بعثة الحج المصرية تحيط حجاجها فى المدينة المنورة برعاية كاملة.. استمرار التفويج لمكة لمكرمة وسط تسهيلات كبيرة.. والحالة الصحية للجميع جيدة.. وفرق دعم لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة

تواصل المدينة المنورة استقبال الحجاج المصريين القادمين من أرض الكنانة، وسط أجواء إيمانية يسودها الهدوء والتنظيم والدعاء، في وقت بدأت فيه بعثة الحج المصرية في تفويج أعداد من الحجاج الذين أنهوا إقامتهم بالمدينة إلى مكة المكرمة استعدادًا للشروع في مناسك الحج.

وفي حين لا تزال المدينة تستقبل أفواجًا جديدة من الحجاج المصريين، فإن آلافًا آخرين أكملوا برنامجهم الروحي في ثاني الحرمين، حيث أدوا الصلوات في المسجد النبوي، وزاروا الروضة الشريفة، ذلك البقعة التي تُعد من رياض الجنة، وعبّروا عن امتنانهم للبعثة المصرية التي نظمت دخولهم بكل سهولة، ووفّرت لهم سبل الراحة أثناء الزيارة.

وعبّر عدد من الحجاج عن سعادتهم الغامرة بزيارة الروضة الشريفة، مؤكدين أن هذا الشعور لا يُقارن، وأن دخولهم إليها بسلاسة يعود إلى حسن تنظيم بعثة الحج المصرية وتعاون الجهات السعودية.

كما زار الحجاج مقبرة البقيع، حيث ترقد أرواح الصحابة الكرام، إضافة إلى زيارات ميدانية لمسجد قباء، أول مسجد بُني في الإسلام، وجبل أحد الذي ارتبط اسمه بالشهادة والبطولة.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أحمد رزق، رئيس البعثة الطبية، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين مطمئنة تمامًا، مشيرًا إلى أن العيادات التابعة للبعثة تعمل على مدار 24 ساعة دون توقف، لاستقبال أي حالات مرضية، سواء للكشف أو صرف الأدوية أو تقديم الإسعافات اللازمة.

وشدد رزق على أهمية الالتزام بالإرشادات الطبية التي تُوجّه للحجاج بشكل يومي، وعلى رأسها تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، والإكثار من شرب المياه والسوائل، تجنبًا للإجهاد الحراري الذي يهدد الحجاج خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في المدينة ومكة.

وتأتي هذه الجهود ضمن منظومة عمل متكاملة بدأت منذ لحظة وصول الحجاج المصريين إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة، حيث حرصت بعثة الحج المصرية على توفير فرق استقبال مدرّبة أنهت الإجراءات بسرعة ويسر، قبل أن يتم نقل الحجاج في حافلات مكيفة إلى فنادقهم القريبة من المسجد النبوي.

وقد شهدت مقار الإقامة تنظيم حفلات استقبال رمزية، تخللتها توزيع الهدايا وكتيبات التوعية، فضلًا عن التسكين الإلكتروني الذي أتاح دخول الحجاج إلى غرفهم دون عناء أو تزاحم، في نظام محكم يراعي أولوية الحالات الإنسانية وكبار السن والمرضى.

وشملت الجهود الميدانية للبعثة تخصيص فرق دعم لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن الشرطة النسائية التي وفّرت مظلة دعم إضافية للسيدات، لا سيما أثناء التنقلات والزيارات. ورافقت الحجاج فرق دينية من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، قدمت شرحًا مبسطًا للمناسك، وأجابت عن استفسارات الحجاج في مواقع الزيارة.

وتستمر غرفة العمليات المركزية التابعة للبعثة في متابعة الوضع الصحي والإداري للحجاج على مدار الساعة، وذلك بالتنسيق مع الفرق الميدانية والعيادات الطبية التي تنتشر في محيط مقار الإقامة، إضافة إلى توفير وجبات جافة مناسبة للحجاج، مع حملات توعية دورية تتعلق بالصحة العامة والنظافة الشخصية ومواجهة الحرارة المرتفعة.

وفي ظل هذا التنظيم المتكامل، يتحرك الحجاج المصريون بحرية وأمان بين معالم المدينة، مطمئنين إلى مستوى الرعاية المقدمة، ومستبشرين بانتقالهم الوشيك إلى مكة المكرمة، حيث تنتظرهم أجواء الحج والمشاعر المباركة.