موسم حج مصري بسلاسة إلكترونية ورعاية إنسانية.. رئيس بعثة الحج المصرية: تسهيلات لضيوف الرحمن فى الأراضى المقدسة.. البعثة الطبية: نتابع حجاجنا بشكل لحظي.. واستمرار عمليات التفويج.. صور

في مشهد تتكرر ملامحه كل عام، لكن لا تفقد قدسيته أو خصوصيته، تواصلت وفود الحجاج المصريين إلى الأراضي المقدسة استعدادًا لبدء مناسك الحج، حيث امتلأت الأجواء بالروحانية، وارتفعت الدعوات على أجنحة الطائرات القادمة إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة، حاملة آمالًا وأمنيات لا تُحصى.
منذ اللحظة الأولى لوصول الحجاج إلى مطار المدينة، كانت بعثة الحج المصرية حاضرة، ليس فقط بالإجراءات الرسمية، بل بمشاهد إنسانية تمس القلب؛ من استقبال دافئ واحتفالات ترحيبية في الفنادق، إلى تقديم الهدايا وتوفير وسائل النقل الحديثة لنقل الحجاج في راحة كاملة، عبر حافلات مكيفة حرصت البعثة على توفيرها في ظل الأجواء الحارة.
سارت الإجراءات بسلاسة تامة، حيث تم تسكين الحجاج إلكترونيًا في أماكن إقامة قريبة من الحرم المكي، بطريقة يسّرت عليهم الوصول والعودة، فيما انتشرت الفرق الميدانية لمساعدة الحالات الإنسانية، ولم تغفل البعثة الجانب الإنساني والاجتماعي، إذ استعانت بعناصر من الشرطة النسائية لتقديم الدعم والمساعدة للسيدات، خاصة كبار السن وذوات الاحتياجات الخاصة.
.jpg)
حجاج بيت الله
وفي المدينة المنورة، نُظمت زيارات منظمة للروضة الشريفة والمزارات الإسلامية، حيث رافق الحجاج علماء من وزارة الأوقاف ، قدموا الشرح المفصل للمناسك وأجابوا عن تساؤلات الحجيج،
ولم تغب الجوانب الصحية عن الصورة، إذ وفرت البعثة المصرية عيادات طبية متكاملة في أماكن الإقامة، إلى جانب فرق طبية متنقلة وغرفة عمليات مركزية لمتابعة الحالات لحظة بلحظة في المدينة المنورة، بينما تم توزيع وجبات جافة مع الإرشاد بضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتكرار شرب المياه والسوائل للوقاية من الإجهاد الحراري.
ومع انتقال الحجاج إلى مكة، تواصلت الجهود الميدانية بنفس الإيقاع المنظم، حيث أُسكن الحجاج في فنادق تقع على مقربة من الحرم المكي، ضمن خطة مدروسة لتيسير حركتهم وتقليل مشقة التنقل.
.jpg)
حجاج بيت الله
اللواء أشرف عبد المعطي، مساعد وزير الداخلية والرئيس التنفيذي لبعثة الحج، أكد أن الأمور تسير بشكل طبيعي ومنتظم، مشيرًا إلى حجم التسهيلات المقدمة للحجاج المصريين، من حيث اختيار أماكن الإقامة وتوفير الدعم اللوجستي، فضلًا عن الاهتمام بكافة التفاصيل الدقيقة التي تُشعر الحاج أنه في وطنه الثاني.
ومن الجانب الطبي، أوضح الدكتور أحمد رزق، رئيس البعثة الطبية المصرية، أن الجهود المبذولة على الأرض انعكست في استقرار الحالة الصحية العامة لحجاج مصر، مؤكدًا أن "كل الأمور تسير على ما يرام، وحجاجنا بخير وبصحة جيدة".
وأشار إلى أنه تم عقد عدة ندوات طبية تم تنظيمها حتى الآن لتثقيف الحجاج صحيًا، شارك فيها أكثر من خمسة آلاف حاج، تلقوا خلالها إرشادات حول الوقاية من الأمراض الشائعة، وطرق التعامل مع الحالات الطارئة البسيطة قبل تفاقمها.
ولم تقتصر الجهود على التوعية فقط، فقد تم الكشف الطبي على عشرات الحجاج داخل العيادات الطبية التابعة للبعثة، التي تعمل على مدار الساعة، في دلالة واضحة على حجم المتابعة الدقيقة التي تبذلها الفرق الطبية المنتشرة بين الفنادق ومقار البعثة.
أما الحالات التي تطلبت دخول المستشفى، فقد تلقت العلاج اللازم وخرجت في حالة مستقرة، حيث تماثل ستة حجاج للشفاء دون تسجيل أي حالات وفاة حتى الآن، ما يعكس حجم الجهد المبذول ويعزز الثقة في المنظومة الصحية المصاحبة للبعثة.
.jpg)
حجاج بيت الله
وفي الوقت الذي تشهد فيه مكة المكرمة زخمًا بشريًا وروحيًا لا مثيل له، بدا لافتًا أن التنظيم المصري يحظى بإشادة واسعة، ليس فقط بين الحجاج أنفسهم، بل حتى من مسؤولي البعثات الأخرى، الذين لاحظوا دقة التنظيم واهتمام الدولة المصرية براحة وسلامة حجاجها.
من خلال غرفة عمليات مركزية تربط مختلف الأجهزة التنفيذية والطبية والدينية، تعمل بعثة الحج المصرية في تناغم شديد، حيث تُرفع التقارير دوريًا، وتُحل المشكلات قبل أن تظهر، ويُوجَّه الحاج خطوة بخطوة، ليعيش التجربة بكامل روحانيتها دون قلق أو توتر.
ومع اقتراب يوم التروية، تزداد وتيرة الجهود على الأرض، لكن يزداد معها أيضًا الإحساس بالاطمئنان. في كل تفصيلة من تفاصيل الرحلة، يظهر أن مصر لم ترسل حجاجًا فقط، بل بعثت رسالة تنظيم وحب واهتمام، تليق بشعب يعرف قيمة المكان، وقدسية الزمان، ويضع أبناءه في قلب أولوياته، حتى وهم في أطهر بقاع الأرض.
Trending Plus