دراسة تكشف العلاقة بين فقدان الوزن وخلايا عصبية محددة فى الدماغ

كشف فريق بحثي من جامعة جوتنبرغ في السويد عن آلية جديدة لفهم كيف يعمل بعض الأدوية المستخدمة في علاج السمنة والنوع الثاني من السكري، من خلال تأثير المباشر على خلايا عصبية محددة في الدماغ تتحكم في الشهية ووزن الجسم.
فنشرت الدراسة التي أجريت على الفئران في مجلة "Cell Metabolism" في مايو 2025، وأظهرت كيف أن هذه الأدوية لا تعمل فقط على تقليل الشهية، بل تفعل ذلك عن طريق تنشيط خلايا عصبية معينة في منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم تناول الطعام والوزن.
وقام الباحثون بتحفيز هذه الخلايا العصبية بشكل اصطناعي دون إعطاء الدواء، ولاحظوا انخفاضًا في كمية الطعام التي تتناولها الفئران وفقدانًا في الدهون المكدسة في أجسامها، وهو ما يحاكي تمامًا تأثيرات الدواء.
وبالمقابل، عند تدمير هذه الخلايا العصبية، تضاءلت فعالية الدواء على الشهية وفقدان الدهون، بينما ظلت بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان وفقدان العضلات موجودة، مما يشير إلى أن الخلايا العصبية هي المفتاح للتأثيرات الإيجابية للدواء.
هذه النتائج تفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة أكثر دقة تستهدف هذه الخلايا العصبية تحديدًا، مما قد يساهم في زيادة فعالية علاج السمنة وتقليل الآثار الجانبية غير المرغوبة.
فهذه الأدوية تنتمي إلى فئة أدوية تسمى منبهات مستقبلات GLP-1، والتي تعمل على تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع. وتستخدم هذه الأدوية على نطاق واسع في علاج السمنة ومرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، ما زال هناك تحدي في تقليل الآثار الجانبية مثل الغثيان، وهو ما قد يساعد هذا البحث في تحقيقه مستقبلاً.
تُعد السمنة واحدة من أكثر المشاكل الصحية تعقيدًا، لما ترتبط به من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، لذلك فإن فهم الآليات التي تتحكم في الشهية والوزن هو خطوة مهمة نحو علاج أفضل وأكثر أمانًا.
في النهاية، توفر هذه الدراسة رؤية جديدة حول كيفية تأثير الأدوية على الدماغ وتفتح آفاقًا لعلاجات متطورة قادرة على تحسين نوعية حياة ملايين الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
Trending Plus