النخلة في الحضارات القديمة.. بين القداسة والتجارة

النخلة واحدة من العلامات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط، ورابط قوي بين الأمم والحضارات، ويقول كتاب من عجائب الخلق في عالم النباتات لـ محمد إسماعيل جاويش عن "النخلة"
النخلة في وجدان العالم القديم:
وأهمية النخيل لم تتضح فقط عند العرب المسلمين بل هي حقيقة تاريخية، فالنخلة هي شجرة عشترون المقدسة ومن ثمرها (التمر) جاء اسم الإله تامور الذي وجدت آثاره في جزر البحر الأبيض المتوسط التي وصل إليها الفينيقيون وهناك كان يصك هذا الإله على النقود في شكل نخلة، وفي بلاد الفرس قيل الشعر في النخيل، ويذكر المؤرخ سترابون أن أهل فارس تعرفوا على ثلاثمائة وستين طريقة مختلفة لاستخدام النخلة، ومن اسم النخلة تسمت مدن (تدمر) في بلاد الشام واليمن والحجاز.
وفي بلاد نجران عبد العرب النخلة، حيث كانوا يزينونها سنويا بأزياء نسائية ملونة وفي بلاد اليونان أعجبوا بالنخيل حتى أنهم سموا بلاد الشرق ببلاد النخيل وهم يعنون ببلاد فينيقيا أنها بلاد النخيل ولذلك عمموا إطلاق بلاد النخيل على بلاد الشرق على اعتبار أن بلاد الفينيقين (بالشام) كانت أهم بلاد
الشرق حينذاك. بل ظهرت في بعلبك أساطير ترتبط بالأساطير المصرية تحكي أن طائرا يسمى فينيق أو النخيل كان يعبد كان يطوف في بلاد الشرق القديم وتشمل رحلته مصر والهند ولبنان وفلسطين ومعروف أن سكان الشرق الأدنى كانوا يصنعون خمرهم المعروف بالجعة من ثمر النخيل وكان هذا الشراب مقدسا لأنه كان مرتبطا بعقائدهم وعبادتهم، إذ كانوا يعتقدون أنهم إذا شربوه وسكروا فهم يتنزهون عن ارتكاب الآثام في ظنهم و يبتعدون عن الانزلاق في عالم الخطيئة ويذكر هيرودوت أن المصريين كانوا يخرجون أحشاء الميت كلها فينظفونها ويغسلونها بنبيذ التمر.
وفي العهد الفاطمي والمملوكي كان الناس يقيمون أعيادا وأفراحا أثناء موسم جني البلح وكانوا يزينون أشجاره بملابس الزينة النسائية أثناء موسم الطرح والتلقيح.
Trending Plus