عاش فى عزلة لمدة 20 عاما.. أزمات فى مسيرة ألكسندر سولجينتسين حائز نوبل

في مثل هذا اليوم لعام 1994، بعد مرور عقدين من الزمن على طرده من الاتحاد السوفيتي، عاد الكاتب الروسي والحائز على جائزة نوبل للآداب ألكسندر سولجينتسين إلى بلاده عام 1994، فى لحظة وصفتها الصحف العالمية بأنها عودة عاطفية للتاريخ والضمير إلى موطنه الأصلى، الذى طرده ذات يوم بسبب كلماته.
فى عام 1945 اعتقل سولجينتسين ووقتها كان ضابطًا في الجيش الأحمر، بتهمة انتقاد جوزيف ستالين رئيس الاتحاد السوفييتي سابقًا، في رسالة خاصة إلى أحد أصدقائه، لم تشفع له خدمته في الجيش، فحكم عليه بالسجن ثماني سنوات مع الأشغال الشاقة.
كانت هذه التجربة القاسية بداية لتحول أدبي وإنساني كبير، حيث سجل مآسي المعتقلين السوفييت في روايته الشهيرة "يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش"، التي نشرت عام 1962 خلال فترة الانفراج الثقافي القصيرة في عهد خروتشوف، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
لكن عمله الأضخم، والأكثر تأثيرًا، كان كتابه "أرخبيل جولاج"، الذي بدأ العمل عليه في أواخر الستينيات، واستغرق سنوات طويلة من البحث والكتابة، يعد هذا الكتاب تأريخًا شاملًا ومرعبًا لـمعسكرات العمل القسري السوفيتية، استند فيه إلى شهادات أكثر من مئتي معتقل، بالإضافة إلى تجاربه الشخصية، نشر الكتاب سرًا في الغرب عام 1973، مما أدى إلى حملة شعواء ضده في الداخل، وانتهت بطرده من الاتحاد السوفيتي في فبراير 1974، وسحب جنسيته.
استقر سولجينتسين في البداية في سويسرا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث عاش أكثر من عشرين عامًا في عزلة شبه اختيارية، بولاية فيرمونت، خلال هذه الفترة، واصل الكتابة، ونشر العديد من الأعمال التي حملت طابعًا فلسفيًا وأخلاقيًا، وانتقد فيها الغرب أيضًا، معتبرًا أن المادية والانحلال القيمي باتا يهددان حرية الإنسان بطرق مختلفة عن الأنظمة الشمولية.
Trending Plus