أمهات الكتب .. "الجمهورية" عن فلسفة العدل لـ أفلاطون

كتاب جمهورية أفلاطون
كتاب جمهورية أفلاطون
كتب محمد فؤاد

هناك بعض الكتب التي يمكن أن نطلق عليها أمهات الكتب، وذلك باعتبارها كتب خالدة على مر العصور، فبرغم مرور عشرات أو مئات السنين على إصدارها، إلا أنها ما زالت حديث العالم إلى يومنا هذا، ومن بين تلك الكتب "الجمهورية" أو "جمهورية أفلاطون" من تأليف الفيلسوف اليوناني أفلاطون.

"يتَّضح لنا أن قدرًا غير قليل من تعاليم "الجمهورية" قد تغلغل في حياة الإنسان منذ عصور طويلة إلى حدٍّ يَصعُب معه الوقوف إزاء هذا النص موقفَ النقد الواضح، إلا إذا كنا على استعدادٍ لنقدِ تراثٍ حضاريٍّ كامل، قد نكون نحن أنفُسنا متأثِّرين به إلى حدٍّ غير قليل".

تُعَد محاوَرة "الجمهورية" من أهم ما كُتِب في فلسفة العدل، فمن خلال حوارٍ فلسفي بمسحةٍ أدبية يرسم "أفلاطون" ملامحَ المدينة الفاضلة التي يَنعم أفرادها بالعدل، ويبدأ الإعدادَ لها منذ ولادة الأطفال لتَكون مهمةُ تربيتهم مسئوليةَ الدولة، فلا يصبح لهم انتماء أُسري أو قَبَلي، بل الانتماء للدولة فقط، ويُولي "أفلاطون" أهميةً كبيرة للعقل والحكمة في تحقيق العدل، مؤكِّدًا على ضرورة أن يكون الحاكم فيلسوفًا؛ لأنه الأجدرُ بإدارة المجتمع، وكذلك يجب أن يكون العقلُ هو القائد لتحقيق التوازن بين خِصال النفس البشرية.

يعد أفلاطون أحد أشهر وأعظم الفلاسفة الغربيين، وكان موسوعي المعرفة، عميق الفكر، له طريقة فريدة في عرض أفكاره بأسلوب بسيط ومنطقي يفتن القراء، وقد ولد أرسطوقليس بن أرستون في أثينا عام 427 ق.م، واشتهر باسم "أفلاطون" الذي يعبر عن ضخامة الجسد، تربى في عائلة أرستقراطية مثقفة اهتمت بتربيته بدنيًا وفكريًا، بدأ حياته بالتعلم من السفسطائيين ومن أحد تلامذة هرقليطس، وبعدها قابل معلمه سقراط ولازمه حتى صدور حكم الإعدام الجائر على المعلم؛ الأمر الذي جعله يرى الفساد في نظام الحكم وضرورة أن تكون الفلسفة أساسًا لهذا النظام، وهو ما دفعه للقيام برحلته الكبرى من أجل البحث عن الحكمة، فسافر إلى مصر وزار إقليدس وتعلم من كهنة عين شمس، ثم إلى قورينا والتقى بالعالم الرياضي المشهور تيودورس وتعلم الشعر والموسيقى والرياضيات والفلك، واستمرت رحلاته اثني عشر عامًا، عاد بعدها إلى أثينا مسقط رأسه إنسانًا ناضجًا تمامًا، وأسس فيها مدرسته الفلسفية، وانقطع بعدها للكتابة والتعليم.

له العديد من المؤلفات التي اتبع فيها أسلوب المحاورة لشيوعه في عصره، متمثلًا شخصية معلمه سقراط، وناقش العديد من القضايا الفلسفية، كالوجود والفضيلة والروح والمعرفة والحب، وتميزتْ فلسفته المثالية بالسعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة من أجل الوصول إلى الحقيقة كهدفٍ أسمى، ومن أهم مؤلفاته كتاب "الجمهورية" الذي يتكلم فيه عن الفلسفة السياسية في عشرة كتيبات، وكتاب "المأدبة" في فلسفة الحب.

كتاب جمهورية أفلاطون
كتاب جمهورية أفلاطون
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد القرموطي لاعب المصري يقترب من غزل المحلة في الميركاتو الصيفي

أغلبية الإسبان يتهمون إسرائيل بارتكاب إبادة فى غزة ويطالبون بعقوبات أوروبية

البنك يحتفظ بخدمات محمود الجزار بعد انضمام ياسين مرعي للأهلي

الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس


محرك طائرة يتسبب بمقتل رجل وتعليق الرحلات لمدة ساعتين فى مطار إيطالى

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

طارق مصطفى يعطل صفقة أحمد ربيع بسبب الزناري.. اعرف التفاصيل

موجة حر شديدة فى اليونان وتحذيرات من خطر اندلاع حرائق فى أجزاء من المنطقة

الخميس.. غلق باب تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ


مطالب عبد القادر المالية تؤجل انضمامه إلى سيراميكا..وموقف واضح من الأهلي

القائمة الوطنية من أجل مصر تواصل خطواتها نحو ترسيخ الديمقراطية وتعزيز المشاركة السياسية.. عقد الاجتماع التنسيقي الثاني بمقر حماة الوطن.. و5 توصيات أبرزها التوافق على أهمية التمسك بالمعايير الموضوعية

استشهاد 11 فلسطينيا برصاص وقصف الاحتلال الإسرائيلى مدينتى خان يونس ورفح

شؤون الحرمين: أكثر من 20 مليون مستفيد من خدمات المسجد الحرام خلال العام الماضى

الزمالك يستعين بكهربا ومعتز إينو والشناوى فى شكوى زيزو لاتحاد الكرة

الداخلية تضبط عملات أجنبية بقيمة 16 مليون جنيه بالسوق السوداء

النصر يراقب موقف مالكوم مع الهلال السعودى

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

مفقودون فى انهيار طينى على الحدود الصينية النيبالية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى