50 شهيداً في غزة.. تصعيد إسرائيلي واسع وتدمير متواصل لمنازل القطاع.. الجوع يقتل 29 طفلًا ومسن خلال يومين.. المستوطنون يحرقون محاصيل القمح ويستعدون لمسيرة الأعلام برقصة "الموت للعرب"

واصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، مخلفًا 50 شهيدًا وأكثر من 210 مصابًا فى قصف عنيف ضد السكان العزل، بيوم واحد، في تصعيد عسكري دمر مناطق واسعة، لا سيما شرق خان يونس وجنوبها، وامتد ليشمل تدميرًا ممنهجًا وعمليات نسف للمنازل في شمال القطاع وشرقه.
وشهدت محافظات رفح وخان يونس، جنوب القطاع، تصعيدًا لافتًا في العمليات البرية والجوية، حيث تمركزت آليات الاحتلال في محيط بلدة عبسان الجديدة والقرارة، فيما تواصلت الغارات على شرق مدينة غزة وشمال القطاع.
وطالت الغارات الجوية الإسرائيلية منازل مدنيين ومراكز إيواء، لا سيما في محيط مستشفى غزة الأوروبي شرق خان يونس، وبلدة الفخاري المجاورة، حيث استشهد الداعية حمادة العامودي وزوجته، في قصف استهدف منزل عائلتهما في حي البراق الجنوبي.
كما استشهد آخرين متأثرين بجراح أصيبوا بها في غارات متفرقة على خان يونس، وفي غارة أخرى بطائرة مسيرة، استشهد وأصيب آخرون في منطقة بني سهيلا شرق المحافظة.
وتمكن المواطنون من انتشال جثمان الشهيد المسن سليمان حسين العمور، الذي كان قد ارتقى في قصف سابق على الفخاري.
وفي نفس المنطقة، استشهد نبيل سامي أبو دقة وعدد آخر، جراء استهداف مجموعة من المواطنين، كما فقد الطفل سند غازي أبو هجرس حياته في قصف لخيمة نازحين في بني سهيلا، وأصيب عدد من أفراد أسرته.
واستهدفت طائرة مسيرة المسن محمود سلمان بركة أثناء وقوفه أمام منزله في عبسان الجديدة، فيما استشهد رضا عبد الكريم النجار وياسين فوزي النجار بقصف استهدف دراجتهما في بني سهيلا.
وفي مجزرة أخرى، ارتقى خمسة شهداء من عائلة واحدة، هم: نائل موسى أبو شلبي وأطفاله أيمن، جنى، يوسف، وأمير هاني أبو شلبي، بعد قصف خيمة نازحين في دير البلح.
وفي بلدة الزوايدة، استشهد مدير إدارة العمليات المركزية في الدفاع المدني أشرف حسن أبو نار وزوجته، في استهداف مباشر لمنزل العائلة.
كما سقطت شهيدة وجنينها إثر قصف خيمة نازحين غرب مخيم النصيرات، بينما استشهد محمد عياش في قصف استهدف تجمعًا للمدنيين بمنطقة الكرامة شمال غرب غزة، وارتقى شهيد آخر،وأصيب عدد من المدنيين إثر قصف مركبة مدنية عند دوار أبو مازن، جنوب غرب المدينة.
وفي جباليا النزلة شمال القطاع، استشهد 7 مدنيين على الأقل، في قصف على منزل عائلة دكة، فيما استشهد 3 آخرون بينهم الصحفي حسان مجدي أبو وردة في قصف منزل عائلته قرب دوار الحلبي، ليرتفع عدد الشهداء من الصحافيين منذ بدء العدوان إلى 221 صحفيًا.
كما استهدفت طائرة مسيرة مجموعة من المواطنين في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا، مما أدى إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى، بينما قتل كل من زياد أبو ركبة، بشير حمودة، ومحمد المغربي في قصف على بيت لاهيا، وتم أيضًا انتشال 4 جثامين من منزل عائلة دردونة في جباليا البلد.
وزارة الصحة: حصيلة مأساوية تقترب من 54 ألف شهيد
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفع عدد الشهداء أمس إلى 50 شهيدًا، وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 18 مارس الماضي 3,785 شهيدًا و10,756 إصابة.
وارتفع العدد الإجمالي للشهداء منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 53,939 شهيدًا و122,797 إصابة، وسط استمرار تعذر الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الركام وفي الطرقات، بسبب القصف المستمر.
المجاعة تحصد الأرواح وآلاف الأطفال مهددون
من جانبه حذر المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، الرائد محمود بصل، من أن الموت في غزة بسبب المجاعة بات تدريجيًا، مؤكدًا استشهاد الطفل مصطفى محمد ياسين بسبب الجوع، ووفاة 29 طفلًا ومسنًا خلال يومين فقط.
وأشار بصل إلى أن آلاف الأطفال خاصة الرضع مهددون بالموت، وسط إغلاق تام للمعابر، ودخول المساعدات قليلة، حيث لا تتجاوز عدد الشاحنات اليومية 100 شاحنة، بينما يحتاج القطاع إلى أكثر من 1,000 شاحنة يوميًا.
وانتقد بصل آليات توزيع المساعدات، خاصة ما تقوم به منظمة الغذاء العالمي التي توزع الخبز الجاهز بدلًا من تسليم الطحين للأفران أو العائلات، معتبرًا هذا النمط "غير مقبول".
المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
على صعيد آخر اقتحم مئات المستوطنين، مساء أمس، ساحة البراق غرب المسجد الأقصى، ورفعوا أعلام الاحتلال في إطار استعداداتهم لمسيرة الأعلام التي تنظمها جمعيات يمينية متطرفة عصر اليوم.
ومن المقرر أن تمر المسيرة من القدس الغربية إلى باب العامود، حيث تقام "رقصة الأعلام" وسط شعارات عنصرية مثل "الموت للعرب"، واعتادت شرطة الاحتلال على إغلاق المنطقة أمام الفلسطينيين لتمكين المسيرة.
وتتواصل الدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي، في حين يتوقع عقد اجتماع لحكومة نتنياهو في بلدة سلوان، وسط مخاوف من قرارات جديدة لتعزيز تهويد المدينة.
الضفة الغربية: اعتداءات استيطانية وقمع متواصل
وواصل المستوطنون اعتداءاتهم في أنحاء الضفة الغربية، حيث أحرقوا محاصيل قمح في سهل سالم شرق نابلس، وشقوا طريقًا استيطانية في قرية المغير شمال شرقي رام الله.
وفي بلدة بروقين غرب سلفيت، احتشد المستوطنون داخل خيمة أقاموها قبل أيام، ونفذوا تجمعات صاخبة تخللتها اعتداءات على الأهالي، كما طاردوا رعاة أغنام في الأغوار الشمالية، ومنعوا عشرات العائلات من الوصول إلى المراعي.

Trending Plus