أزياء أهل سيناء.. تراث تتوارثه الأجيال وتحافظ على تفاصيله ليناسب كل عصر.. الجلباب زي الرجال يكتمل بارتداء الغترة والعقال والشماغ.. الأثواب المطرزة تتزين بها النساء.. والعباءة السوداء فرضت وجودها.. صور

الأزياء التقليدية لأهل سيناء أكثر من مجرد ملابس، فهي تعبر عن تاريخ طويل من الأصالة والانتماء، وبينما تتأثر هذه الأزياء بمتغيرات العصر، إلا أنها تستمر في الصمود بفضل جهود الأفراد والمجتمع للحفاظ على هذا الإرث، وتمثل أزياء أهل سيناء رمزًا حيًا لثقافة عريقة وهوية متجذرة، تروي قصصًا عن الماضي وتؤكد على أهمية التراث في مواجهة التغيرات.
ويحافظ أهل شمال وجنوب سيناء على أزيائهم التقليدية التي تعكس هويتهم الثقافية وتراثهم العريق، ويفتخرون بارتدائها في حياتهم اليومية وفي المناسبات الرسمية، وتعبر هذه الأزياء عن بيئة الصحراء التي يعيشون فيها ومراحل انتقال مناطقهم من صحراء إلى مناطق زراعية ومناطق عمران، وتتميز بتنوعها الذي يظهر جليًا في التفاصيل بين القبائل المختلفة، مما يضفي عليها خصوصية متفردة.
ويعد الجلباب أو "الثوب" المكون الأساسي لملابس الرجال في سيناء، حيث يتميز بألوانه وتصميماته التي تناسب طبيعة الحياة البدوية من حيث الحركة والسير لمسافات والجلوس على الأرض وافتراش التراب. ويُفضل الرجال ارتداء الجلابيب البيضاء المصنوعة من القطن خلال الصيف لمقاومة حرارة الجو، بينما تتنوع الألوان الداكنة في الشتاء لتوفير الدفء، وبتصميمات متنوعة حول الرقبة والأكمام، تضيف لمسة من الجمال تجعل كل قطعة مميزة، كما أن غطاء الرأس جزء أساسي من زي الرجال، ويعكس الهوية الثقافية.
في شمال سيناء يشيع استخدام الغترة البيضاء المثبتة بالعقال الأسود، خاصة في المناطق الساحلية، أما في وسط وجنوب سيناء، فإن الشماغ المزخرف بالألوان التقليدية كالأحمر والأبيض أو الأسود والأبيض يهيمن على المشهد، حيث يلف الشباب الشماغ حول رؤوسهم بشكل غير رسمي، بينما يُفضل كبار السن ارتداء العقال في المناسبات الرسمية.
ويرتدي الرجال السراويل الفضفاضة التي توفر لهم الراحة أثناء التنقل في الصحراء، مع الأحذية الخفيفة أو "الشبشب" الذي يُصنع إما يدويًا أو من إنتاج المصانع التي تتنوع منتجاتها المحلية والمستوردة، وكلٌ يختار ما يناسبه بأسلوب يعكس طبيعة كل شخص واستخدامه للحذاء، فهناك من يسير به لمسافات بعيدة، وآخرون يحتاجون حذاءً لأعمال الزراعة والعمل، والبعض للمناسبات الرسمية.
بالإضافة إلى الجلباب، يرتدي الرجال في سيناء العباءة كجزء من زيهم التقليدي، خصوصًا في المناسبات الخاصة ، وتتميز العباءة بتصميماتها الفضفاضة والبسيطة، وتُصنع عادة من الأقمشة القطنية أو الصوفية الخفيفة، و يتنوع لون العباءة بين الأسود والبني والألوان الأخرى المحايدة التي تعكس طابعا بسيطا. أما في المناسبات الرسمية أو الاحتفالات الكبرى، فيتم تزيين العباءة بتطريزات دقيقة أو تطعيمها بخيوط معدنية، مما يمنحها مظهرًا أنيقًا يبرز مكانة الشخص. عادة ما يرتدي الرجال العباءة مع الغترة والعقال أو الشماغ حسب المكان والمناسبة، مما يضيف لمسة من الفخامة والاحترام للتقاليد.
في فصل الشتاء، تبرز الفروه الشتوية كجزء أساسي من زي الرجال في سيناء، حيث تُعد من الملابس التقليدية التي توفر الدفء وتحميهم من برودة الطقس، و تُصنع الفروه من فراء الحيوانات مثل الأغنام والماعز أو الصوف الصناعي، وتتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالحرارة. في بعض الأحيان، يُزين الفرو بتطريزات بسيطة أو حواف مصنوعة من جلد الحيوانات، مما يضيف لمسة من الجمال والتميّز.
ويرتدي الرجال الفروه في الأوقات الباردة أو أثناء التنقل في المناطق الجبلية التي تزداد فيها درجات الحرارة انخفاضًا، ويعتبرها البعض من رموز الفخر والانتماء للتراث البدوي. كما تُستخدم الفروه الشتوية في المناسبات الخاصة كجزء من الزي التقليدي، حيث تضفي عليها طابعًا خاصًا من الأناقة والاحترام للمناسبات الاجتماعية.
ولطالما ارتدت النساء السيناويات أثوابًا طويلة مطرزة يدويًا، بألوان وزخارف تعكس انتماءهن القبلي. تختلف تصاميم هذه الأثواب بين قبيلة وأخرى، حيث تحمل كل قطعة رموزًا تعبر عن طبيعة البيئة والمناسبات الخاصة، ورغم أن هذه الأزياء لم تعد شائعة في الحياة اليومية، إلا أنها لا تزال تُرتدى في الأعراس والمهرجانات كنوع من إحياء التراث.
وكانت البراقع والقنعة جزءًا لا غنى عنه من أزياء السيدات في سيناء. البراقع، المصنوعة من قماش مزين بعملات معدنية أو ذهبية، كانت تُعبر عن الوضع الاجتماعي للمرأة. أما القنعة، فهي غطاء رأس أبيض للنساء المتزوجات وأسود للفتيات. ورغم تراجع استخدام هذه القطع، إلا أنها لا تزال حاضرة في المناسبات التراثية.
في العقود الأخيرة، أصبحت العباءة السوداء الفضفاضة الزي السائد بين النساء، بفضل بساطتها وملاءمتها للتقاليد، وتحرص بعض النساء على إضافة تطريزات مستوحاة من الأثواب التقليدية، مما يعكس ارتباطهن بتراثهن.
وللحفاظ على الأزياء التراثية، انتشرت في أسواق سيناء محلات ومنافذ توفر الملابس التقليدية، بعضها يُحاك يدويًا على أيدي حرفيين محليين، والبعض الآخر يُستورد من الخارج، خاصة من دول الخليج والأردن. كما بدأ الحرفيون في تطوير مشغولات تطريزية تُستخدم كمنتجات يدوية مثل الحقائب والأوشحة، ما ساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
وتحظى الأزياء التقليدية بأهمية خاصة في المناسبات الرسمية، يرتدي الرجال الجلابيب البيضاء مع الغترة والعقال، بينما تعود النساء إلى الأثواب المطرزة والبراقع، كوسيلة للتعبير عن الفخر بالهوية الثقافية، كما تُعرض هذه الأزياء في المهرجانات التراثية التي تُنظم في سيناء، مما يعكس تنوع الثقافات والقبائل.
اعتزاز بالزى السيناوى
الاجيال تتمسك بهويتها
التمسك بالموروث
زى أهل سيناء
الجلوس والاستراحة على الارض
الهجانة
شباب سيناء بزيهم التقليدى
شباب من سيناء
طفلة بالزى البدوى
غطاء الراس فن فوق الراس
Trending Plus