هل هرمون الكورتيزول هو المسئول عن كل مشاكلنا الصحية؟

في عصر تسيطر فيه وسائل التواصل الاجتماعي على المعرفة اليومية، تنتشر الكثير من المعلومات الصحية التي لا تستند إلى أساس علمي، من بين هذه المعلومات، يبرز الحديث المتزايد عن "الكورتيزول" كسبب مباشر في زيادة الوزن، الأرق، والتوتر، فهل حقًا يمكن إلقاء اللوم على هذا الهرمون في كل ما نعانيه؟.. هذا ما نتعرف عليه فى هذا التقرير،  بحسب موقع university of Wollongong Australia.

ما هو الكورتيزول؟

الكورتيزول هو هرمون تنتجه الغدد الكظرية، ويُعرف باسم "هرمون التوتر". وهو ضروري للبقاء على قيد الحياة، لأنه ينظم وظائف عديدة في الجسم مثل ضغط الدم، مستوى السكر في الدم، وأيض الدهون والبروتينات.

كيف يعمل؟

في حالات الخطر أو الضغط النفسي، يُطلق الجسم الكورتيزول ضمن ما يُعرف باستجابة "القتال أو الهروب"، إذ يعمل على رفع مستوى السكر في الدم ليوفر طاقة فورية للدماغ والعضلات لكن ما إن يزول الخطر، يجب أن تعود مستويات الكورتيزول إلى طبيعتها.

هل ارتفاع الكورتيزول دائمًا سلبي؟

ليس دائمًا.. الكورتيزول، كباقي الهرمونات، ضروري بكمية معتدلة. الخلل يحدث عند التعرض المستمر للتوتر، ما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في مستوياته، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الصحة، مسبّبًا مشاكل مثل اضطرابات النوم، زيادة الوزن، ضعف التركيز، وأحيانًا الاكتئاب.

هل هناك علاقة بين الكورتيزول والاكتئاب؟

تشير الدراسات إلى أن التوتر المزمن قد يؤدي إلى اضطراب في إفراز الكورتيزول، وبعض المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات عالية من هذا الهرمون، بينما آخرون – خاصة ممن لديهم تاريخ طويل من الاكتئاب – يعانون من انخفاضه. والنتيجة: أعراض متناقضة مثل الإرهاق، تغير الشهية، واضطرابات النوم.

قياس مستوى الكورتيزول يحتاج إلى اختبارات دم أو بول أو لعاب دقيقة في المختبر، ولا يُجرى بشكل روتيني.

كيف نحافظ على توازن الكورتيزول؟

اتباع نظام نوم منتظم.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
اتباع نظام غذائي متوازن.
طلب الدعم النفسي عند الحاجة، مثل العلاج السلوكي المعرفي.

الكورتيزول ليس عدوًا يجب أن نخشاه، بل هو جزء من نظامنا الحيوي. المهم هو فهم دوره الحقيقي، والتعامل مع التوتر المزمن بوعي.