النبى محمد يولى أسامة بن زيد إمارة الجيش.. لماذا أصر الرسول على توليه؟

كتب محمد فؤاد
الأربعاء، 28 مايو 2025 07:00 م
في مثل هذا اليوم 28 مايو عام 632م، ولّى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي أسامة بن زيد إمارة الجيش الإسلامى، حيث أرسله الرسول لتأمين حدود شبه الجزيرة العربية من هجمات الروم.
وبحسب كتاب "أطلس حروب الردة.. فى عهد الخليفة الراشد أبى بكر الصديق" للدكتور سامى بن عبد الله المغلوث، كان أسامة مفطورا على حب الجهاد والخروج إلى الغزو، شجاعا مقداما منذ نشأته، فخرج مع النبى عليه الصلاة والسلام، فى غزوة أحد، لكنه رده لصغر سنه، ثم شارك فى "الأحزاب" بعد أن اشتد عوده، واشترك مع أبيه زيد بن حارثة فى غزوة مؤتة، وكان ممن ثبت مع النبى فى "حنين" حين تفرق المسلمون فى الجولة الأولى من المعركة وفر منهم من فر.
غير أن مؤهلات أسامة لم تشفع عند الصحابة لقيادة الجيش، فرأوا فى هذه التولية رأيا، وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين والأنصار، فلما بلغت النبى هذه المقالة، وجيش أسامة مقيم بالجرف، غضب غضبا شديدا، وكان فى مرض الموت، فأمر نساءه أن يرقن عليه الماء، حتى تهدأ الحمى، وخرج متحاملا على نفسه، وصعد المنبر، فحمد لله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس فما مقالة بلغتنى عن بعضكم فى تأميرى أسامة، فوالله لئن طعنتم فى إمارتى أسامة، لقد طعنتم إمارتى أباه من قبل، وأيم الله إنه كان للإمارة لخليق، وإن ابنه من بعده لخليق بالإمارة" وعلى الرغم من اشتداد المرض على الرسول، فإنه كان حريصا على قيادة حملة أسامة، مدركا أهمية ما يقوم به، وكان يقول لمن يزوره فى مرضه، أنفذوا جيش أسامة، ويقول لأسامة حين يزوره "اغدوا على بركة الله" وشاء الله أن يلحق النبى بجوار ربه وجيش أسامة قابع فى الجرف خارج المدينة.
اعتزال أسامة
اعتزل أسامة بن زيد رضى الله عنه الفتن بعد مقتل عثمان رضى الله عنه إلى أن مات فى أواخر خلافة معاوية رضى الله عنه، وكان قد سكن المِزّة غرب دمشق، ثم رجع فسكن وادى القرى، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف.
اختلفت الروايات الواردة فى الوقت الذى توفى فيه أسامة بن زيد رضى الله عنه، فجاء فى بعض الروايات إن الصحابى الجليل أسامة بن زيد -رضى الله عنه- توفى فى سنة 54 للهجرة وهذا ما رآه ابن عبد البر، بينما يرى آخرون أن أسامة بن زيد عاش حتى بلغ أواخر خلافة معاوية بن أبى سفيان، وتوفى فى سنة 61 للهجرة، والله تعالى أعلم.

Trending Plus