قصر ثقافة أبو سمبل منارة ثقافية تصميم حسن فتحى.. أبرز أعمال المعمارى الشهير

أعلنت وزارة الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، عقب افتتاح قصر ثقافة أبو سمبل الجديد بمحافظة أسوان، أن القصر يعد منارة ثقافية جديدة فى أقصى جنوب مصر، تم تشييده وفقًا لفلسفة العمارة البيئية المستلهمة من أعمال المعمارى المصرى العالمى الراحل حسن فتحى، وقد تم تنفيذ التصميم المعمارى للقصر على أسس مستمدة من الطابع الريفى النوبى.
ويعد حسن فتحي (1900–1989) أحد أبرز المعماريين في تاريخ مصر والعالم العربي، وارتبط اسمه بمفهوم "عمارة الفقراء"، الذي وضع من خلاله أسسًا إنسانية وعملية لبناء المساكن في المجتمعات الريفية والفقيرة باستخدام مواد محلية وتقنيات تقليدية منخفضة التكلفة.
بدأ أولى خطواته المعمارية عام 1928، وكان مشروعه الأول مدرسة طلخا الابتدائية، التي غلب عليها الطابع الكلاسيكي المُستمد من دراسته في كلية الفنون الجميلة.
استلهم أعماله من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن، وكذلك من الطرز المعمارية في القاهرة القديمة خلال العصرين المملوكي والعثماني، ويعد مشروعه الأهم هو قرية القرنة الجديدة بغرب مدينة الأقصر، الذي بدأه عام 1946، بهدف إعادة توطين نحو 3200 أسرة تم تهجيرها من المقابر الأثرية لحمايتها من التعديات والسرقات.
خصصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية، وتم اختيار الموقع بعناية ليكون قريبًا من الأراضى الزراعية وشبكة السكك الحديدية، وبعيدًا عن المناطق الأثرية.
بنيت المرحلة الأولى من المشروع بـ70 منزلًا، صممت كل منها بلمسة فريدة، حتى لا تتشابه، ما يعكس اهتمام حسن فتحي بالتنوع الإنساني والخصوصية داخل المجتمع، استخدم في البناء المواد المحلية مثل الطوب اللبن، وظهر تأثره العميق بالعمارة الإسلامية في الأقواس والقباب والأفنية الداخلية.
خلد حسن فتحي تجربته في كتابه الشهير "عمارة الفقراء"، الذي يحكي فيه قصة بناء قرية القرنة، ويعد اليوم مرجعًا عالميًا في العمارة المستدامة، ويعتبر إدماج فلسفته في تصميم قصر ثقافة أبو سمبل شهادة على استمرار تأثيره العميق في العمارة المصرية، وعلى وعي وزارة الثقافة بأهمية الربط بين التراث المعماري والهوية الثقافية.
Trending Plus