شجرة العائلة

أشخاص كثيرة تبحث عن شجرة عائلتها سعيًا وراء المجد العائلي، والتاريخ العريق الذي يتباهون بانتمائهم إليه، حتى يكونوا محط احترام وتقدير الآخرين، وينالوا شهادة الفخر بالحسب والنسب، لدرجة أنهم يتخذون من هذا الأمر وسيلة للثقة بالنفس والإحساس بالذات، ويظلوا يُرددون مدى عراقة أصولهم، وعميق جذورهم، ولذا يدفعون الكثير لتتبع تلك الشجرة، التي يُؤمنون أنها سر أمانهم ومكمن احترام الناس لهم.

ولكن يظل السؤال باقيًا، هل مَنْ لا يستطيع الوصول إلى شجرة عائلته، أو اكتشف أن جذوره ليست عريقة سيقف لديه الأمر ويفقد إحساسه بنفسه كإنسان له أصل وجذور؟ الحقيقة أنني هنا لن أجيب بأن الأصل والفصل ليس مُرتبطًا بالعراقة بقدر ارتباطه بالأخلاق والسمعة الطيبة، ولكنني سأقول اجعل من نفسك شجرة عائلة، واسم له وزنه وقدره وقيمته في الحياة، فمهما كانت قوة الماضي، فلن يكون له ذات تأثير الحاضر، فالناس قد يُبهرها إلى حد ما ان شخص ما ينتمي إلى هذه العائلة أو تلك ولكن هذا الأمر مهما طال أمره أو قصر فهو مقنن إلى حد بعيد، لأن هناك حسابات أخرى تُخاطب بني البشر، وهي مدى أهمية هذا الشخص وقوته المجتمعية، وتأثيره الفعلى، لذا فالأحرى بأي إنسان أن يُقرر أن يجعل من نفسه ومن اسمه عائلة يسعى الجميع إلى الانتماء إليها، وهذا لن يتأتى إلا بالسعي والاجتهاد وبذل الجهد الحقيقي.

ولو عُدنا للخلف سنجد أن أغلب مَنْ خلدهم التاريخ لم ينتموا إلى عائلات كبيرة، ولم تكن جذورهم تمتد إلى الأعماق، ولكنهم صنعوا أسماء أصبح لها تاريخ عريق، يتمنى أي شخص أن ينتمي إليه.

فإذا كنت تبحث عن تاريخ عائلتك، وعلى اتم الاستعداد لدفع أي مبلغ مالي للوصول إلى جذورك حتى تفخر بها بين الناس، فالأيسر لك أن تصنع مجدًا، وستجد الناس يبحثون عنك، ويروون الأساطير التى تخلد إسمك، وتمتدح شخصيتك، وينسبون أنفسهم إليك، وبالتدريج ستجد نفسك أصبحت شجرة عائلة أنت قمتها والجميع يتمنى أن يكون أفرع فيها.