيرانية ..
في السياق نفسه، أكد مصدران إسرائيليان مطلعان، بأن إسرائيل تستعد لشن هجوم سريع على المنشآت النووية الإيرانية إذا انهارت المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وأن النافذة الزمنية المتاحة لتنفيذ ضربة ناجحة ضد منشآت إيران النووية توشك على الإغلاق، مما يستدعي التحرك بسرعة في حال فشل المحادثات. وفق موقع "أكسيوس".
وذكر المصدران أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل مناورات واستعدادات لتنفيذ ضربة محتملة ضد إيران، وأن الجيش الأمريكي مطلع تمامًا على هذه التحضيرات. وأشار أحدهما إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا بالغ الحساسية مع مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين والاستخباريين لبحث مسار المفاوضات النووية.
في المقابل، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن إيران ستحمّل الولايات المتحدة مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية. وكتب عراقجي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نشرت الخميس، أن "في حال تعرض المنشآت النووية لجمهورية إيران لهجوم من قبل النظام الصهيوني، فإن الحكومة الأمريكية ستتحمل المسؤولية القانونية" لذلك.
Trending Plus