وديان وجبال وأنهار.. جليد القارة القطبية الجنوبية يخفى عالم مفقود وغامض

اكتشف علماء حياة خفية تحت جليد القارة القطبية الجنوبية ، من وديان وجبال وأنهار وبحيرات ، وكشفت دراسات حديثة ،  عن وجود هرم وبحيرة تحتوى على بكتيريا غريبة بالإضافة إلى أنهار ضيقة وجدار جليدى ، وكل ذلك تحت طبقة جليد تبلغ سمكها كيلومترًا واحدًا.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة انفوباى الأرجنتينية فقد كشف الرادار عن انعكاسات مسطحة ومشرقة لمئات البحيرات تحت الجليد ، حيث تتكون هذه البحيرات من  الجليد الذى يذوب ببطء عند قاعدة الغطاء الجليدي، بمعدل جزء من السنتيمتر سنوياً، بسبب الحرارة الجوفية المتسربة من أعماق الأرض واحتكاك الجليد بالانزلاق فوق الأرض.

وقال جامين جرينباوم، عالم الجيوفيزياء الجليدية في مؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات في سان دييجو، والذي كان يرسم خرائط للمناظر الطبيعية تحت الجليدية في القارة القطبية الجنوبية لمدة 15 عامًا: "إن تأثير هذا التفريغ ، تحت الجليد ، ضروري لتفسير معدلات الذوبان التي لوحظت فى السنوات الآخيرة".

ووفقا للعالمة شيفاني إيرينفرويشت أن ذوبان الجليد الناجم عن الأنهار سيكون له تأثير كبير على نهر توتن الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية، والذي يحتوي وحده على ما يكفي من الجليد لرفع مستويات سطح البحر بمقدار 3.5 متر.

وأشارت الصحيفة إلى بعض الأمثلة لهذه الحياة الخفية ، مثل رصد الكتلة الضخمة على شكل هرم في صور الأقمار الصناعية التي التقطت فوق الجزء الجنوبي من سلسلة جبال إلسورث Ellsworth حيث عثر العلماء على عدد من القمم ذات المظهر الغريب في المنطقة، يبلغ قياس واحد منها كيلومترين في كل اتجاه من قاعدتها المربعة.

وقال أحد مستحدمى وسائل التواصل الاجتماعى تعليقا على الخبر إن "هذا الهيكل ينتمي إلى الحضارة التي كانت موجودة قبل الطوفان. منذ حوالي 10000 عام، كانت القارة القطبية الجنوبية دافئة".

بالإضافة إلى ذلك ، فقد  اكتشف باحثون إيطاليون فى المجلس الوطني للبحوث، بحيرة "إنجما" المتجمدة فى القارة القطبية الجنوبية ، والتى لديها  "حياة غامضة" من نظام بيئى ملىء بمجموعة بكتيرية غريبة تحت الماء ، تقوم بتكسير الجليد، مما يجعل القاع غير متجمد على غير المعروف.

وأشارت صحيفة اسكيير الإيطالية، إلى أنه كان يُعتقد حتى وقت قريب أن تلك البحيرة كانت متجمدة صلبة حتى القاع  وخالية من أى حياة تحت السطح، حتى  أن كشف العلماء الإيطاليون عن وجود حياة غامضة على عمق 37 قدمًا (11 مترًا) تحت السطح.

وأوضح الباحثون أنه تم العثور على أنواع بكتيريا والتى تسمى  Pseudomonadota و Actinobacteriota و Bacteroidota وكائنات وحيدة الخلية بسيطة للغاية من شعبة Patescibacteria.

وأوضحت الصحيفة أنه من الصعب تحديد أنهار آخرى تم رصدها باستخدام الرادار. ولذلك أمضى فريق داو 11 عاماً في رسم خرائط الأنهار بشكل أكثر شمولاً. قاموا بدمج خرائط المناظر الطبيعية تحت الجليدية مع قياسات دقيقة لسمك الجليد للتنبؤ بالطرق التي ستتدفق عبرها المياه تحت الجليدية أثناء استجابتها للجاذبية والضغط.

بالإضافة إلى الجدار الجليدى الذى تم اكتشافه مؤخرا فى القارة الجنوبية القطبية ، وهو عبارة عن جدار ضخم من الجليد يحيط بأنتاركتيكا، حيث يبلغ سمك الجرف الجليدي به عدة مئات من الأمتار، فيما يبلغ ارتفاع هذه الجبهة الجليدية شبه العمودية إلى البحر المفتوح أكثر من 50 مترًا فوق سطح الماء.