من المسئول عن ضعف توثيق تجارب الرائدات المصريات؟ كفاح نسائى ينتظر الإنصاف

3.27% نسبة تمثيل النساء فى مشروع «حكاية شارع» بواقع 10 سيدات مقابل 295 رجلا
من منطلق الاعتزاز بالشخصيات الرائدة والاستثنائية، قررت وزارة الثقافة تكريم المبدعين والمبدعات من مختلف المجالات، وذلك تخليدا لأسمائهم وتقديرا لدورهم الفعال فى بناء الوطن، فتكريم هذه الأسماء اللامعة يعكس تقدير المجتمع لجهودهم، ويسهم فى إلهام الأجيال القادمة من أجل السير على نفس الخطى.
ويعد «مشروع حكاية شارع» من أهم مشاريع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، الذى بدء خلال 2017 ولا يزال يستكمله، فهو من ضمن المشاريع التى تحافظ على الهوية الثقافية وتعزز الوعى بالرموز التاريخية، ويسلط المشروع الأضواء على حياة مشاهير من علماء وساسة وزعماء، وضعت أسماؤهم على الكثير من الشوارع تخليدا وعرفانا بدورهم فى نهضة مصر كل فى مجال.
ويعمل التنسيق الحضارى على وضع اللوحات التى تحمل أسماء المبدعين على الشوارع الذى تم تسميتها بأسمائهم، من أجل توضيح سبب اختيار اسم الشخصية التى أطلق اسمها على هذا الشارع، ودور هذه الشخصية فى التاريخ المصرى فى مجالها، وتتضمن اللوحة تطبيق Q R يمكن من خلاله الاطلاع على مزيد من المعلومات عن الشخصية.
لكن بعد الاطلاع على الشخصيات المدرجة فى المشروع، وجدنا أن تمثيل النساء يكاد يكون معدوما، فى كل من القاهرة التاريخية والزمالك وجاردن سيتى ومصر الجديدة والقاهرة التاريخية والإسكندرية ومدينة نصر وبورسعيد، رغم أن مصر تزخر بالعديد من الشخصيات النسائية المؤثرة فى مجالات الفن، والعلوم، والسياسة، والثقافة، والتاريخ.
يحدث هذا رغم ما لمصر من تاريخ حافل بنماذج نسائية عظيمة، لا يمكن للزمن أن يمحو أثرهن.
ومن أهم وأبرز الرائدات المصريات سمير موسى أول عالمة ذرة، ونبوية موسى رائدة تعليم البنات، وحكمت أبوزيد أول وزيرة مصرية، وهيلانة سيداروس أول طبيبة مصرية وراوية عطية أول برلمانية مصرية، ومفيدة عبد الرحمن أول محامية وغيرهن.
ومن هنا قمنا بإنشاء جدول بالأرقام عن نسبة وجود النساء مقارنة بالرجال فى المشروع حتى الآن ومن خلال النظر إلى الجدول، تبين أن إجمالى لوحات مشروع حكاية شارع 305 ووصل عدد الرجال المدرجة أسماؤهم إلى 295 رجلا، والنساء وصلن إلى 10 سيدات فقط وتقدر النسبة المئوية للنساء3.27%.
ومن خلال الجدول، تبين أيضا أن قائمة الشخصيات النسائية تضم اسمين لشاعرتين بارزتين فى تاريخ مصر، هما عائشة التيمورية ومنيرة توفيق، كنا نأمل أن تشمل القائمة المزيد من الرائدات المصريات فى مختلف المجالات، مثل الطب والهندسة والمناصب الحكومية وغيرها
من جانبنا، تواصلنا مع مسؤول مشروع حكاية شارع للوقوف على السبب الرئيسى عن انخفاض هذه النسبة ، حيث أكد المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، أن الجهاز لا يتحمل مسئولية اختيار أسماء الشخصيات أو المبدعين لإطلاقها على شوارع المحافظات، بل يقتصر دوره على تقديم المعلومات التاريخية الخاصة بهذه الشخصيات، وذلك من خلال مشروع «حكاية شارع».
وأوضح أبوسعدة، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن هناك لجنة متخصصة داخل الجهاز تتولى العمل على مشروع «حكاية شارع»، حيث تعتمد على أدوات مثل «جوجل إيرث» لرصد أسماء الشخصيات المرتبطة بكل شارع.
وأضاف أبوسعدة أن الجهاز بعد الانتهاء من مرحلة البحث والتوثيق، يتواصل مع وزارة التنمية المحلية للتنسيق بشأن وضع اللافتة التى تحمل اسم ومعلومات الشخصية فى المكان المناسب بالشارع.
وأشار إلى أن مشروع «عاش هنا» سلط الضوء على العديد من الشخصيات النسائية البارزة، مؤكدا أن الدولة تولى اهتماما متزايدا بمكانة المرأة، وهو ما يظهر ليس فقط فى إطلاق أسماء السيدات على الشوارع، بل أيضا فى إطلاق أسمائهن على محاور وكبارى حيوية فى مختلف المحافظات.
لكن الجدول التوثيقى لمشروع «حكاية شارع»، يرد على ما قاله رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، حيث يوضح الجدول أن المشروع لم يوثق أى أسماء نسائية فى محافظة الجيزة حتى الآن، بنسبة تمثيل «صفر%»، ما أثار تساؤلات عدة حول أسباب هذا الغياب الملحوظ، خاصة وأن الجيزة أنجبت الكثير من الرائدات، راوية عطية أول نائبة بمجلس الأمة سنة 1957 وأول ضابطة فى الجيش المصرى. كما أن الجيزة وبعيدا عن مشروع وزارة الثقافة سبق ووضعت أسماء رائدات على شوارعها، رغم أنها قليلة أيضا ولا تتساوى أو حتى تتقارب مع أسماء الرجال على الشوارع.
من هنا تواصل «اليوم السابع» مع جهة أخرى معنية بوضع أسماء للشوارع وهى المحافظة وقال دكتور مهندس عبدالله عبدالعظيم ، نائب رئيس مجلس مدينه الجيزة، أن عملية إطلاق الأسماء على الشوارع تتم وفقا لإجراءات إدارية دقيقة تعرف بـ«إدارة التسميات» بالجيزة، حيث يقدم ورثة الشخصية المقترحة «سواء كانت مبدعة أو مبدعا» طلبا رسميا إلى المحافظ، بعد ذلك يعرض المقترح على المجالس المختصة، كما يراجع من قبل جهات الأمن، للتأكد من عدم وجود أى خلفيات جنائية أو ملاحظات أمنية، ثم بعد ذلك يعرض على الجمعية المختصة للموافقة الرسمية، بعدها يتم إخطار الحي، ويعلن الاسم رسميا.
وأشار عبدالعظيم، إلى أن أحد أبرز أسباب ضعف تمثيل النساء هو قلة المقترحات المقدمة لتكريم شخصيات نسائية، رغم ترحيب المحافظة الدائم بأى مبادرات مجتمعية تساهم فى تحقيق التوازن فى التسمية وتعكس تنوع المجتمع المصرى.
وفى الوقت نفسه، قال عبدالعظيم ، إنه إذا كان مشروع «حكاية شارع» لم يضع اسم سيدة رائدة على أى شارع فى الجيزة، فإن شوارع الجيزة بها عدد من الشوارع التى تحمل أسماء نسائية، بعيدا عن مشروع وزارة الثقافة، مثل شارع نوال فى الدقى، وشارع زينب محمد حسن، وهدى شعراوى، زبيدة ثروت فى منطقة الهرم.
وأكد عبدالعظيم، أن المحافظة منفتحة على استقبال مقترحات جديدة تخلد رموزا نسائية تركت أثرا حقيقيا فى الحياة العامة المصرية.
حكاية شارع
الورقي

Trending Plus