لبيك اللهم لبيك.. الشيخ السديس من الحرم المكى للحجاج: لا حج بلا تصريح ولا عبادة مع تدافع وعدسات الهواتف.. تراحموا وعظموا شعائر الله ولا تزاحموا.. ساعدوا رجال الأمن وانشغلوا بالعبادة والروحانيات

في كلمة مؤثرة ألقاها رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، عقب صلاة العشاء من داخل أروقة المسجد الحرام، وجّه التهنئة لحجاج بيت الله الحرام بمناسبة قدومهم إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، داعيًا إياهم إلى اغتنام هذه الفرصة العظيمة في أيام هي من أعظم أيام الدنيا، وهي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لما لها من فضل عظيم ومكانة في الشرع الإسلامي.
السديس، الذي تتجه إليه أنظار المسلمين في موسم الحج نظرًا لموقعه ومسؤولياته، لم يكتفِ بالترحيب بالحجاج، بل حمّل كلماته بمزيج من التوجيهات الروحية والتنظيمية، مؤكدًا أن الحج ليس فقط رحلة روحانية، بل أيضًا تجربة يتعين فيها احترام النظام والضوابط التي وضعتها الجهات المختصة، حفاظًا على النفس والغير.
وحذر السديس ضيوف الرحمن من الوقوع في فخ الانشغال بالتصوير والهواتف المحمولة أثناء أداء المناسك، مؤكدًا أن هذه السلوكيات تشتت الانتباه وتنتقص من الخشوع والروحانية التي يجب أن تسود هذه الأيام المباركة.
كما شدد على أهمية تجنب التدافع والزحام الذي قد يؤدي إلى إصابات أو اختناقات، داعيًا الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر والالتزام بتعليمات الجهات المنظمة.
الالتزام بالحجاب الكامل والتحلي بالحياء والوقار
وفي رسالة خاصة للنساء، دعا السديس السيدات إلى الالتزام بالحجاب الكامل والتحلي بالحياء والوقار، مؤكدًا أن الحياء زينة المرأة المؤمنة، وأن مكانة الحاج أو الحاجة تتعزز بالانضباط والمظهر الإسلامي المحتشم.
وتطرق رئيس الشؤون الدينية إلى أهمية التعاون مع رجال الأمن، وعدم إقامة الصلوات في الطرقات والممرات، لما لذلك من تأثير سلبي على حركة الحشود وسلامة الجميع.
وأشاد السديس بالدور الكبير الذي تقوم به قوات الأمن السعودية في خدمة الحجاج، من تنظيم وتنقل وتأمين الحشود، إضافة إلى التنسيق مع مختلف الجهات لضمان راحة الحجاج.
أداء فريضة الحج لا يصح إلا بتصريح رسمي
كما أشار إلى الدور التوعوي والديني الذي تضطلع به المؤسسات الدينية، من خلال إلقاء الدروس والمحاضرات وشرح المناسك وتبسيط الأحكام، إلى جانب المبادرات الاجتماعية والدعوية التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الحج السليم وفق منهجية الاعتدال والوسطية.
وختم السديس كلمته بالتأكيد على أن أداء فريضة الحج لا يصح إلا بتصريح رسمي، داعيًا إلى احترام الأنظمة والتعليمات ومراعاة آداب الحج وسننه، وعدم التهاون فيما شرعه الله، لما في ذلك من مصلحة عامة تصب في خدمة ضيوف الرحمن.
وفي سياق موازٍ، تواصل بعثة الحج المصرية جهودها المكثفة في خدمة الحجاج المصريين منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة، حيث كان في استقبالهم فرق تنظيمية بمطار المدينة المنورة، قدمت لهم التسهيلات الكاملة وساعدت في إنهاء إجراءات الدخول بسرعة وسلاسة.
البعثة المصرية واحتفالات ترحيبية في الفنادق
ونظمت البعثة المصرية احتفالات ترحيبية في الفنادق التي تم تسكين الحجاج بها، وشملت تقديم هدايا رمزية تعبيرًا عن التقدير، كما تم تخصيص أتوبيسات مكيفة لنقل الحجاج بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، بما يضمن لهم الراحة أثناء تنقلاتهم في ظل الأجواء الحارة التي تشهدها المنطقة في هذا الوقت من العام.
وتمت عملية التسكين إلكترونيًا دون عناء، من خلال منظومة ذكية ساعدت على توزيع الحجاج على الفنادق بسلاسة. كما خصصت البعثة فرقًا لمرافقة الحالات الإنسانية وكبار السن، إلى جانب الاستعانة بعناصر من الشرطة النسائية لتوفير الدعم الكامل للنساء أثناء أداء الشعائر.
وحرصت البعثة أيضًا على تنظيم زيارات للحجاج إلى الروضة الشريفة والمزارات الإسلامية المهمة في المدينة، مع توفير علماء وأئمة متخصصين لشرح المناسك بأسلوب مبسط وشامل، لتوعية الحجاج وإرشادهم في كل خطوة من خطوات رحلتهم الإيمانية.
عيادات طبية متنقلة وثابتة
ولم تغفل البعثة الجانب الصحي، إذ تم تجهيز عيادات طبية متنقلة وثابتة لمتابعة الحالات الصحية وصرف الأدوية مجانًا، بالإضافة إلى غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة في المدينة المنورة لمتابعة أحوال الحجاج والتدخل في الحالات الطارئة.
وقدمت البعثة أيضًا وجبات جافة لضمان توافر الغذاء في أوقات التنقل، مع توزيع نشرات إرشادية تنبه إلى ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، والإكثار من شرب المياه والسوائل لتفادي حالات الإجهاد الحراري، خصوصًا في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وتؤكد هذه الجهود المتكاملة من الجانب السعودي والمصري على أن خدمة ضيوف الرحمن مسؤولية عظيمة تتضافر فيها جميع الطاقات، لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم في يسر وسلام وطمأنينة.
Trending Plus