فتح عكا.. كيف ذكرت الكتب التاريخية هذا الحدث؟

تمر، اليوم، الذكرى الـ193 على فتح الجيش المصرى بقيادة "أحمد المونوكلى" لـ مدينة عكا بعد حصار دام 6 أشهر، وهى المدينة التى عجز نابليون عن اقتحامها، على عكس ما فعله الجيش المصرى من قوة وبسالة انتهت بوقوع الحصار تحت أيديهم، وفى ضوء ذلك نستعرض ما ذكرته الكتب عن الواقعة.
حسب ما جاء فى كتاب عصر محمد على من تأليف عبد الرحمن الرفاعى: مكث إبراهيم باشا فى بعلبك يرقب حركات الجيش العثمانى مخافة أن يعاود كرة الهجوم، لكنه ما لبث أن شاع أن عثمان باشا يطلب المدد من الاستانة، وهذا دليل على ضعف مركزه، ولما كان المدد لا يمكن أن يصل إلا بعد شهرين إذا أعجله الباب العالى، فقد اطمأن إبراهم باشا من هذه الناحية، وعاد إلى (عكا) وشدد الحصار عليها من البر والبحر، وساعده فى ذلك العرب والدروز والموارنة الذين أتوه طائعين.
حمل ابراهم باشا على المدينة وأخذ يرمى سورها بالمدافع القوية، ومازال الضرب مستمرا حتى تصدع السور وفتحت فيه ثغرتان كبيرتان وأخرى صغيرة، وعندئذ صمم إبراهم باشا على مهاجمة المدينة بجيشه وحدد للهجوم يوم 27 مايو سنة 1832.
فى صباح ذلك اليوم حملت الجنود المصرية على الثغرات الثلاث، فاستولوا على اثنتين منها، وتردد الجنود الذين قصدوا الاستيلاء على الثغرة الثالثة ولقوا مقاومة شديدة، فارتدوا إلى الوراء، فلما أبصر إبراهيم باشا ارتدادهم بادر إلى نجدتهم بجزء من الاحتياطى وتقدم هو الجنود شاهرا سيفه، فدبت الحمية في نفوسهم وعادوا إلى الثغرة فاقتحموها، ودار قتال استمر حتى المساء، ودافعت الحامية دفاعًا مجيدًا، وأبدى الفريقان شجاعة كبيرة إلى أن عظمت خسائر الحامية وكلت عن مواصاة الحرب، فطلب عبد الله باشا التسليم وسلم المدينة في مساء ذلك اليوم.
وبذلك انتهى حصار عكا بتسليمها للجيش المصرى بعد أن استمر ستة أشهر، وقد وقعت بالفريقين خسائر فادحة، فبلغت خسائر الجيش المصرى أربعة آلاف وخمسمائة قتيل، وخسرت الحامية 140 قتيلا، وهى خسارة تدل على شدة ما احتمله الفريقان، فلا غرو أن كان لفتح عكا دوى عظيم تجاوب في الخافقين، فإن عكا هى التى امتنعت على نابليون منذ نيف وثلاثين سنة وعجز عن فتحها وارتد عنها خائبًا، فانتصار إبراهم باشا فى فتحها هو صفحة مجد وفخار للجيش المصرى.
وقد كان لسقوط عكا تأثير ابتهاج عظيم فى مصر فأقيمت الزينات فى القاهرة ثلاثة أيام متواليات.
أما عبد الله باشا والى عكا بعد أن سلم نفسه تلقاه إبراهيم باشا بالحفاوة والإجلال، وأرسله إلى الاسكندرية حيث أحسن محمد على مثواه وأسكنه فى قصر خصص له، وحفه بالرعاية والإكرام.
Trending Plus