تيسير وطمأنينة على الطريق إلى "الوقوف بعرفة".. رئيس البعثة: استعدادات مكثفة لراحة ضيوف الرحمن.. والأطباء: العيادات تعمل على مدار 24 ساعة.. والبعثة الدينية: هدفنا التسهيل على حجاجنا

محمود-عبد-الراضى

منذ اللحظة الأولى لوصول أول أفواج الحجاج المصريين إلى الأراضي المقدسة، بدأت بعثة الحج الرسمية تنفيذ خطة شاملة تستهدف توفير أقصى درجات الراحة والرعاية لضيوف الرحمن، تطبيقاً لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الذي شدد على ضرورة تيسير أداء المناسك للحجاج، خاصة كبار السن والحالات الإنسانية.

في مشهد يعكس حجم الجهد والتنظيم، واصلت البعثة المصرية استقبال الحجاج القادمين من مطارات مصر المختلفة إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، حيث تم تنظيم مراسم استقبال رسمية لهم داخل الفنادق، شملت توزيع الهدايا وتقديم المشروبات الباردة والوجبات الجافة، في لفتة إنسانية حظيت بتقدير الحجاج الذين أعربوا عن امتنانهم لما وجدوه من اهتمام منذ لحظة وصولهم.

وتحدث اللواء أشرف عبد المعطي، مساعد وزير الداخلية والرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية، عن الاستعدادات المكثفة التي سبقت قدوم الحجاج، مشيراً إلى أن جميع الفنادق التي تم التعاقد معها تقع على مسافة قريبة من الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، لتقليل مشقة الانتقال على الحجاج، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وأشار عبد المعطي إلى أن غرفة العمليات المركزية التابعة للبعثة تتابع على مدار الساعة أحوال الحجاج، وتعمل على تلقي شكاواهم والتعامل معها فوراً، بالتنسيق مع الجهات السعودية المعنية. كما تم تخصيص فرق ميدانية لمرافقة الحجاج داخل الفنادق وفي أثناء أداء المناسك، مع منح أولوية قصوى لكبار السن والحالات الصحية الخاصة.

في السياق ذاته، قال الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، إن الجهد الدعوي والتوعوي مستمر منذ وصول الحجاج، حيث تم تنظيم عدة ندوات داخل مقار الإقامة لتوضيح مناسك الحج والعمرة بصورة مبسطة، مع إتاحة الفرصة للحجاج لطرح أسئلتهم واستفساراتهم.

وأكد الشيخ شريف أن الهدف الأساسي هو تمكين الحاج من أداء المناسك بشكل صحيح دون مشقة أو لبس، مع مراعاة الظروف الصحية والبدنية لبعض الحجاج.

وأضاف رئيس البعثة الدينية أن هناك علماء مرافقين للحجاج يشاركونهم التنقلات والمبيت، ويحرصون على تقديم الإرشادات الشرعية في الوقت المناسب، ما أسهم في خلق حالة من الطمأنينة لدى ضيوف الرحمن الذين وجدوا في هذا الدعم المعنوي والديني رفيقاً لهم في رحلتهم الإيمانية.

رعاية صحية مجانية وجهود طبية ميدانية

على الجانب الصحي، سجلت البعثة الطبية المصرية ملحمة إنسانية حقيقية، بتقديم خدمات علاجية ورقابية مجانية منذ لحظة وصول الحجاج.

وقال الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، إن عدد الحجاج الذين ترددوا على العيادات الطبية حتى الآن بلغ 7400 حاج، تم تقديم العلاج اللازم لهم دون مقابل.

وأشار إلى أنه تم تحويل 179 حاجًا إلى المستشفيات السعودية لإجراء فحوصات أو تدخلات طبية بسيطة ضمن قسم الطوارئ، مؤكداً أن جميع الحالات مستقرة وتحت المتابعة الدقيقة من الأطقم الطبية المصرية والسعودية.

وأكد الدكتور مصطفى أنه قام بجولة ميدانية شملت فنادق إقامة الحجاج في المدينة المنورة، بالإضافة إلى مستشفى النور بمكة المكرمة، حيث تم الاطمئنان على الحالة العامة للحجاج، والتأكد من توفير الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية داخل عيادات البعثة.

ولم تقتصر جهود البعثة الطبية على تقديم الدواء فحسب، بل شملت أيضاً إطلاق حملات توعوية داخل مقار الإقامة لتثقيف الحجاج بضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وشرب كميات كافية من المياه والسوائل، والابتعاد عن الإجهاد الحراري الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خاصة في فترات الذروة.

تنظيم مثالي للحركة والإقامة

وبالتوازي مع الخدمات الصحية والدينية، أولت بعثة الحج المصرية اهتماماً بالغاً بتنظيم عمليات التنقل والإقامة، حيث تم توفير حافلات حديثة ومكيفة لنقل الحجاج بين أماكن الإقامة والمزارات الدينية، بما في ذلك تنظيم زيارات إلى الروضة الشريفة والمواقع الإسلامية البارزة في المدينة المنورة.

كما تم تسكين الحجاج إلكترونيًا بطريقة سلسة وشفافة، ما ساعد في تقليل وقت الانتظار وتجنب التكدس. وتم تخصيص فرق ميدانية لاستقبال الحجاج في الفنادق وتوجيههم إلى غرفهم، مع تقديم وجبات غذائية جافة ومياه باردة فور الوصول.

وفي إطار الحرص على توفير بيئة آمنة ومناسبة للنساء، استعانت البعثة بعدد من عناصر الشرطة النسائية لتقديم الدعم اللازم للحاجات، سواء من حيث التنظيم أو المرافقة أو المساعدة في الحالات الطارئة.

الملفت في موسم الحج هذا العام هو تكامل أدوار بعثة الحج المصرية، حيث عملت الدوائر الدينية والطبية والإدارية كمنظومة واحدة هدفها الأسمى هو خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم. الحجاج المصريون بدورهم عبّروا عن رضاهم الكبير عن الخدمات المقدمة، مشيدين بحُسن التنظيم والاستقبال.