الأقصى نحو التقسيم الزمانى والمكانى.. وما يجب الانتباه إليه

لاشك أن إسرائيل كيان بطبيعته كيان عدواني، يمارس كل أشكال القمع والتنكيل، ويرتكب كافة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بشكل متواصل منذ بدء الصراع 1948، لكن ما يحدث الآن من قبل الجماعات التلمودية والمتطرفة وقيامها بعمليات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى، من خلال مسيرات استفزازية في البلدة القديمة من القدس وتظاهرات غير مسبوقة تطور خطير في الصراع في ظل مخططات التهجير لسكان غزة، وفى ظل السعي نحو إعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وفى ظل الدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة وتخاذل المجتمع الدولى عن القيام بمسئولياته الأخلاقية تجاه أعمال الإبادة والتوسع في الاستيطان والاستمرار في أعمال التهويد.
ورغم كل هذا، لكن أعتقد أن السبب الأول والمهم في تجرأ الاحتلال هو حالة الضعف التي يمر بها الموقف العربى، فهي من ساهمت بقوة، في وجود مثل هذه المشاهد، بل أقول أنها ستسراع من تحقيق مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، والذى يعد مشروع "قديم جديد" جرى طرحه عدة مرات وفشل الاحتلال في تحقيقه.
نعم حالة الضعف، هو من تقف وراء تزايد الممارسات الاستفزازية والانتهاكات فى حق المقدسيين، تزامنا مع سعى إسرائيل ضم الضفة الغربية وعسكرة المدينة المقدسة وانتهاك صريح للمسجد الأقصى المبارك، لفرض أمر واقع جديد أو تغيير الوضع القائم، من خلال خطة ممنهجة تحاول قوات الاحتلال ترسيخها في القدس، وتنفيذ استراتيجية تفريغ المسجد الأقصى المبارك.
لذا، فما نراه وما تنتجته أعمال الإبادة في غزة من دمار وقتل، تجعل أمام العرب والأمة الإسلامية خيار وحيد لا مفر منه، وهو وحدة الصف العربى من جهة، وترتيب البيت الفلسطيني بتحقيق المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن وإلا سنندم طويلا، لذا وجب الانتباه قبل فوات الأوان..
Trending Plus