مسعود شومان: يجب إعداد أطلس للأزياء يراعي المناطق الثقافية

ترتبط الأزياء بالهوية المصرية، فكلما حافظ المجتمع على أزيائه القديمة كلما عبر بشكل أساسي وواضح عن هويته الثقافية القديمة وتأثره وارتباطه به، وهناك عدد كبير من المثقفين والمختصين في التراث الشعبي القديم الذين قدموا اهتماما بالغا حول أهمية الأزياء المصرية القديمة وارتباطها بالهوية المصرية، حيث تواصلنا مع الدكتور مسعود شومان، الذي تحدث عن أهمية الأزياء وكيفية الحفاظ على الهوية المصرية القديمة والحفاظ على الأزياء من خلال عدد من الطرق المختلفة.
قال الشاعر والمتخصص في التراث الشعبي الدكتور مسعود شومان، إن الهوية المصرية تتسم أولًا بالتنوع في إطار الوحدة، حيث إن مصر من أغنى الدول في العالم التي تتسم ثقافتها بالتنوع سواء على مستوى الأطعمة أو العادات والتقاليد أو الممارسات أو المعتقدات وكذلك على مستوى الأزياء، والأزياء تتمع بخاصية يطلق عليها علميا خاصية "إيكولوجية" وهي التي لها علاقة بالبيئة كطبيعة مناخية، بمعنى أن الزي الخاص بهم يصلح للمناخات المختلفة، إذا كانت منطقة ثقافية صحراوية أو جبلية ستجد بها تناثلات، فعند معظم البدو في مصر تجد أن هناك لا يزالون يحتفظون بالزي البدوي المعروف، وهو ما وجدته خلال زيارتي الأخيرة بشمال سيناء، والتي تطلبت مجموعة من اللقاءات مع بدو أهل سيناء الذين وجدتهم يحتفظون بهويتهم وملابسهم التقليدية.
وتابع مسعود شومان في تصريح خاص لـ "اليوم السابع"، وكنت مؤخرا في رحلة إلى منطقة حلايب وهناك وجدت معظم أهالي المنطقة أيضًا لا يزالون يرتدون الأزياء الخاصة بهم والمكون من الجلباب والسديري، وبذلك لا تزال هناك بعض الأماكن تحتفظ بزيها، لكن عددا كبيرا من الأماكن تخلى عن زيه، وهو ما يندرج تحت مسمى أو بهدف "العولمة"، والتي تعد أحد الأسباب الكبيرة التي يجب أن نواجهها، خاصة لأنهم يصلوان إلى ما يسمى بخلق نسخ تكرارية من البشر، وكأن البشر جميعًا مخلوقون من جهاز أو مكنة واحدة فأصبحوا نسخ تكرارية في الطعام والزي فيسهل من هنا السيطرة وفرض الثقافة الأنجلوسكسونية على المجتمعات، خاصة المجتمعات التي تتمع بخصوصية خاصة.
وأضاف شومان، ولمواجهة ذلك هناك عدد من الخطوات التي يجب اتباعها أولها وأهمها أنه يجب على المصري أن يحترم زيه، خاصة أن هناك ما يسمى بالـ "تنمر" فتجد أهل القاهرة مثلا يتنمرون على أهل الصعيد ويطلقون مصطلحات مختلفة مثل "رجل جلابية"، وذلك التندر يجعل المواطن يتخلى عن طريقة ملبسه التقليدية وأن الملابس أصبحت متعلقة بما يسمى بالمكانة أو المستويات الاجتماعية، فيعتقدون أن من يرتدى بذلة في مكانة اجتماعية أعلى من غيره الذي يرتدي جلباب أو ملابس تقليدية، رغم أن تكلفة الملابس التقليدية كالجلباب أعلى من تكلفة الملابس الجاهزة والمستوردة لأنها تعتمد على الصناعة اليدوية.
وتابع الشاعر مسعود شومان مهم جدًا أن نبدأ في إعداد أطلس للأزياء والذي يراعي المناطق الثقافية، فيشعر أبناء المناطق الشعبية الذين يمتلكون خصوصية أن أزياءهم مقدرة وأن ذلك الزي له خصوصيته، وغالبا معظم الأشخاص الذين يتمتعون بثقافة خاصة وبعيدة محافظون على زيهم باعتباره ما يمنحهم القيمة الثقافية، حيث يعده ليس مجرد زي خارجي إنما يتعلق بالعادات والمعتقدات فعندما يجتمع مع أشخاص آخرين في أماكن ثقافية أو مناسبات اجتماعية يشعر المواطن حينها أن ذلك الزي يعبر عن قيمته العالية.
وأنهى شومان حديثه بأنه يجب علينا أن نؤكد على هذا المعنى من خلال الطرق المختلفة سواء الإعلام أو المحاضرات والندوات الثقافية، وذلك من خلال أطلس الأزياء المصرية بداية من ألبسة الأقدام مرورًا بألبسة الجسد وكذلك ألبسة الرأس، لأن الزي يعد مهما جدًا وله علاقة قوية بالهوية المصرية.

Trending Plus